Saturday, February 6, 2010

المسجد

في مجتمع تتحكم فيه الغرائز والشهوات، وتسيطر عليه العصبية البغيضة، وتحكمه قوانين جائرة تستعبد الخلق وتحولهم إلى عبيد.
في مجتمع غارق في التخلف والجهل، مجتمع يشارف على الهلاك والموت، وكما عبر عنه الله عز وجل (...وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)
في ذلك الجو بعث النبي محمد(ص) بالإسلام ، و" بإقرأ" نزل الوحي.

علم الله أن سبب هلاك وتخلف هذه الأمة التي أرادها أن تكون رائدة الأمم وقبلتها وان تكون الأمة الوسط وان تكون خير أمة أخرجت للناس أن دائها الجهل ودوائها العلم، فأُولى كرم الوحي إذا أقرا. لم قال اقرأ؟ ولم يقل صل أو صم أو زكِ أو جاهد ؟! هذه المعاني التي ننزلها منزل القداسة والطليعة من إسلامنا، وهي بنظرنا العنوان لإسلام صحيح.
هي كذلك، وليست مجرد عناوين، لكن يجب ان نؤديها عن عقل ومعرفة لكنهها وحقيقتها ولسبب تعبدنا بها أما أن نمارسها تقليدا موروثا، ونتمسك بها عصبية، أو محاباة ، فهنا تكمن العلة.
إن أولى المؤسسات التي بنيت في دولة الإسلام بعد الهجرة في دار الهجرة كان المسجد.
والمسجد ليس مكان لاداء الصلاة فحسب، بل هو الجامعة التي تجمع المؤمنين، يتعلمون فيه أصول دينهم ودنياهم، وهو الملجأ الذي يتوجهون إليه لحل جميع النزاعات، وربط التحالفات أمام الله وفي حضنه.
نتلمس هنا في الغرب أن المسجد يمارس دوره الاول الحقيقي والمطلوب منه، فهو مكان الصلاة، وفيه تجتمعون وتتدارسون شؤونكم وشجونكم، وهو المكان الذي تلتقون فيه دونما رسميات المواعيد واللقاءات، وهو المطرح الذي تأتون بأبنائكم ليتعارفوا ويلتقوا ومنارة العلم والمعرفة.
للمسجد دور رائد ومكانه متقدمة لدي المسلمين، فمن المؤسف أن يتحول دوره في بلاد الإسلام لاداء فرض رسمي أثناء الدوام فقط، فللمسجد روحانية خاصة وعبق خاص يؤثر على اتخاذ القرار الأكثر موائمة وصوابا واقل حدة وتطرفا، فهو ببساطة الجامع، هكذا نفهمه.
أيها الاخوة المؤمنون نتطلع إليكم ملاذا لإسلام صحيح غير مصطنع، وفي ظل الحرية المطلقة هنا تلتزمون دينكم الصحيح، دونما إكراه، فانتم الأمل لوجه إسلام مشرق، يزيل تلك الصورة المشوهة عن الإسلام الذي تلصق به زورا، تهمة الإرهاب والتخلف والجهل. الإسلام أيها السادة حرية وديمقراطية ورقي وتقدم وعلم والإسلام حياة فضلى وآخرة سعيدة.


تتمة...