Wednesday, November 24, 2010

إنه العام الأول للإنطلاقة

وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ {الأنفال/46}
الحمد لله على تمام نعمه علينا وكريم صنعه فينا فله الحمد دائما وابدا
انه العام الاول على اطلاق هذا الموقع المبارك إن شاء الله تعالى.
فكانت ولادته في يوم عيد الغدير وعلى الخير والهدى سيبقى بأذن الله منارة علم وراية هداية وصوت حق مدوي
سنكبر بكم ولكم إن شاء الله تعالى
أسرة الموقع تبارك لكم عيد الغدير والبيعة لله
فكونوا معنا
والى لقاء مع مزيد من عطاء سماحة السيد مهدي الامين مفتي قضاء بنت جبيل

تتمة...

يوم رضى الرب

بسم الله الرحمن الرحيم
كل عام وأنتم بخير في عيد الله الأغر
يوم ارتضى الله لنا الاسلام ديناً
ومحمد صلى الله عليه وآله نبياً وعلياً عليه السلام وليا.
والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذرية الحسين أئمة
صلوات الله عليهم أجمعين ويوم ارتضى لنا الإيمان وجعلنا من عباده المقربين.
فهنيئاً هننيئاً لكم يا موالين تمسكوا بالولاية وحبل الله المتين، عرفوها من تحبون.


هذه بعض من مقتطفات خطبة النبي الاعظم يوم غدير خم

فَأَوْحى إلَيَّ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ* يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ـ في عَلِيٍّ، يَعْني فِي الْخِلافَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طالِب ـ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ). {المائدة/67}
مَعاشِرَ النّاسِ: ما قَصَّرْتُ في تَبْليغِ ما أَنْزَلَ اللهُ تَعالى إلَيَّ، وَأَنَا أُبَيِّنُ لَكُمْ سَبَبَ هذِهِ الاْيَةِ: إنَّ جَبْرَئيلَ هَبَطَ إلَيَّ مِراراً ثَلاثاً يَأْمُرُني عَنِ السَّلامِ رَبّي ـ وَهُوَ السَّلامُ ـ أَنْ أَقُومَ في هذَا الْمَشْهَدِ فَأُعْلِمَ كُلَّ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي وَخَليفَتي عَلى أُمَّتي وَالاْمامُ مِنْ بَعْدي، الَّذي مَحَلُّهُ مِنّي مَحَلُّ هارُونَ مِنْ مُوسى إلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بَعْدَ اللهِ وَرَسُولِهِ.
مَعاشِرَ النّاسِ: إنَّهُ آخِرُ مَقام أَقُومُهُ في هذَا الْمَشْهَدِ، فَاسْمَعُوا وَأَطيعُوا وَانْقادُوا لاَِمْرِ اللهِ رَبِّكُمْ، فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ هُوَ مَوْلاكُمْ وَإلهُكُمْ، ثُمَّ مِنْ دُونِهِ رَسُولُهُ وَنَبِيُّهُ الْمُخاطِبُ لَكُمْ، ثُمَّ مِنْ بَعْدي عَلِيٌّ وَلِيُّكُمْ وَإمامُكُمْ بِأَمْرِ اللهِ رَبِّكُمْ، ثُمَّ الاْمامَةُ في ذُرِّيَّتي مِنْ وُلْدِهِ إلى يَوْم تَلْقَوْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ.
لا حَلالَ إلاّ ما أَحَلَّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَهُمْ، وَلا حَرامَ إلاّ ما حَرَّمَهُ اللهُ عَلَيْكُمْ وَرَسُولُهُ وَهُمْ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَرَّفَنِيَ الْحَلالَ وَالْحَرامَ وَأَنَا أَفْضَيْتُ بِما عَلَّمَني رَبّي مِنْ كِتابِهِ وَحَلالِهِ وَحَرامِهِ إلَيْهِ.
مَعاشِرَ النّاسِ: إنَّهُ إمامٌ مِنَ اللهِ، وَلَنْ يَتُوبَ اللهُ عَلى أَحَد أَنْكَرَ وِلايَتَهُ وَلَنْ يَغْفِرَ لَهُ، حَتْماً عَلَى اللهِ أَنْ يَفْعَلَ ذلِكَ بِمَنْ خالَفَ أَمْرَهُ وَأَنْ يُعَذِّبَهُ عَذاباً نُكْراً أَبَدَ الاْبادِ وَدَهْرَ الدُّهُورِ. فَاحْذَرُوا أَنْ تُخالِفُوهُ، فَتَصْلُوا ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرينَ.
أيُّهَا النّاسُ: مَنْ أوْلى بِكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ؟ قالوا: اللهُ وَ رَسوُلُهُ. فَقالَ:
ألا فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
مَعاشِرَ النّاسِ: لا تَمُنُّوا عَلَيَّ بِإسْلامِكُمْ، بَلْ لا تَمُنُّوا عَلَى اللهِ فَيُحْبِطَ عَمَلَكُمْ وَيَسْخَطَ عَلَيْكُمْ وَيَبْتَلِيَكُمْ بِشُواظ مِنْ نار وَنُحاس، إنَّ رَبَّكُمْ لَبِالْمِرْصادِ.
مَعاشِرَ النّاسِ: إنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ بَعْدي أَئِمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى النّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ.
مَعاشِرَ النّاسِ: إنَّ اللهَ وَأَنَا بَريئانِ مِنْهُمْ.
مَعاشِرَ النّاسِ: أَلا وَإنّي رَسُولٌ وَعَلِيٌّ الاْمامُ وَالْوَصِيُّ مِنْ بَعْدي، وَالاْئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ. أَلا وَإنّي والِدُهُمْ وَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِهِ.
أَلا إنَّ خاتَمَ الأَئِمَّةِ مِنَّا الْقائِمَ الْمَهْدِيَّ. أَلا إنَّهُ الظّاهِرُ عَلَى الدّينِ. أَلا إنَّهُ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الظّالِمينَ. أَلا إنَّهُ فاتِحُ الْحُصُونِ وَهادِمُها. أَلا إنَّهُ غالِبُ كُلِّ قَبيلَة مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ وَهاديها.
أَلا إنَّهُ الْمُدْرِكُ بِكُلِّ ثار لاَِوْلِياءِ اللهِ. أَلا إنَّهُ النّاصِرُ لِدينِ اللهِ. أَلا إنَّهُ الْغَرّافُ مِنْ بَحْر عَميق. أَلا إنَّهُ يَسِمُ كُلَّ ذي فَضْل بِفَضْلِهِ وَكُلَّ ذي جَهْل بِجَهْلِهِ.
أَلا إنَّهُ خِيَرَةُ اللهِ وَمُخْتارُهُ. أَلا إنَّهُ وارِثُ كُلِّ عِلْم وَالْمُحيطُ بِكُلِّ فَهْم.
أَلا إنَّهُ الْمُخْبِرُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمُشَيِّدُ لاِمْرِ آياتِهِ.
أَلا إنَّهُ الرَّشيدُ السَّديدُ. أَلا إنَّهُ الْمُفَوَّضُ إلَيْهِ.
أَلا إنَّهُ قَدْ بَشَّرَ بِهِ مَنْ سَلَفَ مِنَ الْقُرُونِ بَيْنَ يَدَيْهِ.
أَلا إنَّهُ الْباقي حُجَّةً وَلا حُجَّةَ بَعْدَهُ وَلا حَقَّ إلاّ مَعَهُ وَلا نُورَ إلاّ عِنْدَهُ.
أَلا إنَّهُ لا غالِبَ لَهُ وَلا مَنْصُورَ عَلَيْهِ.
أَلا وَإنَّهُ وَلِيُّ اللهِ في أَرْضِهِ، وَحَكَمُهُ في خَلْقِهِ، وَأَمينُهُ في سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ.
مَعاشِرَ النّاسِ: إنَّكُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُصافِقُوني بِكَفٍّ واحِد في وَقْت واحِد، وَقَدْ أَمَرَنِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ آخُذَ مِنْ أَلْسِنَتِكُمُ الاْقْرارَ بِما عَقَّدْتُ لِعَلِيٍّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَلِمَنْ جاءَ بَعْدَهُ مِنَ الاَئِمَّةِ مِنّي وَمِنْهُ، عَلى ما أَعْلَمْتُكُمْ أَنَّ ذُرِّيَّتي مِنْ صُلْبِهِ.
فَقُولُوا بِأَجْمَعِكُمْ: "إنّا سامِعُونَ مُطيعُونَ راضُونَ مُنْقادُونَ لِما بَلَّغْتَ عَنْ رَبِّنا وَرَبِّكَ في أَمْرِ إمامِنا عَلِيٍّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ وَمَنْ وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ مِنَ الاَئِمَّةِ. نُبايِعُكَ عَلى ذلِكَ بِقُلُوبِنا وَأَنْفُسِنا وَأَلْسِنَتِنا وَأَيْدينا. عَلى ذلِكَ نَحْيى وَعَلَيْهِ نَمُوتُ وَعَلَيْهِ نُبْعَثُ. وَلا نُغَيِّرُ وَلا نُبَدِّلُ، وَلا نَشُكُّ وَلا نَجْحَدُ وَلا نَرْتابُ، وَلا نَرْجِعُ عَنِ الْعَهْدِ وَلانَنْقُضُ الْميثاقَ.
وَعَظْتَنا بِوَعْظِ اللهِ في عَلِيٍّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ وَالأَئِمَّةِ الَّذينَ ذَكَرْتَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ مِنْ وُلْدِهِ بَعْدَهُ، الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَمَنْ نَصَبَهُ اللهُ بَعْدَهُما.
فَالْعَهْدُ وَالْميثاقُ لَهُمْ مَأْخُوذٌ مِنّا، مِنْ قُلُوبِنا وَأَنْفُسِنا وَأَلْسِنَتِنا وَضَمائِرِنا وَأَيْدينا. مَنْ أَدْرَكَها بِيَدِهِ وَإلاّ فَقَدْ أَقَرَّ بِلِسانِهِ، وَلا نَبْتَغي بِذلِكَ بَدَلاً وَلا يَرَى اللهُ مِنْ أَنْفُسِنا حِوَلاً. نَحْنُ نُؤَدّي ذلِكَ عَنْكَ الدّاني وَالْقاصي مِنْ أَوْلادِنا وَأَهالينا، وَنُشْهِدُ اللهَ بِذلِكَ وَكَفى بِاللهِ شَهيداً وَأَنْتَ عَلَيْنا بِهِ شَهيدٌ".



تتمة...

Monday, November 15, 2010

أجمل التهاني بحلول العيد

كل عام وانتم بخير
في أجواء العيد المبارك
نتمنى للحجاج قبول الاعمال وعودتهم الى اهليهم سالمين غانمين
وتقبل الله طاعتهم وشملنا بقبول ادعيتهم
ورزقنا وأياكم الحج من قابل
وحجا مبرورا وسعيا مشكور وذنب مغفور ان شاء الله

تتمة...

Monday, November 8, 2010

لبيك اللهم لبيك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحج

قال الله تعالى : ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) صدق الله العلي العظيم.

قد تصاب بالدهشة حينما تصل الديار المقدسة، أرض الحجاز، وتستمر بذلك وتعتريك رعدة كلما أوغلت قدماً باتجاه المشاعر المقدسة، والأماكن الطيبة.
تدهشك تلك الجموع الغفيرة التي تتحرك نحو قبلتها، سود وبيض، رجال ونساء من كل الأعمار، حتى انك تجد الشيخ الفاني والعجوز المتهدمة يتشحون البياض قد لبوا النداء.
وتجد أيضاً تجاراً كبار، أغنياء وفقراء ومتواضعين، من كل الطبقات الاجتماعية والكل يهفو بفؤاده نحو البيت العتيق.
لا يوجد في الدنيا عبادة مثلها أبدا حيث يتلاقي البشر هناك أمواجاً متلاطمة من كل حدب صوب ومن كل فج عميق يلبون النداء ( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ).
لا شئ يحدوهم بهم ويسيرهم ذلك الطريق الوعر المشاق، وبذل المال، إلا رغبة في تحصيل الأجر والثواب والسير على خطى الانبياء والاوصياء.

ممكن أن ترائي في صلاتك وصومك، وممكن أن تدعي الطهر والقداسة في وطنك أو حيث أنت، أما أن تقطع المسافات وتبذل المال لادعاء ذلك، لا اعتقد.
أناس غلبهم الشوق، وقض مضاجعهم الحنين إلى بارئ النسمات، فأتت تلك الجموع طائعة مختارة، تركت ورائها الأهل والمال والولد والدنيا بزخرفها وزينتها، اتشحت الأكفان واتجهت إلى الرحمن.
ليس من أمرها شئ سوى التسليم لله عز وجل. منقادة انقياد العبيد إلى مولها، علَّها تحظى بالتفاتة منه لفكاكها وعتقها من هول النيران ومقطعات الأبدان ومغيرات الألوان.
ويدهشك الجمع بعد، بألوانه وألسنته المتعددة، ومختلف جنسياته، وتعدد طبقاته. إنها تلهج بلسان واحد: هو الله لا إله إلا هو.
لله درهم ما أعظمهم من وفد، وكيف حققوا الاستطاعة، وكم انتظروا، والكم من العذاب الذي تحملوه، وكم مرة ومرة في سنوات سابقة رجعوا خائبين تعتصرهم الحرقة والغصة لأنهم لم يكونوا في عداد وفد الله.

وها هم هنا بعد طول عناء، حتى المترف منهم - المسافر على أرقى الدرجات ولم يأتي لا راجالاً ولا على ضامر، بل جاء على فاره الراحلة ووثير المقعد - يندس بين الجموع بثوبي إحرامه فلا ترتفع فوقه غمامة لتقيه لفحة الهجير ولا تفرد له المساحات أو تختزل لأجله المسافات فالكل سواء. ( إن اكرمكم عند الله أتقاكم ).
ويتحرك الجمع على تناسق، ويبدأ المؤتمر العظيم، المصهر، والمطهر.
فالتطهر اولا من الذنوب، وخلع ثياب الرياء والعنجهية، فتحرم لله الجوارح والنفس من دنس المعاصي والذنوب لتؤكد على أنك نعم العبد المطيع للرب بترك ما حرم،
فالنفس تنقاد لصاحبها اما للخير أو للشر، فأما الخير مقدور عليه وانه ألذ وأطيب وأطهر وأهنأ وأخف تبعة، وانك أيضا بعد المعصية يمكن ان تتوب ويمكنك عدم المعصية أصلا.
فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
إذ لا يأس مع الله الغفور الرحيم.
ثم التطواف بالبيت العتيق كالذليل، وتتمسح بالاركان، علَّ نظرة من العلياء ترمقك.
ثم الصلاة هناك،ليس في أي مكان، فهي أعظم صلة للمخلوق بخالقه، علّه يرضى ويصفح عن كثير الجرم بشفاعة أبينا إبراهيم عليه السلام الأوآه الحليم هناك خلف مصلاه وهو الذي سمانا من قبل المسلمين.
وتيمم وجهك شطر المسعى ظمآن خائف تهرول تارة وتسير أخرى لا تلتف خلفك خوف لحوق الذنوب ورجاء المغفرة،
وقلبك يلهج .... أن يارب إرضى وأنلني شربة بعدها لا أعطش ولا اشقى، كما سقيت من قبل جدتنا هاجر ووليدها الاتقى، ويسرت له في تلك المنازل غير ذات الزرع والارض القفر فجعلت أفئدة الناس تهوي إليه ورزقت أهله من كل الثمرات.
فانجح يارب عملي واقبل سعيي وتطوافي، ووقفتي بين يديك معترفاً بذنبي خاضعاً ذليلاً متجرداً من الدنيا كخروجي من قبري عرياناً وانت تستر علي التبعات من عملي.
ولسان حالك يقول:
ها أنا يارب أقف بين يديك في عرفات معترفاً نادماً منكسراً ذليلاً، لا أقف بأمر من أحد هنا ولا لإجل أحد، ولا لمنفعة دنيا، إنما من أجلك، يشخص إليك بصري، ويتعلق بك فؤادي، هذا يارب المكان الوحيد الذي أتحلل فيه من متعلقات الدنيا وزينتها، وفتنتها،
فقد تركت المال والولد والاهل خلفي، لا أقصد إلاك ولا أحتاج سواك ، فلا أحد أنفع لي منك يارب.
( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ).
وها أنا يا رب في منى أقذف شيطان الهوى، والتفاخر، والتكبر، في نفسي بالحصى مراراً وتكراراً وكل يوم إلى يوم الدين،
أعاهدك ربي بأن أرمي شيطان نفسي وكل الشياطين والمستكبرين أينما حللت بالحصى هم أعدائي أبدا،
فحربك حربي وسلمك سلمي.
وها أنا ذا أحلق رأسي تطهراً من الادناس وأحفظ بذلك نفسي من تبعة الناس، فلا يسجد إلا لك ولا يرتفع عزا الا بك، وكي لا يكون منكوسا يوم القيامة ذليلا.
وأنحر إذ أنحر حنجرة الطمع والجشع وحب الذات والانانية - وإن كانت مما أُحب وإليها أسعى - فتأسيت ربي بإِبراهيم خليلك عليه السلام يوم صدق الرؤيا.
وها أنا ربي أعود أدراجي إلى بيتك طائفاً مصلياً وساعياً حتى ترضى.
على ذلك أحيا وأموت وأُبعث تارة أخرى.




تتمة...

Friday, November 5, 2010

العبادة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد حقه كما هو أهله ويستحقه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وصلى الله على خير الورى أجمعين رسول رب العالمين وأهل بيته الطيبين الطاهرين
السلام عليكم أخوتي أخواتي في شرق الارض وغربها ورحمة من الله وبركاته

قال الله سبحان وتعالى في معرض الإرشاد والتعليم والبيان والتبليغ

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ {الذاريات/55} وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات/56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {الذاريات/57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {الذاريات/58}

فلنعلم جميعاً أن هناك هدفاً سامياً لخلقنا وأننا لم نخلق عبثاً.
نحن هنا على هذه الارض إذا في مهمة ومهمة عظيمة وخطيرة ألا وهي العبادة.
ماهي حاجة الله للعبادة ولما يريد منا أن نعبده وهو القائل من أنه هو الرزاق ذو القوة؟
فما حاجته لعبادتنا نحن المخلوقين الضعاف المشوهين؟
للاجابة علينا اولا أن نفهم معنى العبادة ما هو ؟
العبادة ذات مفهوم واسع وكبير وليست محصورة فقط بالصلاة والصوم والحج والصدقة الواجبة فحسب .
من هنا حصلت الاشكالية الكبرى في الفهم ونتج عنها الاختلاف العاقائدي والسياسي في آن، من تفسير مفهوم العبادة.
إذ أن هناك طبقة دفعت الناس نحو هذا المفهوم الضيق، والتجزئة بالمعني وأن العبادة لا تدل إلا على أعمال عبادية وطقوس دينية خاصة وباقي التصرفات هي محض شخصية ولا دخل للمجموع بها.
ولكون ما قامت به جماعة من المفسدين في الدين باعمال تصنف في خانة الحرام من العبادة راحوا يوغرون صدور الناس بمفهوم خاطئ عن العبادة.
بمعنى ان النبي في أثناء الدوام الرسمي هو نبي وخارجه في المنزل هو إنسان يخطأ ويصيب ويجهل ويهزل.
وانت أيها المؤمن يمكنك ان تكون أثناء أداء العبادة وفي أوقاتها قديساً تقوائياً وإما صرت خارجه وفرغت فعد كما تريد ان تكون وتحب.
لا أيها الأحبة غن الله أسند إلينا وظيفة عظيمة وجعلنا في منافسة شريفة في الحياة وأن صلاح الدنيا وصلاح امورنا وحلاوتها في ما أولنا من مهمة رائعة نبز الملائكة بها ونعلو بها عليهم درجات.
العبادة تشمل كل نواحي الحياة وجميع التصرفات، الافعال الحركات والسكنات، في الدعة والرخاء والسقم والضيق على حد سواء.
لا حاجة لله لعبادتنا نحن الفقراء هي كنز حياتنا وأكسير سعادتنا.
إنه يقول لنا كونوا شرفاء عظماء اوفياء صادقين مخلصين محبين متعاونين إشتراكيين خلاقين مبدعين طاهرين من ينظر إلى وجوهكم يقرأ ما في صدوركم حافظوا على أموالكم وصحتكم وأولادكم وإخوانكم، ولا تخربوا دنياكم وأخراكم.
نحن نفعل ذلك يارب.!!!
أنا أدلكم على الطريقة المثلى الأقرب الأخصر الأقل كلفة وتعب.
كونوا عباد لي صالحين.
فلا وجع ولا خصام ولا فقر ولاجوع ولا عذاب ولا جراح ولا...
جمعنا الله وإياكم على الهدى والخير وحسن العبادة.
استغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين.

تتمة...

Wednesday, November 3, 2010

الحج

قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام:

إذا أردت الحج فجرد قلبك لله عز وجل من قبل عزمك من كل شاغل وحجب عن كل حاجب، وفوض أمورك كلها إلى خالقك وتوكل عليه في جميع ما يظهر من حركاتك و سكونك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره،
ودع الدنيا والراحة والخلق،
واخرج من حقوق يلزمك من جهة المخلوقين،
ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك وقوتك وشبابك ومالك مخافة أن تصير ذلك أعداء ووبالا ليعلم أنه ليس قوة ولا حيلة ولا حد إلا بعصمة الله تعالى وتوفيقه،
واستعد استعداد من لا يرجو الرجوع،
وأحسن الصحبة،
وراع أوقات فرائض الله تعالى وسنن نبيه (ص)،
وما يجب عليك من الأدب والاحتمال والصبر والشكر والشفقة والسخاء وإيثار الراد على دوام الأوقات،
ثم اغتسل بماء التوبة الخالصة من الذنوب،
والبس كسوة الصدق والصفاء والخضوع والخشوع،
وأحرم عن كل شي ء يمنعك عن ذكر الله عز وجل ويحجبك عن طاعته،
ولب بمعنى إجابة صافية خالصة زاكية لله عز وجل في دعوتك له متمسكا بالعروة الوثقى،
وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت،
وهرول هرولة فرا من هواك وتبرأ من جميع حولك وقوتك،
واخرج من غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى ولا تمن ما لا يحل لك ولا تستحقه،
واعترف بالخطإ بالعرفات،
وجدد عهدك عند الله تعالى بوحدانيته وتقرب إليه واتقه بمزدلفة،
واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى بصعودك إلى الجبل،
واذبح حنجرة الهوى والطمع عند الذبيحة،
وارم الشهوات والخساسة والدناءة والأفعال الذميمة عند رمي الجمرات،
واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك،
وادخل في أمان الله تعالى وكنفه وستره وحفظه وكلائه من متابعة مرادك بدخول الحرم، وزر البيت متحففا لتعظيم صاحبه ومعرفته وجلاله وسلطانه،
واستلم الحجر رضى بقسمته وخضوعا لعظمته،
ودع ما سواه بطواف الوداع،
وصف روحك وسرك للقاء الله تعالى يوم تلقاه.

تتمة...