Friday, December 24, 2010

أجمل ساعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لمن هو اهلا للحمد بجميع الحمد، والحمد لمن لا يحمد على مكروه سواه.
والصلاة على النور في الديجور نبي الرحمة وعلى مصابيح الهدى أمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذريته تاسعهم مهديهم أللهم عجل فرجه واجعلنا من انصاره وكحل أعيننا بنظرة إليه.
السلام على الاخوة المؤمنين والمؤمنات في شرق الارض وغربها،
عربها وعجمها ورحمة الله وبركاته.
وبعد


نودع عاماً من حياتنا ومن عمر الدنيا ويضاف الى عداد السنوات المنصرمة.
ومستقبلين اخر، وكأن عمرنا يقاس بالسنوات وان عمر الدنيا يقاس بالسنوات ايضا.
وهذا محض اشتباه.... نحن من صنع هذه المعادلة وأطلنا العد والحساب علنا نحضى بمزيد من السنوات. ولكي نبرر لأنفسنا التسويف والتلهي وإضاعة العمر الذي نحسب انه طويل، وان هناك دائما مقولة نعزي بها انفسنا او نبرر على حد سواء "بعد بكير" او ما زال متسع من الوقت من العمر الاسبوع القادم الشهر الثاني السنة الاتية بعد سنوات حينما ابلغ من العمر كذا بعد ان يكبر الاولاد بعد ان ازوجهم حينما اتقاعد وغيرها وغيرها من قائمة التبريرات للنفس متغافلين عن عمد او غير عمد ان العمر ينتهي فجاة وفي كثير من الاحيان بدون سابق انذار.
إذ أن أعمارنا تقاس بالايام والساعات والدقائق إن لم يكن بأقل منها.
هذا أمير المؤمنين يخاطبنا قائلاً الدنيا ساعة، أي اعماركم لا عمر الدنيا أو إن كانت أعماركم كعمر الدنيا فهي بالنهاية ساعة. فاجعلها طاعة.أجعلوها طاعة.
وهنا بيت القصيد.
فنحن عبيد ونحن أسارى والعبد وما ملك ملك سيده ومولاه.
والسؤال الكبير الذي يلفنا جميعاً هل نحن حقا نملك حياتنا؟
هل نملك اعمارنا نقطعها كما نشاء وكما نرتأي نقططع منها بعض وقت لله نؤدي له فيها فروض الطاعة المفروضة وباقي الوقت ملكنا؟
بينما نحن في الواقع لسنا أحرارأ ، ولا مطلقي القيد والعنان، إننا ببساطة أسرى لله عز وجل في كل تصرفاتنا وما تحت ايدينا ليس ملكا لنا، وما نحن نزعم اننا اولياء عليه الله ولينا فيه.
وبالتالي وقبل التالي حياتنا هذه ليست ملكنا أبدا كما نظن ونعتقد.
فلا يحق لنا ان نتصرف فيها على هوانا وكما يحلوا لكل منا ويطيب، ابدا اننا اسرى قيود صنعة الله عز وجل اسمه. ولا يحق لنا ان نتصرف وننفق إلا وفق ارادة الله تعالى ونظامه ومنهاجه وشرعته، وبعد سؤاله وأخذ موافقته ورضاه وإلا يكون تصرفا غير ممضى ولا جائز.
وعليه اي تصرف منا لا يعكس هذه الارادة هو ممنوع حرام.
الامر الموجه لنا ومن ضمن المسموح في عالم العبودية ان نتصرف وفق صيغة معينة فقط شاملة لكل الأشياء لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وفيها ولها حكم تكليفي بحقنا.
وعلى هذا الاساس وانطلاقا منه ان مقياس أعمارنا هو الثواني لا السنوات وان الدنيا برمتها طاعة اذا ما وقفت على الله تعالى.
وللذين قد يخيفهم هذا الكلام ويزعجهم ويثير حفيظتهم فتختلط عليهم الاشياء. فيهذي:
ظلم عدل حرية تسلط وغيرها من عبارات اعتدنا ان نوجهها الى اهلنا الاباء الامهات الاخوة الاكبر منا المدير في العمل الاستاذ الدولة الامن اجهزة القمع وغيرها من ادوات كبح جماح او حرية.
هذه المفردات لا تليق ان تذكر بحضرة الله تعالى فان كنا اعتدنا الظلم من بعضنا وصرنا مسكونين به فالله منزه عن ذلك.
إن ما يتخيل إلينا أنه تحكم وتسلط وقهر بنحو من الأنحاء هو محبة وحسن تقدير وصنيع من الله ولعلمه بالمصالح والمفاسد ولإرادة الخير لبنيه ولكونه الرحمن الرحيم.
ما علينا للتصديق إلا الإذعان ولا نملك إلا أن نذعن ونتذوق طعم ما نظن أنه مر
سندرك حينها من كونه الحلاء بعينه.
وكيف يكون ذلك؟
هو أن نمضي في دنيانا وفق صورة أهل البيت عليهم السلام، نؤكد خطواتهم، وصحة ممشاهم، وصدق حديثهم، وقوة حجتهم، وسطوع برهانهم ومنطقهم.
كل ذلك فينا.
عصمنا الله واياكم من مظلات الاهواء والفتن.


تتمة...

Wednesday, December 22, 2010

عظم المصاب

إنا لله وإنا إليه راجعون
لا يوم كيومك يا أبا عبد الله
لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين

تتمة...

Wednesday, December 15, 2010

وارث الانبياء

بسم الله الرحمن الرحيم


السَّلامُ عـَلَيـْكَ يا وارِثَ آدَمَ صـَفـُوةِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيْكَ يا وارِثَ نـوُحٍ نَبــِيِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يـا وارِثَ إبـراهيـمَ خـَليـلِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يا وارِثَ موســى كـَليِم اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يـا وارِثَ عـيـسى روُحِ الله السَّلامُ عـَلَيْكَ يا وارِثَ مـُحـَمـّدٍ حـَبـيبِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يـا وارِثَ اَميرِ المُؤمِنينَ وَلَيِ اللهِ السَّلامُ عـَلَيـْكَ يَابـنَ مـُحـَمـّدٍ المـُصـطـَفـى السَّلامُ عـَلَيْكَ يَابـن عـلي المرتـضـى السَّلامُ عَلَيْكَ يَابـن فاطـمة الزهراء السَّلامُ عَلَيْكَ يَابـنَ خَديجَةَ الكُبـرى

يحتفل اليوم على امتداد العالم الاسلامي عامة والشيعي خاصة بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام
ان سر عظمة تضحية الامام الحسين وسر ديمومة بقاء الشعلة متقدة الى الان وستبقى مهما تطاولت السنون لان استشهاده كان من اجل القيم العليا للإنسانية جمعاء وليس من أجل طائفة او جماعة أو اصحاب أو حزب.
استشهد دفاعا عن كل مظلوم في الارض ومحروم عن كل معذب ومضطهد وقام بوجه كل طاغية ظالم في زمانه وفي كل الازمنة والامكنة والاعصار والامصار الى يوم القيامة.
اننا اذ نحصر الحسين ع فينا كشيعة فإنا نبخسه حقه ونحجمه ولا نكون معه.
ونحن اذ نقف موقفه نضالا ومعارضة وننهاض الظلم ليس الظلم الواقع علينا فحسب بل كل ظلم من كل نوع لان الظلم اذا وقع تتناثر شظاياه وتطال الجميع (} وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ {القصص/59} ).
لم نكن في يوم من الايام دعاة فتنة لاسمح الله ولن نكون ولا دعاة حرب ولا فرقة وتشرذم كانت قضيتنا ولا تزال قضية الجميع ندافع عن الجميع لنسلم نحن مع الجميع ندافع عن حياة كريمة لكل مخلوق على وجه الدنيا. نريد ان نحيا بسلام وان نمارس حريتنا الممنوحة لنا من قبل الله عز وجل. ان نمارس معتقدنا وديننا وحياتنا العامة كبقية خلق الله. لا نريد ان نُظلم ولا نريد ان نظلم احدا. لم نربى على الحقد وما هكذا علمنا ائمتنا عليهم السلام، علمونا ان نكون عوناً للملهوف، وان نكون في خدمة الضعفاء. ربينا بأن نكون وجههم الحضاري الانساني المشرق اذا اكفهرت الوجوه.
ترك فينا الامام الصادق عليه السلام وصية تقول لنا الى يوم البعث: "كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا حتى يقول الناس رحم الله جعفر بن محمد أدب اصحابه فأحسن تاديبهم" .
والشين هو كل أمر مستقبح ناهيك عن الحرام .
فلسنا بذلك دعاة مشروع سياسي إنعزالي خاص بنا. علمنا الاسلام التي نعتز به ان نكون للجميع دون استثناء.
ان نعيش على هذا الكوكب بامن وسلام نؤدي رساله الله على الارض، كما اراد الله لنا ان نكون خلفاء له على الارض، ان نكون وجهه الرحيم، ان نعمر الدنيا بالخيرات، بكل ما هو محبب، بكل ما يؤدي الى خدمة البشرية كافة، إخوانا متقابلين، إنطلاقا من فهمنا لكتاب الله العزيز (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ {الحجرات/13}).
انطلاقا من هذه الاية المباركة وعلى هذا النحو وعلى هذا الاساس نفهم الاسلام ونفهم الانسانية ونفهم الامام الحسين عليه السلام. لانفهمه صاحب مشروع خاص، او طالب سلطة، او جائراً أو لديه أطماع في ملك، او لديه مستوى معين من التفكير الضيق، خرج امامنا الحسين عليه السلام وهو يردد ويقول امام القاصي والداني :
أَلا تَرَوْنَ إِلَى الْحَقِّ لا يُعْمَلُ بِهِ، وَإِلَى الْباطِلِ لا يُتَناهى عَنْهُ، لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فى لِقاءِ رَبِّهِ مُحِقّا، فَإِنّى لا أَرى الْمَوْتَ إِلاّ سَعادَةً وَالْحَياةَ مَعَ الظّالِمينَ إِلاّ بَرَما)
من هذا الموقف وهذا الكلام النص من المعصوم الملزم لنا كمسلمين اذ ان قول وفعل المعصوم ملزم لنا وإلا ما نعنى بالولاية ما معنى اننا نقتدي بهم هل هي مجرد لعق لسان ولقلة كلام.
الامام الحسين عليه السلام بما يمثل النموذج الحقيقي للانسان المسلم لم يكن متقاعساً او متوانياً او متهادناً لامر دنيوي يغلب مصلحه على مصلحة الله والاخرة، الدنيا كانت عنده لا شئ، لا لأنه شريف النفس لا تغره الحياة الدنيا فحسب بل على العكس من ذلك أنه عرف الدنيا على حقيقتها وهذا ما قاله أمير المؤمنين ع يا دنيا غري غيري لقد طلقتك ثلاث.
وقال ان دنياكم هذه لا تساوي عندي شسع نعل او عفطة عنز
.
وعرف هذا الامام الحسين ع كما عرفه ابوه من قبل
كان همه من الدنيا بقدر ما تكون هذه الدنيا ساعة موصلة الى لآخرة سليمة بنظره الدنيا مهمة ويحبها ويقبل عليها طالما فيها لله صلاح ورضا وتهون عليه وتصبح لا تساوي شيئا حين تصبح عبئاً قد يودي بصاحبها الى النار، فالموت خير منها انذاك.
حينئذ يحرم السكوت يحرم السكون في هذه الدنيا عن الظَلَمَةِ والظلم والقتله ومجرمي الدنيا، بل يصبح السكوت عاراً وغير جائز، فلذلك كانت صرخته المدوية تلك يوم ارادوا سفكاً لدمه الزاكي: إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني.
الحياة لديه تأخذ كفايتها وتصل الى نهاياتها حينئذ فان الموت أهون عليه من البقاء حيا وهو ساكت عن الحق ويراه ينهب وان ميراث آبائه يبدل وهو الوارث لهذا الارث العظيم.
السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله .....
الامام الحسين ع قام بالسيف وقتل لأجل قضية لأجل تحقيق رغبة وغاية، إنما ليست هذه الرغبة خاصة ومحض شخصية.
قام داعيا الى التغيير الى التصويب واعادة الامور الى نصابها وان سفك دونه دمه في سبيل ذلك الهدف ما دام هذا الدم لن يذهب هدرا وسينبت للحق عليه ازهار مادامت هذه التضحية ستثمر وتصبح روحه شعلة الثوار ونهجه طريق الاحرار ودرب الاباء.
اننا بامكاننا مشاركة الامام الحسين في ثورتة وان نكون في طليعتها الضاربين بسيفه وتحت رايته ولنا اجر الذين استشهدوا معه وتحت لوائه.
علينا اذا مهمه ومهمتنا ان نصون ولو بدمائنا ارث الحسين عليه السلام من ان نضيع نحن دمه، ذلك الدم الطاهر الذي سفك معه على مذبح الشرف والكرامة والحق سقوا به هذا الدين ليستقيم، ان نكون معه فلنحافظ على نفس المسلك الحسيني نفس القيم.
الامام الحسين ع لم يكن بحاجة الى العصمة ليتصرف كما تصرف لان تصرفه ذاك كان تصرف الحر المسلم الذي لا تاخذه في الله لومة لائم.
كونوا حسينين احرار كما ولدتكم امهاتكم ولا تكونوا عبيد أحد.
ان اردنا ان لا نتساوى مع من قتل مع الامام الحسين علينا ان نصغي الى صوت الله فينا وندير اذن صماء لكل الاصوات المثبطة المحبطة من حولنا ومن زخرف الدنيا وفتنتها.
كثير الذين صاروا تحت الثري مليارات من البشر مضوا في سبيلهم صاروا ارقاماً لموتى كانوا احياءً ذات مرة. غير أن التاريخ لا يتذكر الى ثله قله وحده الحسين مذكورا بكل فخر عبر السنين المتطاولة فإن أردت لأسمك الخلود ولروحك السعادة كن مع الحسين ولا تتردد.



تتمة...

Wednesday, December 8, 2010

إشراقات حسينية

من فيوضات الامام الحسين عليه السلام

في هذه الايام الشريفة نملء وجداننا وأروحنا حماسة للحق، لله سبحانه وتعالى،.
نتخفف مما علق بنا طوال عامنا المنصرم من حب للدنيا،وتعلق بها،.
نتزود من جديد شحنة عاطفية لاهل البيت،.
نتلمس ونتحسس حجم المسؤلية الكبرى التي وقعت على عواتقنا وانيطت بنا،.
والارث الضخم من القيم الذي تركه لنا امامنا الحسين عليه السلام.
و المسؤلية الكبرى الملقاة على عاتق كل واحد منا فهي معاً مسؤلية الامه جمعاء،
لا فرد او فريق بعينه.
كانت رسالة للامة بجميع افرادها، فالجميع اذا يتحمل اعباء النهوض بها.
فقد مضى حسيننا شهيدا وترك فينا النداء هل من ناصر حسيني.
ونحن بدورنا كما اعلم لقد لبينا معه لبيك يا حسين لبيك ابا عبد الله...
فلا مفر إذاً ولا مهرب ولا خذلان من جديد له.
إن حقَّ التلبية ملزم لنا، وعلينا بالتالي أن نتابع المسير، نكمل عمل الامام الحسين عليه السلام، مقتدين به نربي انفسنا ونربي ابنائنا ونسائنا كما تربت العقيلة زينب والعليين والقاسم وبناتنا كرقية وسكينة وام كلثوم .
وان نكون أصحابا لبعضنا البعض كأصحاب الامام الحسين عليه السلام.
كل يؤثر صاحبه واخيه في الله على نفسه،
ويتسابقون ليكونوا الفداء الاول قبل الاخر عله يُحفظ .
ذلك هو الايمان،
ذلك هو لعمري الدين،
ذلك هو التمسك بحبل الله المتين،
وذلك هو الفوز المبين.

تتمة...

الثورة الحمراء

بسم الله الرحمن الرحيم
"اللهمّ إنّك تعلم إنّه لم يكن الذي كان منّا منافسةً في سلطان ولا التماساً لفضول الحطام، ولكنّ لنردّ المعالم من دينك، ونُظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويُعمل بفرائضك وسنّتك وأحكامك" ...الامام الحسين شهيد كربلا.

الثورة الحسينية إمتداد للثورة البيضاء الكبرى، والإنقلاب الذي أحدثه جده النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مجتمع الجزيرة السائر قبل بعثه إلى الفناء والإندثار والهاوية .
لشد ما آلم النبي أن يرى بني جلدته على ذلك الحال من التردى، ومن ازدراء للقيم.
فكان يذهب بعيداً عنهم يلتمس العون من السماء، التي آمن بعدالتها، منتظراً لالتفاتة حنو منها وهكذا كان ...
وجاء الوحي إقرأ... إنها كلمة السر التي ستغير وجه الدنيا.
إرقى ولما لا أقرأ.
سأقرأ وأقرأ بنور الله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم.
وكانت عقبات كؤد ذللها النبي وخلص من معه بصبر فاق الجبال حجماً وذللها ...
بيد أنه كيف يمحو صدأ القلوب التي تظهر حسناً وتستبطن خبثا.
يعلم سرائرهم، وما يخفونه يخيف ومخيف.
حاول لكن عبثاً أن تقتلع قروناً من الجاهلية العمياء، في ستة أيام.
الإسلام بكل عظمته لم يفلح أن يغير ما في قوم لم يغيروا ما بأنفسهم.
أرسى النبي دعائم أعظم منهاج لأعظم حياة،.
شرعة ولا أسلم، أمان للدنيا وللاخرة، تصنع من معتنقيها معصومين، ملائكة، هجين من ذلك ومن ذاك،.
وفوقه تتألق الإنسانية في أوجها، وتتجلى عظمة الله في خلقه في أبهى حللها.
لكن آه وهيهات، يتدخل في الوقت الضائع الحاقد، والحقد فيه دفين،.
ويسفر عن ذاته المريضة.
أرادها الله عدالة ورسلة حياة سمحاء.
وأرادوا دون إرادة الله، أرادوها دنياً دنية شوهاء.
ملكاً عضوض، فقاتلوا لأجله بشراسة، وسنوا سنناً يا بئس ما وزروا واحتطبوا.
وتدور رحى الايام، وينزوا على منبر رسول الله القردة.
وتتوج الأمة البلهاء خوفاً وطمعاً قرداً خليفةً عليها، وتقدم له فروض الطاعة العمياء
وا إسلاماه ...
ويؤخر المقدمون من الله ...
يا لله وعلي يا للحسن يا للحسين.
ويقوم الحسين بكامل هيبة جده، ويختصر الطريق على الماكرين وضعاف النفوس.
ماخرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً إنما أردت الإصلاح في أمة جدي. أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن قبلني فالله أولى بالحق ومن ردني أصبر.

تتمة...

وصية الامام الحسين الى اخيه محمد بن الحنفية

هذا ما اَوْصى بِهِ الْحُسَينُ بْنُ عَلِي اِلى اَخيِهِ مُحَمّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ:

اَنَّ الْحُسَيْنَ يَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلا اللّه وَحَدهُ لا شَرِيْكَ لَهُ
وَاَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ
وَاَنَّ الْجَنَّةَ حَقُّ وَالنّارَ حَقٌ وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لارَيْبَ فيها
وَاَنَّ اللّه يَبْعَثُ مَنْ فِى الْقُبُورِ
وَاَنَّى لَمْ اَخْرُجْ اَشِراً وَلا بَطِراً وَلا مُفْسِداً وَلا ظالِماً
وَإنَّما خَرَجْتُ لِطَلَبِ اْلا صْلاحِ فِى اُمَّةِ جَدِّى صلى اللّه عليه و آله
أرِيدُ اَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَاَنْهى عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأَسيرَ بِسِيرَةِ جَدِّى وَاَبى على بْنِ أَبِى طالِبٍ
فَمَنْ قَبِلَنى بِقَبُولِ الْحَقِّ فَاللّه أَوْلى بِالْحقِّ
وَمَنْ رَدَّ عَلَىّ هذا اَصْبِرُ حَتّى يَقْضِيَ اللّهُ بَيْنِى وَبَيْنَ الْقَومِ
وَهُوَ خَيْرُالْحاكِمِينَ
وَهذِهِ وَصِيَّتِى إِلَيْكَ يا أَخِى
وَما تَوْفِيقى إِلاّ بِاللّه عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِليْهِ اُنِيبُ.


وكتب فيها:
" بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي بن أبي طالب إلى بني هاشم،.
أما بعد فإن من لحق بي منكم استشهد، ومن تخلف لم يبلغ مبلغ الفتح والسلام".

تتمة...

Monday, December 6, 2010

نور على نور

بسم الله الرحمن الرحيم
نورعلى نور
السلام عليك يا أبا الأحرار وسبيل الثوار
ياثار الله والوتر الموتور



في ظل واقع مرير متداع متفكك تزري به القيم وتنحدر فيه الإنسانية إلى حضيضها.
في مجتمع شاخ من كثرة التردي، وترهل من كثرة الآثام وارتكاب المعاصي والفواحش، وضجت الأرض من كثرتها.
حتى شارف على الاندثار والزوال، وراح يسير نحو الهاوية بسرعة الضوء.
وإذا ببيرق يلمع، وصبح ينبلج، ونور يعلو، وهدير يزأر، وصوت عال يأمر.
آمراً حادي الموت والركبان السائر نحو الهاوية بأن قف. فيمتثل، ويأمر بالرجوع وتغيير الوجهة .
فالإسلام قد أشرق .
إنه نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي انبلج على ليل مكة البهيم والبطاح.
ليل ثقيل طويل، عتم خيّم على تلك الأماكن التي لطالما عبد الله فيها حقا، وكانت أولى محطات الوحي على الأرض من قبل.
وكانت اقدس الأقداس واطهر الأرضيين.
فحولها حقد النفوس وضعافها إلى مكان تعفن فيه الإنسان بقيمه.
فجاء الإسلام وجلى الصدأ عن النفوس الطاهرة التي لها القابلية إنما علاها قتر، وانشأ نشأً جديد،ً ووحد بين المتنافرين، وجمع شمل المتشتتين المتناكفين، فانزاحت الظلمات وعم النور ووضعت الأثقال والأوزار.
فالإسلام يجّبُ ما قبله.
لقد خط الوحي طريقاً جديداً سليماً، وأنشأ مساراً مضيئاً يفضي إلى الخير ويسير على بركة الله.
ولكن تلك القلوب التي أماتها الصدأ وعلاها رين ( كلا بل ران على قلوبهم ) لم يتسنى لرحابة الإسلام وسماحته أن يذيب تلك الأخطاء الصماء التي علت الأرواح وتركزت في الحنايا والثنايا وتملكت على أصحابها .
فقد اشربوا حب الجاهلية في قلوبهم بكفرهم.
كمن الحقد - على مضض- في نفوسهم عقدين من الزمن وعلى جمر اللظى اقتات طوال المدة.
حقدٌ اسودٌ دفينٌ أججته انتصارات الحق وصولاته على الباطل البغيض،.
وتغذى أيضا من دماء فاسدة اهرقها الإسلام لكفرها وتعنتها،.
لاباء واخوة لهم لطالما حقدوا على الإسلام وأرادوا به الوقيعة عند كل منعطف وفرصة. فكان القتل نصيبهم العادل بسيف الإسلام سيف علي عليه السلام.
النفوس الحاقدة تلك ظلت كامنة على حقدها القديم وزادها شراسة وكره لصاحب الرسالة ووصيه والابناء لما ناله - بزعمهم منهم – صناديدهم.
وما أن أتيح لحقدها متنفس ولشيطانها طريق حتى أسفرت عن وجه الحقد الأول،.
مضافاً لتراكمات سني إعلاء الدين وإماتة الظلم ....
وهاهي تنقض على دين النبي، على الحق الصراح،.
تريد اغتيال الشمس والضياء، وتدمير الصرح الرباني (يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون ) .
تأبى نفوسهم السوداء إلا أن يعم الظلام حيث كانت تسرح الخفافيش تقتات الناس وأرزاقهم وترسم لهم طريقاً خبط عشواء ( صم بكم عمي فهم لا يبصرون )
ويبقى للإسلام وهج يضئ، و قبس نور، تبقى له بارقة أمل .
ولما هجم الكفر والردة وكادوا كيدهم .. قام الحسين عليه السلام شاهراً دمه حاملاً آمال الناس بالخلاص والعودة للنور،.
حاملاً فيما يحمل إرث جده وأبيه وأخيه، حاملاً ثقل الرسالة الأعظم...
... ويشمر من جديد عن ساعد الجهاد على الظَلَمَة ذاتهم،.
على حقدٍ من الأحفاد بل أشد حقدا، فإن فيه ما في الأصل وزيادة.
والناس في خنوع، وللمال في خضوع، ومن الترهيب والترغيب هم في سبات .
أما من ارتضى الله لدينه لا ينامون ولا يسكتون على كظة ظالم (ألا ترون أن الحق لا يعمل به وأن الباطل لا يتناهى عنه ..وقد اتخذوا مال الله دولا وعبيد الله خولا ..) .
وخرج الحسين عليه السلام ليعيد للامة ضياءها وللإسلام بريقه ونوره،.
وللبشرية والإنسانية آمالها ...
وأهرق الدم الزاكي فكان وقود مشعل الضياء الذي لفح بوهجه كل ظالم.
وصار شعاراً لكل طالب حق، ولكل صاحب مظلمة.
وها هي كلمات الحسين عليه السلام نقشت في المجد والخلود شعاراً لكل ثورة حق ( إن كان دين محمدا لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني ).
وتعالى الموج و أرغى البحر و أزبد وبدأ الطوفان.
و أعيد الدين إلى الجادة.
وأبحرت سفينة نوح من جديد، بأشرعة جدد بيض انصع مما كان وارهف.
فمن ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى.
ولن يعصمه عاصم.
( من لحق بنا إستشهد ومن تخلف لم يبلغ الفتح ) .




تتمة...

لقد عادت لنا كربلا

((اَعْظَمَ اللّهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالحُسَينِ عليه السّلام وَجَعَلَنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الا مامِ المَهدىِّ مِن آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السّلام )).

تتمة...

Sunday, December 5, 2010

من شذرات كربلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
كربلاء
السلام عليك يا ابا عبد الله
1
ليس من مدينة في العالم لها تلك الشهرة وحيث ان شهرتها تلك ترجع الى أكبر فاجعة جرت في التاريخ.
هزت لهولها الضمائر وألهبت النفوس وما زالت نارها تستعر وتتقد ولن تطفأ إلا حين يرث الله الارض ومن عليها.

ولقصص كربلا وشجونها وما جرى على تلك القلة من أهل بيت العترة الطاهرة من الظلم على أيدي أنس يدعون أنهم من المسلمين، والذين يدينون بحياتهم الى جد الحسين عليهما أفضل الصلاة والسلام.
سنترك تلك التفاصيل لأصحاب السيرة ونلقي الضوء على جغرافية كربلا.
أوعلى تلك الاسماء التي ترد على ألسن قراء العزاء في موسم العزاء، وصارت لصيقة بها وتمر لدى البعض مرور الكرام.
2
وهذه لمحة موجزة عن أسماء ومعاني اسماء بعض من تلك تلك البقاع المروية بالدماء الطاهرة.
كربلاء: إسم قديم في التاريخ ويقال أنها تعود الى العهد البابلي، وهي كلمة منحوتة من الكلمتين كور بابل، وكانت هذه مجموعة قرى بابلية منها:
نينوى والتي كانت قرية عامرة في العصور الغابرة ولم يبق منها الى الان الا مجموعة تلال أثرية من الناحية الشرقية لكربلاء اليوم، وتمتد حتى مصب نهر العلقمي وتعرف اليوم بتلال نينوى.
أما الأقوام الذين سكنوها فكانو يعولون على غزارة مائها وخصوبة أرضها وذلك لكثرة العيون المنتشرة في ربوعها، وازدهرت في العهد الكلداني والاشوري وفي زمن المناذرة الذين اتخذوا من الحيرة عاصمة لهم.
ويقول ياقوت الحموي ان اسم كربلاء مشتق من الكربلة وهي رخاوة القدمين ويقال يمشي مكربلا ويجوز ان تكون الارض رخوة فسميت بذلك، ويقال أيضا كربلت الحنطة اي هززتها ونقيتها.
وان أرض كربلاء منقاة من الحصى والدغل فسميت بذلك.
3
كربلاء: ذكر بعض اصحاب التواريخ ان كربلاء كانت في القديم تحوي بيوت نيران ومعابد للمجوس وكانت مكانا مقدسا.
ومن غريب الامور والصدف أن تكون كربلا مكانا مأهولا وذات أرض طيبة كثيرة الخصب تحيط بها مجموعة من الانهار وتكثر فيها ينابيع الماء العذب ومن غرائب الصدف ان يقتل الامام الحسين عليه السلام فيها غريبا عطشانا.
ونقل ايضا ان لفظة كربلاء مركبة من كلمتين هما كرب وايلا او كربا ايلو ومعناها حرم الله.
وقيل ان الكلمة فارسية الاصل مركبة كذلك من كلمتين ايضا كار وبالا ومعناها العمل الاعلى، او محل العبادة والصلاة.
4
لما حبس الحر بن يزيد الرياحي الامام الحسين عليه السلام عن الطريق وأراد ان ينزله أرض لا ماء فيها قال له أصحابه دعنا ننزل نينوى او الغاضرية فقال عليه السلام ما اسم هذه الارض التي نحن عليها قالوا كربلا فقال أرض كرب وبلاء.
5
النوائح: ايضا من الاسماء التي لكربلاء واشتق الاسم من كلمة النياح لكثرة البكاء والعويل بعد استشهاد الامام الحسين عليه السلام فيها.
6
الغاضرية: وهي الاراضي المنبسطة وتفع الى الشمال الشرقي من مقام الامام جعفر الصادق عليه السلام وكانت مزرعة لبني اسد وهي على نهر العلقمي.
7
النواويس: وهي بالقرب من نينوى وكانت مقبرة عامة للنصارى قبل الفتح الاسلامي.
8
كربله: وهي قرية أثرية مشهورة وهي بالجهة الشرقية الجنوبية لكربلاء.
9
الحائر او الحائر الحسيني: وهي الاراضي المنخفضة التي تحتضن قبر الامام الحسين عليه السلام واكتسبت هذه التسمية منذ زمن المتوكل العباسي الذي اراد في حينها ان يمنع زيارة الامام الحسين عليه السلام فجعل فتقا من نهر العلقمي على تلك الاراضي الواطئة لكي يجعلها بحيرة ماء ويطمس معانيها ومعالمها ويضيع موضع قبر الامام الحسين عليه السلام وتنقطع زيارته ويعفو رسمه، إلا ان الماء حارت ودارت ولم تغمر قبر الحسين عليه السلام بالرغم من كون القبر الشريف في البقعة الاكثر انخفاضا وتلك والله من معجزات الحسين عليه السلام.
10
الطف: هي نفس البقعة المباركة ويقال للمكان القريب من نهر العلقمي حيث استشهد العباس عليه السلام او للساحة التي جرت عليها المنازلة الكبرى يوم العاشر من المحرم.

11
نهر العلقمي: والكلمة مشتقة من العلقم وهو المرارة الشديدة وهو فرع من الفرات وترد هذه التسمية حين يذكر العباس عليه السلام فقد استشهد على شاطئه حين اراد السقاية للحسين عليه السلام وللاطفال والنساء ولم ولم يبق من هذا النهر اليوم الا اسمه حيث انه غارت وانقطعت ماؤه فيما بعد وعلته الرمال.
وكأنه يردد مع العباس حين اراد ان يشرب الماء بعد ان ملأ القربة أأشرب لذيذ الماء والحسين ضاميا.
فمنع النهر مائه عن الناس ولم يسقي بعدهم أحدا.

تتمة...