Friday, January 14, 2011

رسالة وجواب من أمير المؤمنين عليه السلام لمعاوية


جواب الإمام علي عليه السلام على يد ولسان الطرماح الى معاوية اللعين رداً على كتاب إلى علي عليه السلام.
كتب معاوية اللعين كتاب الى أمير المؤمنين هذا نصه.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد يا علي لاضربنك بشهاب قاطع لا يدكنه الريح ولا يطفئه الماء، إذا اهتز وقع، وإذا وقع نقب والسلام.

فلما قرأ علي عليه السلام كتابه دعا بدواة وقرطاس ثم كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد يا معاوية فقد كذبت، أنا علي بن أبي طالب، وأنا أبو الحسن والحسين قاتل جدك وعمك وخالك وأبيك، وأنا الذي أفنيت قومك في يوم بدر ويوم فتح ويوم أُحد، وذلك السيف بيدي، تحمله ساعدي بجرأة قلبي كما خلفه النبي صلى الله عليه وآله بكف الوصي، لم أستبدل بالله رباً وبمحمدٍ صلى الله عليه وآله نبيا وبالسيف بدلاً والسلام على من اتبع الهدى.
ثم طوى الكتاب ودعا الطرماح بن عدي الطائي، وكان رجلاً مفوهاً طوالاً (1)، فقال له: خذ كتابي هذا فانطلق به إلى معاوية ورد جوابه.
فأخذ الطرماح الكتاب ودعا بعمامة فلبسها فوق قلنسوته، ثم ركب جملاً بازلاً فتيقاً مشرفاً علياً في الهواء (2)، فسار حتى نزل مدينة دمشق.
فسأل عن قواد معاوية، فقيل له: من تريد منهم؟ فقال: أريد جرولاً وجهضماً وصلادة وقلادة وسوادة وصاعقة أبا المنايا، وأبا الحتوف، وأبا الاعور السلمي، وعمرو بن العاص، وشمر بن ذي الجوشن، والهدى بن محمد بن الاشعث الكندي (3). فقيل إنهم يجتمعون عند باب الخضراء.
فنزل وعقل بعيره وتركهم حتى اجتمعوا ركب إليهم، فلما بصروا به قاموا إليه يهزؤون به.
فقال واحد منهم: يا أعرابي أعندك خبر من السماء؟ قال: نعم جبرئيل في السماء وملك الموت في الهواء وعليٌ في القضاء.
فقالوا له: يا أعرابي من أين أقبلت؟
قال: من عند التقي النقي إلى المنافق الردي.
قالوا له: يا أعرابي فما تنزل إلى الارض حتى نشاورك؟
قال: والله ما في مشاورتكم بركة ولا مثلي يشاور أمثالكم.
قالوا: يا أعرابي فإنا نكتب إلى يزيد بخبرك. وكان يزيد يومئذ ولي عهدهم. فكتبوا إليه: أما بعد يا يزيد فقد قدم علينا من عند علي بن أبي طالب أعرابي له لسان يقول فما يمل، ويكثر فما يكل والسلام.
فلما قرأ يزيد الكتاب أمر أن يهول عليه وأن يقام له سماطان بالباب بأيديهم أعمدة الحديد فلما توسطهم الطرماح قال: من هؤلاء كأنهم زبانية مالك في ضيق المسالك عند تلك الهوالك؟.
قالوا: اسكت هؤلاء أعدوا ليزيد.
فلم يلبث أن خرج يزيد، فلما نظر إليه قال: السلام عليك يا أعرابي.
قال: الله السلام المؤمن المهيمن وعلى ولد أمير المؤمنين.
قال: إن أمير المؤمنين يقرء عليك السلام.
قال: سلامه معي من الكوفة.
قال: إنه يعرض عليك الحوائج.
قال: أما أول حاجتي إليه فنزع روحه من بين جنبيه وأن يقوم من مجلسه حتى يجلسه فيه من هو أحق به وأولى منه.
قال له: يا أعرابي فإنا ندخل عليه، فما فيك حيلة والسرير قال: السلام عليك أيها الملك، قال: وما منعك أن تقول: يا أمير المؤمنين؟
قال: نحن المؤمنون فمن أمرك علينا؟.
فقال: ناولني كتابك.
قال: إني لأكره أن أطأ بساطك.
قال فناوله وزيري.
قال: خان الوزير وظلم الامير.
قال: فناوله غلامي.
قال: غلام سوء اشتراه مولاه من غير حل واستخدمه في غير طاعة الله.
قال: فما الحيلة يا أعرابي؟.
قال: ما يحتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك قم صاغراً فخذه.
فقام معاوية صاغراً فتناوله ثم فصه وقرأ ثم قال: يا أعرابي كيف خلفت عليا؟. قال: خلفته والله جلداً، حرياً، ضابطاً، كريماً، شجاعاً، جواداً، لم يلق جيشاً إلا هزمه، ولا قرناً إلا أرداه، ولا قصراً إلا هدمه.
قال: فكيف خلفت الحسن والحسين؟.
قال: خلفتهما صلوات الله عليهما صحيحين، فصيحين، كريمين، شجاعين، جوادين، شابين، طريين مصلحان للدنيا والآخرة.
قال: فكيف خلفت أصحاب علي؟.
قال: خلفتهم وعلي عليه السلام بينهم كالبدر وهم كالنجوم، إن أمرهم ابتدروا وإن نهاهم ارتدعوا.
فقال له: يا أعرابي ما أظن بباب علي أحدا أعلم منك.
قال: ويلك استغفر ربك وصم سنة كفارة لما قلت، كيف لو رأيت الفصحاء الادباء النطقاء، و وقعت في بحر علومهم لغرقت يا شقي.
قال: الويل لامك.
قال: بل طوبى لها ولدت مؤمناً يغمز منافقاً مثلك.
قال له: يا أعرابي هل لك في جائزة؟.
قال: أرى استنقاص روحك، فكيف لا أرى استنقاص مالك.
فأمر له بمائة ألف درهم.
قال: أزيدك يا أعرابي؟ قال اسد يدا سد أبدا ، فأمر له بمائة ألف اخرى.
فقال ثلثها فإن الله فرد، ثم ثلثها.
فقال: الآن ما تقول؟.
فقال: أحمد الله وأذمك.
قال: ولم ويلك؟.
قال: لانه لم يكن لك ولابيك ميراثا، إنما هو من بيت مال المسلمين أعطيتنيه.
ثم أقبل معاوية على كاتبه فقال أكتب للاعرابي جواباً فلا طاقة لنا به، فكتب أما بعد يا علي فلأوجهن إليك بأربعين حملاً من خردل مع كل خردلة ألف مقاتل يشربون الدجلة ويسقون الفرات.
فلما نظر الطرماح إلى ما كتب به الكاتب أقبل على معاوية فقال له: سوء ة لك يا معاوية فلا أدري أيكما أقل حياء أنت أم كاتبك؟ ويلك لو جمعت الجن والانس وأهل الزبور والفرقان كانوا لا يقولون بما قلت.
قال: ما كتبه عن أمري.
قال: إن لم يكن كتبه عن أمرك فقد استضعفك في سلطانك وإن كان كتبه بأمرك فقد استحييت لك من الكذب، أمن أيهما تعتذر ومن أيهما تعتبر؟ أما إن لعلي صلوات الله عليه ديكاً أشتر جيد العنصر يلتقط الخردل لجيشه وجيوشه، فيجمعه في حوصلته.
قال: ومن ذلك يا أعرابي؟.
قال: ذلك مالك بن الحارث الاشتر.
ثم أخذ الكتاب والجائزة وانطلق به إلى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. فأقبل معاوية على أصحابه فقال: نرى لو وجهتكم بأجمعكم في كل ما وجه به صاحبه ما كنتم تؤدون عني عشر عشير ما أدى هذا عن صاحبه.

(1) طرماح - بكسر الطاء وشد الميم – هو أخو حجر بن عدى كان من كبار أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
والمفوه: المنطيق.
(2) قال الجوهري: بزل البعير فطر نابه أى انشق فهو بازل ذكرا كان أو انثى وذلك في السنة التاسعة وربما بزل في السنة الثامنة.وقال: يقال: جمل فتيق اذا انفتق سمنا وفى بعض النسخ [ الفنيق ] بالنون وهو الفحل المكرم.
(3) الجرول - كجعفر -: الحجارة.والجهضم - كجعفر أيضا -: الضخم الهامة، المستدير الوجه والرحب الجنبين، الواسع الصدر، والاسد، وصلد يصلد - كشرف يشرف -: بخل وصلد اى صلب ورجل صلد أى بخيل ولعل اراد بتلك الاسماء خواص معاوية او خدمه ويكون ذلك نبزا واستهزاء لهم. أو الجرول صفة أبي المنايا وجهضم صفة أبى الحتوف.



تتمة...

Tuesday, January 11, 2011

ماذا جرى قبل وصية أمير المؤمنين عليه السلام

نقل الشّيخ القمّي في كتاب منتهى الآمال إنّ اللعين ابن ملجم عندما ضرب المولى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه، وقعت ضربته على موضع ضربة عمرو ابن عبد ود العامري، ثمّ وصلت الضربة من مفرق رأسه الشريف إلى موضع السجود، وعند ذلك قال الإمام صلوات الله عليه:
باسم الله وبالله وعلى ملّة رسول الله فزت وربّ الكعبة،
ثمّ صاح وقال: قتلني ابن ملجم قتلني ابن اليهودية، أيّها الناس لا يفوتنكم ابن ملجم.
فثار جميع من في المسجد فى طلب الملعون، ثمّ أحاطوا بأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وهو في محرابه يشد موضع الضربة ويأخذ التراب ويضعه عليها، ثمّ تلا قوله تعالى:
{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} طه: 55.
ثمّ قال صلوات الله عليه وهو ملطّخ بدمائه:
جاء أمر الله وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله هذا ما وعدنا الله ورسوله.
ثمّ انّه لمّا ضربه الملعون ارتجت الأرض وماجت البحار والسماوات واصطفقت أبواب الجامع، وضجّت الملائكة ونادى جبريل عليه السلام بين السماء والأرض بصوت سمعه كلّ أحد:
تهدّمت والله أركان الهدى، وانطمست والله أعلام التقى، وانفصمت العروة الوثقى، قتل ابن عمّ المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل عليّ المرتضى، قتله أشقى الأشقياء.
فلما سمعت أمّ كلثوم نعي جبرئيل لطمت وجهها وصاحت:
وا أبتاه! وا عليّاه! وا محمّداه!
فخرج الحسنان عليهما السلام إلى المسجد، فلما وصلا الجامع ودخلا وجدا أبا جعدة بن هبيرة ومعه جمع من الناس، وهم يجتهدون أن يقيموا الإمام فى المحراب ليصلّي بالناس فلم يطق النهوض فتقدم الإمام الحسن عليه السلام فصلّى بالناس وأمير المؤمنين عليه السلام يصلّي إيماء من جلوس، يميل تارة ويسكن اُخرى. فلمّا فرغ الإمام الحسن عليه السلام من الصلاة جاء إلى أبيه وأخذ برأسه الشريف،
وقال: وا انقطاع ظهراه! يعزّ والله عليّ أن أراك هكذا.
ففتح الإمام صلوات الله عليه عينه، وقال:
يا بني، لا جزع على أبيك بعد اليوم، هذا جدّك محمّد المصطفى، وجدتك خديجة الكبرى، وأمّك فاطمة الزهراء، والحور العين محدقون منتظرون قدوم أبيك، فطب نفساً وقر عيناً وكف عن البكاء، فإنّ الملائكة قد ارتفعت أصواتهم إلى السماء.
ثمّ شدّوا الجرح بردائه وجاءوا به إلى المسجد، وشاع الخبر في جوانب الكوفة وانحشر الناس حتى المخدرات خرجن من خدرهن إلى الجامع ينظرن إلى الإمام عليّ صلوات الله عليه، ودخل الناس فوجدوا الإمام الحسن عليه السلام ورأس أمير المؤمنين صلوات الله عليه، في حجره، وقد غسل الدم عنه، وشدّ الضربة وهي بعدها تشخب دماً، ووجهه صلوات الله عليه، قد زاد بياضاً بصفرة وهو يرمق السماء بطرفه ولسانه يسبح الله ويوحده، وهو يقول:
إلهي أسألك مرافقة الأنبياء والأوصياء وعُلا درجات جنّة المأوى.
فغشي عليه ساعة، فبكى الإمام الحسن عليه السلام بكاء شديداً، فسقط من دموعه قطرات على وجه أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ففتح المولى عينه ورآه باكياً، فقال له:
يا بني، يا حسن، ما هذا البكاء والجزع؟ يا بني، أتجزع على أبيك وغداً تقتل بعدي مسموماً مظلوماً، ويقتل أخوك الحسين بالسيف وتلحقان بجدّكما وأبيكما وأُمّكما.
ومع ذلك كلّه وفي تلك الحالة الّتي مرّ بها الإمام صلوات الله عليه، أخذ المولى يوصي الإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام وجميع أهل بيته، ويوصي شيعته ومن بلغه كتابه بوصايا وحكم، يركّز فيها على هداية الناس، ويحثّهم على التمسّك بالقرآن الكريم، واجراء السنن والقوانين الإلهيّة النازلة في القرآن، وقد نقل لنا أرباب السير وحملة التواريخ، انّ المولى صلوات الله عليه، تلفظ في احتضاره بوصايا وحكم إلهيّة، خلّدها التاريخ الإنساني بأحرف من نور، وتلقفتها الأجيال جيل بعد جيل إلى أن وصلت إلينا، وسوف تبقى نبراساً خالداً ما بقي الزمان والمكان تنير للسالكين سبل الهداية والرشاد.

تتمة...

Monday, January 10, 2011

وصية أمير المؤمنين لوده الحسن عليهما السلام

روي عن سليم بن قيس الهلالي،
قال: شهدت وصية عليّ بن أبي طالب عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وأشهد على وصيّته الحسين عليه السلام ومحمّداً وجميع ولده، وجميع رؤساء أهل بيته وشيعته، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح، ثمّ قال عليه السلام:
يا بني، أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أُوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي، كما أوصى إليّ رسول الله صلى الله عليه وآله ودفع إليّ كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعه إلى أخيك الحسين عليه السلام.
ثمّ أقبل على ابنه عليّ بن الحسين، فقال: وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله أن تدفع وصيتك إلى ابنك محمّد بن عليّ، فاقرأه من رسول الله صلى الله عليه وآله ومنّي السلام.
ثمّ أقبل على ابنه الحسن عليه السلام فقال: يا بني، أنت وليّ الأمر بعدي ووليّ الدم، فإن عفوت فلك وإن قتلت فضربة مكان ضربة، ولا تأثم، ثمّ قال: اُكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به عليّ بن أبي طالب، أوصى أنّه يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، صلى الله عليه وآله ثمّ إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
ثمّ إنّي اُوصيك يا حسن، وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربّكم، ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام، وإنّ المبيرة الحالقة للدّين فساد ذات البين، ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم، اُنظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب.
الله الله في الأيتام، فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم، فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من عال يتيماً حتى يستغني أوجب الله عزّ وجلّ له بذلك الجنّة، كما أوجب الله لآكل مال اليتيم النار.
الله الله في القرآن فلا يسبقكم إليه أحد غيركم.
الله الله في جيرانكم، فإنّ النبيّ صلى الله عليه أوصى بهم، وما زال رسول اللهصلى الله عليه وآله يوصي بهم حتى ظننّا أنّه سيورثهم.
الله الله في بيت ربّكم، فلا يخلو منكم ما بقيتم، فإنّه إن ترك لم تناظروا وأدنى ما يرجع به من أمّه أن يغفر له ما سلف.
الله الله في الصلاة فإنّها خير العمل وإنّها عمود دينكم.
الله الله في الزكاة فإنّها تطفىء غضب ربّكم.
الله الله في شهر رمضان فإنّ صيامه جنّة من النار.
الله الله في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معائشكم.
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم، فإنّما يجاهد رجلان: إمام هدى أو مطيع له مقتد بهداه.
الله الله في ذريّة نبيّكم فلا يظلمنّ بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على الدفع عنهم. الله الله في أصحاب نبيّكم الّذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث.
الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم، فإنّ آخر ما تكلّم به نبيّكم صلى الله عليه وآله أن قال: أوصيكم بالضّعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم.
الصلاة الصلاة، لا تخافوا في الله لومة لائم، يكفكم الله من آذاكم وبغى عليكم،
قولوا للناس حسناً كما أمركم الله عزّ وجل،
ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولّي الله أمركم شراركم، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم عليهم،
وعليكم يا بنيّ بالتواصل والتباذل والتبار،
وإيّاكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا على البرّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان،
واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب،
حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيّكم، أستودكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

تتمة...

Friday, January 7, 2011

الصلاة الطهور

بسم الله الرحمن الرحيم
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعلت لي الارض مسجدا وطهورا
الحمد لله رب العاليمن والصلاة على خير المبعوثين رحمة للعالمين وعلى آله نور الأولين والآخرين.
والعن يارب اعدائهم اعداء الدين الى يوم الدين.
بتعجيل الفرج وتنفيس الكرب.
السلام عليكم اخوتي أخواتي في شرق الارض ومغاربها شمالها ولا سيما جنوبها.
قال الله تعالى:
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {طه/132}
إن الف باء الاسلام العزيز بعد الشهادة لله بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه واله وسلم بالنبوة ولعلي وذريته الاحد عشر بالامامة والولاية
تأتي الصلاة
لا إيمان بدون صلاة، وان بين الايمان والكفر ترك الصلاة.
ماهي هذه الصلاة التي أمرني ربي بأن اؤديها وأن آمر أهلي بها وان أصطبر عليها.
معلوم بأن الصلاة عامود الدين وعماده وقوامه، ولا دين ولا تدين من دونها.
والصلاة ليست مجرد تلك التمتمات والعبارات والايات والحركات التي نقوم بها ونتلفظها فحسب بل مؤداها ومحتواها ومفهومها وصدق الاعتقاد بها.
وشرطها الخشوع، وثمرتها ان تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، هذه هي الصلاة المقبولة والمطلوبة.
واي الحركات والتمتمات سواها وان كانت تشبه الصلاة في الشكل غير انها لا مضمون لها ولا مفعول.
الغرض منها ليس إسقاط الواجب بالامر التكليفي المتوجه الىَّ.
بل أن إصبح وأمسي وفي كل تقلباتي في الحياة الدنيا في حالة خشوع وصلاة، في كل اعمالي أصلي، اكلي وطعامي اصلي، نومي وقيامي اصلي، عملي وشغلي اصلي.
كيف تلك الصلاة ان لا اكل الا من حلال ولا ابيت في حرام ولا اعمل في حرام بل همي الحلال كما أن الاكل في اثناء الصلاة مفسد لها ويبطلها كذلك الحرام يفسد الحياة ويبطلها وأصبح مدانا مأثوما ولا يقبل مني عمل الا إذا اديته على اصوله.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
وجعلنا الله واياكم من المقيمن الصلاة وذرياتهم وممن تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر.

تتمة...

Wednesday, January 5, 2011

آثار الذنوب

آثار الذنوب الدنيوية
بقلم الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء


إنّ الحضارة الإنسانية التي وفرت جميع وسائل الملذات والراحة لجسد الإنسان جعلت بعض الناس يظن أنّ جميع أمراضه عضوية تصيب هذا الجسد فيعالجه عند الأطباء المهرة للشفاء، بينما لا يدري ما الداء الحقيقي والدواء والشفاء ؟
فإنّ الداء الحقيقي الذنوب ضررها في الأرواح كضرر السموم في الأبدان والدواء الاستغفار والشفاء أن تتوب فلا تعود إلى الذنوب، موطن هذه الروح، والحق أنّ أسباب الأمراض العضوية أسباب مادية جلية ظاهرة كسوء التغذية مثلاً.
أما الذنوب فهي أسباب خفية للأمراض الروحية التي تكون آثارها المادية المحسوسة أشد فتكا بالفرد والمجتمع من الأمراض العضوية، ومع هذا قد ينكر ويكابر بعض الناس في الأسباب الخفية للأمراض الروحية أو يعزوها إلى أسباب مادية فيصدق الأسباب الظاهرة المحسوسة للأمراض العضوية فقط، ولكن من سبر التاريخ واستقراء حال الأمم والشعوب يرى آثار الأسباب الخفية للأمراض الروحية وهي الذنوب أشد فتكا بالفرد والمجتمع من آثار الأمراض العضوية، فما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال ؟ وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض كأنهم أعجاز نخل خاوية، ودمرت ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟ وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا على آخرهم؟ وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها فأهلكهم جميعاً. ثم أتبعهم حجارة من سجيل السماء أمطرها عليهم وما هي من الظالمين ببعيد!.
وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل فما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم نارا تلظى؟.
وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر، ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم، فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟.
وما الذي خسف بقارون داره وماله وأهله؟.
وما الذي أهلك القرون من بعد نوح عليه الصلاة والسلام بأنواع العقوبات ودمرها تدميرا؟.
وما الذي أهلك قوم صاحب ياس بالصيحة حتى خمدوا عن آخرهم؟.
وما الذي بعث على بني إسرائيل قوما أولوا بأس شديد فجاسوا خلال الديار وقتلوا الرجال وسبوا الذراري والنساء واحرقوا الديار ونهبوا الأموال؟.
وما الذي سلط عليهم بأنواع العذاب والعقوبات مرة بالقتل والسبي وخراب البلاد ومرة بجور الملك، ومرة بمسخهم قردة وخنازير، وآخر ذلك أقسم رب العزة والجلالة تبارك وتعالى ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب؟.
والجواب واضح للعيان فإنّ مصائب الذنوب أعظم من الذنوب.
وقد ورد في الدعاء المأثور: "أللهم إني أعوذ بك من زيغ القلوب ومن تبعات الذنوب ومن مرديات الأعمال ومضلات الفتن".

وفي هذا المقال لا نتكلم على آثار الذنوب الأُخروية من حيث المعصية ومخالفة الرب الموجبة لاستحقاق العقاب الذي قد يظن بعض الأفراد انحصار آثارها في هذا المجال لأنهم لا يرون تأثيرها في الحال بل من حيث آثارها الدنيوية على الفرد والمجتمع ومنها :

1- إفساد القلب بحيث يصبح أعلاه أسفله لا يستقر فيه شيء من الحق ولا يؤثر في شيء من المواعظ كالكوز المنكوس فيخرج ما يدخل فيه فيصير خاليا من الحق والمعارف مظلما قابلا لجميع المفاسد نعوذ بالله من ذلك.
قال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: كان أبي عليه الصلاة والسلام يقول: " ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله " [1].
كما أن الذنوب سبب لرين القلب وصدأه الموجب لظلمته وعماه فلا يقدر أن ينظر إلى وجوه الخيرات ولا يستطيع أن يشاهد صور المعقولات كالمرآة إذا ألقيت في مواضع الندى ركبها الصدأ وذهب صفاؤها وبطل جلاؤها فلا ينقش فيها صور المحسوسات، فكذلك تفعل الذنوب بالقلب من قسوته وغلظته وزوال نوره بما يعلوه من الذنوب.
قال الشاعر:

رأيت الذنوب تميت القلوب وترك الذنوب حيا القلوب
وقد يورث الذل إدمانهــا فاختر لنفســك عصيانها


2- الذنوب أسباب للأسقام والأوجاع لعموم الآية الشريفة:
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ. [2].
ولقول الصادق عليه الصلاة والسلام: " أما أنه ليس في عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب " [3].

3- الذنوب أسباب للسطوات والنكبات والمصائب والبليات.
فقد روي عن الرسول عليه أفضل التحية والسلام: " ما أصاب رجل من المسلمين نكبة إلا ليغفر الله له الذنوب ".
وروي عن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: " تعوذوا بالله من سطوة الله بالليل والنهار. فسئل عليه الصلاة والسلام: وما سطوات الله؟ قال الأخذ على المعاصي "[4].

فالذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء وزوال النعم وتحول العافية وفجاءة النقم فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب الذنوب ولا حلت نقمة إلا بذنب.
قال تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} ([5] .
وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [6].

4- الذنوب تذهب الرزق ولعل السر في ذلك أنّ الحكمة البالغة اقتضت تطهير المذنب بالمصائب والبلايا، وصرف الرزق عنه من أعظم المصائب لأن الفقر من كاسرات الظهر.
قال الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام: " إنّ العبد ليذنب الذنب فيزوي عنه الرزق "[7].
وفي رواية أخرى عليه الصلاة والسلام: " إنّ الذنب يحرم العبد الرزق "[8].
فالذنوب تؤدي إلى زوال النعم واستحقاق النقم.
قال الإمام الباقر عليه الصلاة والسلام: " إن الله قضى قضاء حتما ألا ينعم على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة "[9].

5- الذنوب تحدث في الأرض أنواعا من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار وتخرب الديار والمساكن. قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [10].
وقال الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام: " حق على الله أن لا يعصى في الدار إلا أضحاها للشمس حتى تطهرها "[11].
6- الذنوب تؤخر قضاء الحوائج بل تمنع من قضائها تأديبا لينزجر عما فعله المذنب كما هو معروف بين المحبين فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه.
فإنّ للذنوب تأثيرا في سلب الرحمة الإلهية. وذلك لأن الفيض الإلهي لا بخل ولا منع من قبله تعالى وإنما ذلك بحسب عدم استعداد المذنب لهذا الفيض الإلهي من الرحمة في قضاء حوائجه.
قال الإمام الباقرعليه الصلاة والسلام: " إن العبد يسأل الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطيء، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته واحرمه إياها فإنّه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني "[12].

7- الذنوب تعدم فلاح الإنسان. والفلاح كلمة جامعة لخير الدنيا والآخرة، وذلك لأنّ الله تعالى خلق قلب المؤمن نورانيا قابلا للصفات النورانية فإذا أذنب خرج فيه نقطة سوداء وإن زاد في الذنب ازدادت النقطة السوداء حتى تغلب النقاط السود على جميع قلبه فلا يفلح بعدها أبداً لان القلب حينئذٍ لا يقبل شيئا من الصفات النورانية.
قال الصادق عليه الصلاة والسلام: " إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإنّ تاب انمحت وإنْ زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا "[13].

8- الذنوب تؤدي إلى وحشة في القلب، ولا يعدمها أي لذة ولو اجتمعت لذات الدنيا بأسرها وكذلك وحشة بين المذنب وبين الناس ولا سيما أهل الخير، فإنّ المذنب بعد عن مجالسهم وحرم بركة الانتفاع بهم. بل وحشة تحصل بينه وبين زوجته وأولاده وأقاربه فتراه مستوحشا حتى من نفسه، كما أنّ الذنوب تخرج الغيرة والحياء من قلب المذنب على نفسه وأهله وعموم الناس فلا يستقبح بل يحسن الفواحش والظلم لغيره ويزينه له كان الديوث أخبث خلق الله.

9- إنّ إحداث الذنوب تؤدي إلى إحداث أنواع جديدة من البلاء، فإنّ الناس إذا اخترعوا في الذنوب وجوهاً لم يكن يعرفها أحد قبلهم كآلات القمار واللهو وغيره مثلا أحدث الله لهم بلاء لم يكونوا يعرفونه كأمراض خطيرة ووسائل للقتل والدمار والسلب والظلم وغيرها.
قال الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام: " كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون "[14].
كما أن الذنوب تزرع أمثالها وتولد بعضها بعضا حتى يعز على الإنسان مفارقتها والخروج منها فإنّ عقوبة السيئة سيئة بعدها، حتى أنّ بعض المذنبين يرتكب الذنب من غير لذة يجدها ولا داعٍ إليه إلا لما يجد من ألم مفارقة الذنب.

10- إن الذنوب تقصر العمر وتمحق البركة وتورث الذل وتسقط الجاه والمنزلة عند الناس وتحدث الخوف في القلوب من السلطان ففي الدعاء المأثور: (اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك)[15].
وقال الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: " إنّ أحدكم ليكثر به الخوف من السلطان وما ذلك إلا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها "[16].

وفي الختام لو لم يكن في ترك الذنوب إلا إقامة المروءة، وصون العرض، وحفظ الجاه، وصيانة المال الذي جعله الله تعالى قواما لمصالح الدنيا والآخرة، ومحبة الخلق، وصلاح المعاش، وراحة البدن، ونعيم القلب، وطيب النفس، وانشراح الصدر، والأمن من مخاوف الفساق والفجار، وقلة الهم والغم والحزن، وعز النفس عن احتمال الذل، وصون القلب أن تطفئه ظلمة الذنب، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب، وتيسير العلم، والثناء الحسن بين الناس، وكثرة الدعاء له، والمهابة التي يكتسبها وجهه التي تلقى في قلوب الناس وانتصارهم، وحميتهم له إذا أوذي وظلم، وذبهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب، وتنافس الناس على خدمته وقضاء حوائجه وخطبتهم لمودته وصحبته لكفى في ذلك لترك الذنوب التي لها من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا ما لا يعلمها إلا الله تعالى.

الهوامش
[1] الكافي ج2 ص268 ح1
[2] سورة الشورى ، الآية :30
[3] الكافي ج2 ص269 ح3
[4] الكافي ج2 ص269 ح6
[5] سورة الشورى ، الآية :30
[6] سورة الأنفال ، الآية : 53
[7] الكافي ج2 ص270 ح8
[8] الكافي ج2 ص271 ح11
[9] الكافي ج2 ص273 ح22
[10] سورة الروم ، الآية : 41
[11] الكافي ج2 ص272 ح18
[12] الكافي ج2 ص271 ح14
[13] الكافي ج2 ص271 ح13
[14] الكافي ج2 ص275 ح29
[15] إقبال الأعمال – دعاء يوم المباهلة.
[16] الكافي ج2 ص275 ح27

تتمة...

Tuesday, January 4, 2011

من اسماء أمير المؤمنين عليه السلام

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لعلي بن دراع الاسدي وقد دخل عليه وهو مُحتب في جامع الكوفة، فوقف بين يديه، فقال: قد أرقت مدى ليلتك، فقال له: ما أعلمك يا أمير المؤمنين بأرقي ؟ فقال: ذكرتني والله في أرقك، فإن شئت ذكرتك وأخبرتك به فقال علي بن دراع: أنعم عليَّ يا أمير المؤمنين بذلك، فقال له: ذكرت في ليلتك هذه قول الله (عز وجل): (عم يتساءلون، عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون) فأرقك وفكرك فيه وتالله يا علي ما اختلف الملأ إلى بي وما لله نبأ هو أعظم مني.

ولي ثلاثمائة أسم، لا يمكن التصريح بها لئلا يكبر على قوم لا يؤمنون بفضل الله (عز وجل) على رسوله وأمير المؤمنين والأئمة الراشدين.
إسمه في صحف شيث وإدريس ونوح وإبراهيم وبالسرياني: مبين.
وباللسان العبراني الهيولى، والأمين، والثبات، والبيان، واليقين، والإيمان.
وفي التوراة: إليا.
وفي الزبور: أريا.
وبلغة الزنج: جينا.
وبلسان الحبشة: تبريك.
وسمي يوم القليب - وقد سقط عثمان في البدء من دابته الهلالية فعلق أمير المؤمنين برجله وأخرجه فسمته – ميمونا.
وبلسان الأرمن: افريقا.
وباللسان العربي: حيدرة.
وسماه ابوه أبو طالب - وهو صغير وكان يصرع أكابر إخوته - ظهيرا.
وكناه: أبو الحسن والحسين وابو شبر وابو شبير، وابو تراب، وابو النور، وابو السبطين، وابو الأئمة.
وألقابه أمير المؤمنين، وهو اللقب الأعظم الذي خصه الله به وحده ولم يسم به أحد قبله ولا يسمى به أحد بعده إلا كان مأفونا في عقله ومأبونا في ذاته.
وأمير النحل والنحل هم المؤمنون، والوصي، والامام، والخليفة، وسيد الوصيين، والصديق الأعظم، والفاروق الاكبر، وقسيم الجنة والنار، وقاضي الدين، ومنجز الوعد، والمحنة الكبرى، وصاحب اللواء، والذائد عن الحوض، ومهلك الجان، الأنزع البطين، والاصلع الأمين، وكاشف الكرب، ويعسوب الدين، وباب حطة، وباب المقام، وحجة الخصام، ودابة الأرض، وصاحب القضايا، وفاصل القضاء، وسفينة النجاة، والمنهج الواضح، والمحجة البيضاء، وقصد السبيل، وجزارة قريش، ومفتي القرون، ومكر الكرات، ومديل الدولات، وراجع الرجعات، والقوم الحديد، الذي هو في الله ابدا جديد.



تتمة...