Friday, April 27, 2012

الدعاء




ضمن خطبة لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
  قال رجل: نسألك عن قول الله تعالى: (أدعوني أستجب لكم) فما بالنا ندعو فلا يجاب؟
قال: إنّ قلوبكم خانت بثمان خصال:
أوّلها أنّكم عرفتم الله فلم تؤدّوا حقّه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئاً.
 والثانية أنّكم آمنتم برسوله ثمّ خالفتم سنّته وأمتُّم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم؟!
والثالثة أنّكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعملوا به، وقلتم: سمعنا وأطعنا، ثمّ خالفتم.
 والرابعة أنّكم قلتم أنّكم تخافون من النار وأنتم في
كلّ وقت تقدّمون إليها بمعاصيكم فأين خوفكم!؟.
والخامسة أنّكم قلتم أنّكم ترغبون في الجنّة، وأنتم في كلّ وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها؟!.
 والسادسة أنّكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها.
والسابعة أنّ الله أمركم بعداوة الشيطان وقال: (إنّ الشّيطان لكم عدوّ فاتّخذوه عدوّاً) فعاديتموه بالقول  وواليتموه بالمخالفة.
والثامنة أنّكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم، وعيوبكم وراء ظهوركم تلومون من أنتم أحقّ باللّوم منه.
 فأيّ دعاء يستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟!
فاتقوا الله وأصلحوا أعمالكم، و أخلصوا سرائركم وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، فيستجيب الله لكم دعاءكم.


تتمة...