Tuesday, August 31, 2010

الصوم كنز العبادة

بسم الله الرحمن الرحيم


ها قد مضى من شهر رمضان المبارك أكثر من ثلثه ولم يبق إلا أياما معدودة .
وها هي أيامة ولياليه المباركة تنقضي، وكذلك تنقضي أيام العمر، وشهر رمضان من أفضل أيام العمر .
فشهر رمضان واحة من الوحات في صحراء الايام القاحلة، فسحة أمل، ومناسبة إلهية عظيمة للتزود من خير زاد الدنيا للآخرة، نتزود بأكبر قدر من الطاعات والحسنات ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وهو انعطافة مهمة في حياتنا لاعادة لرتيب أيامنا وأولوياتنا، وتغييراً كلياً في منهاج حياتنا اليومية، من حيث السلوك والعادات وإعادة النظر فيها.
وهو حث على التغييروسلوك طريق مختلف، كيف لا وهو شهر التوبة والمغفرة، وهو شهر لتحسين أداء العمل في الدنيا، مع الله ومع الناس ومع الذات . إنقضى منه كثير إلا أن الفرصة مازال منها بقية تجزي، وخاصة في العشر الأواخر من هذا الشهر الشريف ففيها أفضل الايام والليالي.
فيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر. فلو افترضنا أن أى واحد منا لم يبق له من الدنيا إلا شهراً من عمره ، فماذا عساه ينجز فيه، لا بد وأنه يقبل على أهم الأعمال لديه، وأكثرها نفعاً فيستغل ثواني شهره المتبقي له لإنجاز المهم. ونحن كمؤمنين كذلك في هذا الشهر الشريف العظيم الذي تضاعف فيه الحسنات وتمحي السيئات وترفع الدرجات، علينا أن نستغله بأفضل ما يمكن لتحقيق أكبر كسب مع الله فربما .... ربما لن يكون لنا نصيب في غيره من الرمضانات القادمة - فلنهب أنه كذلك - ولا يقولن أحد انه لم يبق من هذا الشهرإلا القليل وماذا عساي أفعل بالقليل، فليستغل القليل فان الحرمان أقل، بالرغم أن في هذا القليل الكثير من الخير والفضل.
ففيه ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، فلنبتهل إذا ونضرع إلى المولى عز وجل في شهر قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شهر هو عند الله أفضل الشهور ساعته أفضل الساعات وأيامه افضل الايام ولياليه أفضل الليالي دعاؤكم فيه مستجاب وأعمالكم فيه مقبلوله.
فلنضرع مخلصين لله أن يغير ما بنا من سوء حال بأحسن حال - فحالنا عموماً لا نحسد عليه-
وشهر رمضان شهر الفرص والاعطيات الإلهية العظيمة. فلننتهزها ونستغلها مسخرين ومحولين كل ساعة منه إلى عمل صالح نمحو فيه ما علق بنا من درن الأيام والشهور السابقة وننزل عن ظهورنا ما احتطبناه ونحن نلهث ونبحث بين فتات الدنيا وحطامها غير عابئين بحلال أو بحرام .
شهر رمضان يركز فيه الضوء على مساحة وحيز مهم من مسيرة حياتنا ويشرف عليها الله عز وجل من عليائه فاتحاً لنا فيها ابواب الجنان وموصداً ابواب النيران ومصفد اً الشياطين.
وينادي مناديه عند كل فطر هل من سائل فأعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له اللهم أعطي كل منفق خلفاً وأعط كل ممسك تلفا.
قال الله تعالى: سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
فشهر رمضان شهر التوبة والإنابة فمن لم يغفر له في شهر الله هذا ففي أي شهر يغفر له .
من سنن هذا الشهر الشريف وآدابه:
الإكثار من الاستغفار وتلاوة القران والدعاء. فبقرائة القران يرقى المرء في الجنان.
والدعاء فيدفع به البلاء، وأما الاستغفار فيمحي الذنوب.
والاجتهاد في العبادة في شهر رمضان والتفرغ لذلك وكثرة الصدقة وأعمال البر التي يرجى فيها ثواب الله تعالى.
وكذلك استعمال الجوارح في الطاعات وكفها عن المعاصي، والمحبة لبعضنا فهي الأساس في حب الله فلا تدعي محبة الله وأنت تبغض او تعادي أو تؤذي خلقه.
لا بل إن محبة الله تتجلى في محبة الخلق مصداق قول الامام زين العابدين اللهم اجعلني ممن أحبك في جميع خلقك.
وأن نترك التنازع والتحاسد وكف الأذى ولزوم الصمت الا بالدعاء والذكر والتلاوة. وغض الطرف عن محارم الله تعالى . واجتناب سماع اللهو بل جميع المقال الذي لا يرضاه الله ، بل شغل اللسان بتلاوة القران وتمجيد الله والثناء عليه وعلى رسوله وآله الطاهرين، وترك المجالس التي يصنع فيها ما يسخط الله تعالى، فكما يعظم الله عز وجل فيه ثواب الطاعات كذلك يعظم فيه العقاب على المعاصي.
فاجتهدوا عباد الله في أداء حق هذا الشهر عليكم وانتهزوا فرصة قد لا تتكرر، فان الشقي الشقي من حرم غفران ربه في هذا الشهر .
نسال الله أن يتقبل الأعمال وأن يعطي الكثير على القليل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



No comments:

Post a Comment