Saturday, December 31, 2011
Friday, December 23, 2011
حزب العملاء
حزب العملاء
من خلال قراءة وتتبع المشهدية اللبنانية الحالية ترى وتعاين ظاهرة خطيرة جدا طفت مؤخراً على السطح، ولا تعطى الاهمية، وهي في سلم الاولويات والاحداث في لبنان حدث من الدرجة الثالثة او الرابعة قد يتصدره اخبار اهل الفن والفك والربط.
أن في لبنان حزب جديد كامل الاوصاف يعمل بالخفاء والعلن وذو شريحة كبرى من اللبنانين الا وهو حزب العملاء.
وحزب العملاء هذا من اكبر الاحزاب اللبنانية واقواها وهو الحزب اللبناني بامتياز اعني اللا طائفي اذ انه يضم بين صفوفه جميع اطياف وموزاييك الشعب اللبناني الا ما شذ وندر.
ويضم من جملة ما يضم خليطًا من اللبنانيين من شتى الطبقات العمرية والفئات الشعبية.
فبين اعضائه السياسي المرموق فمنهم الوزراء والنواب ورؤساء كتل نيابية ورؤساء تنظيمات واحزاب رديفة تعمل على الارض من دينية يمينية مسيحية الى سلفية إسلامية متطرفة الى ملحدة كافرة، وله جمعيات اهلية وخيرية ووسائل اعلام مباشرة وحليفة في الصحافة المكتوبة اليومية والاسبوعية والشهرية، والموجهة الى مختلف الشرائح العمرية، مضافا الى التلفزيونات المحلية والفضائية، وفيه الصحافيون والمحللون السياسيون والموجهون الاعلاميون ومن والعسكر ورتبهم والمقاوم والمحامي والطبيب والمهندس والموظف العادي ومن هو في موقع القرار والسلطة ورجال الدين وتراتبهم ورجال الاعمال وتنوعهم والمقيم منهم والمغترب والمنفي والمزارع والفلاح والراعي والمواطن العادي.
وهولاء جميعاً هم من كافة الطوائف موزعين بينها تقريباً، ومن جميع الطبقات الشعبية من الدنيا الى النخب العليا، ولكل تاثيره العام او الخاص كل من موقعه وكل بحسبه وكل من طائفته فالتغطية شبه شاملة وكاملة لجميع الاراضي اللبنانية والاغترابية ايضا بامتدادات فروع الحزب المذكور.
والتوجيه اما سياسي او علماني او ديني يحاكي جميع افراد وفئات الشعب اللبناني.
فلا اظن ان هناك حزباً في لبنان لديه مثل ما لدى حزب العملاء هذا من الطاقات والخبراء وينضوي تحته جيش متكامل من الاجهزة ذو العدة والعديد ومن كافة الطوائف.
وحزب العملاء هذا لا يوجد حزب مثله في لبنان يجمع عليه اللبنانيون وينضون تحته دونما السؤال من ينتمي اليه لمن يعود داخلياً وان كان هناك معرفة ولو بالاجمال لدى البعض من منتسبيه انه يستهدف نوعا من اللبنانيين دون اخرين وهذا لعله شجع الكثيرين من محازبيه بالانضواء تحت قسمه، أو برفده بالتصاريح المشجعة والمؤيدة من البعض الذين لا ينتمون اليه.
ولكل من اعضائه وظيفته ومهامه المنوطة به يؤديها على انفراد أو من داخل منطقة نفوذه، فابتداء من جمع المعلومات الى التصريحات فالمواقف فالفتاوى فالتجديد فالتمديد فالتنديد فالنفخ ببوق الطائفية فالمشاغبات فالتصريحات النارية فالتهجم فالبلبلة والشوشرة والتشويش والتجييش والشحن والتعطيل والاغتيال والتصفية وغيرها من مهام كبرى وصغرى فالكل يعرف وظيفته ومتى ينطلق.
الدافع مادي أولاً وكيدي ثانياً ومصلحي ثالثأ وطائفي بغيض رابعاً، هذه الدوافع وغيرها لدى منتسبيه ومحازبيه قد لاتكون ايضا بهذا السياق والترتيب.
وذلك مرده لغياب الوازع الديني والاخلاقي وموت الضمير سريريا وغياب الحس الوطني لديهم منذ قرون على الاطلاق.
وذلك مرده لغياب الوازع الديني والاخلاقي وموت الضمير سريريا وغياب الحس الوطني لديهم منذ قرون على الاطلاق.
الغاية منه ومن مؤسسيه خدمة الاغراض المشروعة لترتيب شؤون الشرق الاوسط الكبير، وتمكين اسرائيل ان تضرب جذورها وتمد اذرعها اكثر فأكثر في المنطقة استعداداً لقضمها وبناء دولتها الكبرى عليها، -التي بدا ولو لوهلة ان الحلم ضاع- وتفتيت اعدائها المزعومين. ولبنان تبين أنه يشكل الحلقة الاقوى فيه.
وبالتالي هذه الخدمة تمر عبر تهجير المنطقة من مسيحيها العراق سوريا لبنان مصر، وهذه المرة ليس لحساب التوطين بل لحساب اوروبا العجوز العقيم تريد مزيداً من الأبناء غير الشرعيين إنما تفضلهم من المسيحيين.
ويثمر ايضاً حروباً طائفية مذهبية، منها سنية شيعية المفروض ان تقضي على الشيعة في المنطقة لحساب اسرائيل اولاً فهم الخطر الحقيقي على كيانها وليس ابناء فلسطين المقيمين والمشردين، والعربان، فهي معهم على تفاهم ووئام تام ويرغبون بذلك وينذرون له المليارات من الدولارات، حيث مصلحتهم في هذا الأمر تأتي ثانياً.
وينهي بطريقة انسانية توطيناً وضع الفلسطينين المزري في الشتات وسيما في لبنان، فهؤلاء يحق لهم ان يعيشوا حياة كريمة وكم يوم نظاف بدل "البهدلة" التي هم فيها داخل ما يسمى بالمخيمات، سيما وانهم اصبحوا لبنانين منذ أكثر من ستين سنة.
ويصبح لبنان إلى حد ما ذو لون واحد وتنتهي مشاكله وبالتالي لا يعد يشغل الدنيا ومطابخ السياسة ويقض هنئ عيش القادة في العالم ليتفرغوا لما هو اهم.
ولحزب العملاء هذا دعم خارجي منقطع النظير فلديه مشغلين وداعمين كثر ومموليين كرماء محليين واقليميين وعالميين. دول بكافة اجهزتها وقوتها وسطوتها، والامم المتحدة بخلاياها النائمة بين الخمسة عشر الف جندي دولي في الجنوب، وتحت تصرفه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وافراد على مستوى عال من المسؤلية في دولهم من رتبة ملك فأمير فمساعد وزير خارجية الى رئيس جهاز مخابرات وما دونها وبينها. ولا ننسى اللوبيات المتعددة في الدول المتقدمة كلها تحت التصرف ورهن الاشارة لشتى انواع الدعم.
و"التجنيد قائم وقاعد عن" بو جنب وطرف" وهناك باب للإنتساب التطوعي ايضا.
ولكل عضو فيه وجماعة تمويلها رواتب ومخصصات ومصارفات ومقدرات موضوعة تحت التصرف، مضافا الى الغطاء الشرعي، الداخلي والخارجي، بشبكات الدفاع المتعددة اما كشف النقاب عنه او وجهت اليه اتهامات خطيرة.
فلديه جيش من المحامين والقضاة المرموقين والمدافعين في كافة الصعد والملمعين والمفلترين للصورة والاهم الا تتاثر صورة هذا العميل لدى الشريحة التي ينطلق من خلالها، وتصنف خدمته في سبيل الوطن، ومدافعا عن السيادة والحرية والاستقلال.
وموضوع تحت تصرف هؤلاء نخب اللوبيات والمفكرين وموظفي الصفوف الخلفية في مراكز القرار العالمية، وهم الطباخون المهرة الحقيقيون الذين يدسون السم بالدسم، ونتجرعه وعلى قلبنا احلى من العسل، وانظمة مخابرات كبرى ومتعددة من دول متعددة تعمل لانجاحهم وتذليل الصعب امامهم، تعمل ليل نهار بلا كلل او ملل لوضع الخطط البديلة والثانوية وما له الصلة بالموضوع من رسم خرايط لمنطقة لم ترسم خرائطها بعد، كلها علامات واهية زرقاء قابلة للجرح والتعديل، براميل تنقل من مكان الى مكان.
أما الحامي الاول لهؤلاء هو التعصب البغيض الاعمى والطائفية البغيضة التي سممت أجواء لبنان وأفسدت بنيه ولوثتهم بمرض وداء عضال قد يكون ما منه شفاء فباعوا انفسهم للشيطان، ففضلوا العار والانتحار على الحل المشرف والالتقاء على وطن يسلمون بمسلماته.
مؤسف حقا ان يكون هذا الامر واقعا في لبنان، والعالم العربي أيضاً لديه فروع، وانه لامر مع الاسف حقيقة وليس جموح خيال، والمؤسف حقا أن هذا ما تجتمع عليه شريحة كبرى من اللبنانيين باخلاص، اما انتماؤهم الوطني فان اجمعوا عليه كل من خلف متراس طائفته وكل يراه من زاويته الضيقة. وهم بالتالي من حيث لا يدرون يقوون موقعية الحزب الصاعد حزب العملاء الذي سيقضي علينا أجمعين عملاء ومخلصين.
هذه هي المشكلة فما الحل.
ملاحظة عابرة قالها احد الدكاترة لطلابه في محاضرة له حول الامن العالمي وهو يهودي متخصص بتاريخ الحروب... قال وفي سياق عارض: "هل تدرون لماذا تواجه الولايات المتحدة مشاكل مع ايران لم تواجهها مع أي دولة اخرى؟ و اردف دونما انتظار إجابة: مع الأسف لم نستطع تجنيد سوى القليل القليل من العملاء" فسأل و لماذا برأيك اجاب:" وطنيتهم تمنعهم من العمالة..لديهم قدر عال من الولاء للوطن حتى لو اختلفوا مع النظام". فتأمل.
مهدي الامين 1/11/2011
تتمة...
Tuesday, December 20, 2011
قصيدة الفرزدق في الامام زين العابدين عليه السلام
هذا الذى تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقى الطاهر العلم
هذا علي رسول الله والده * أمست بنور هداه تهتدى الظلم
إذا رأته قريش قال قايلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم
يمنى إلى ذروة العز التى قصرت * عن نيلها عرب الاسلام والعجم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
يغضى حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
ينشق نور الدجى عن نور غرته * كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
بكفه خيزران ريحه عبق * من كف أروع في عرنينه شمم
مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم الشيم
حمال اثقال أقوام إذا وفدوا * حلو الشمايل تحلو عنده نعم
ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاؤه نعم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما وشرفه * جرى بذاك له في لوحه القلم
من جده دان فضل الانبياء له * وفضل امته دانت له الامم
عم البرية بالاحسان فانقشعت * عنها العماية والاملاق والظلم
كلتا يديه غياث عم نفعهما * يستوكفان ولا يعروهما عدم
سهل الخليقة لا يخشى بوادره * تزينه خصلتان : الخلق والكرم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته * رحب الفنا اديب حين يعتزم
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجا ومعتصم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترد به الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل يوم ومختوم به الكلم
ان عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الارض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وان كرموا
هم الغيوث اذا ازمة ازمت * والاسد أسد الشرى والبأس محتدم
يأبى لهم ان يحل الذم ساحتهم * خير كريم وايدى بالندى هضم
لا ينقص العسر بسطا من اكفهم * سيان ذلك ان اثروا وان عدموا
أى الخلايق ليست في رقابهم * لاولوية هذا أو له نعم
من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الامم
تتمة...
الامام زين العابدين
ابي محمد علي بن الحسين(عليه السلام)
تاريخ مولده ووقت وفاته وموضع قبره:
هو علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب زين العابدين وامام المتقين.
كنيته ابومحمد.
ولد بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة.
وقبض(عليه السلام) بالمدينة سنة خمس وتسعين،
في الخامس والعشرين من محرم الحرام.
في الخامس والعشرين من محرم الحرام.
وله يومئذ سبع وخمسون سنة.
وامه شاه زنان بنت شيرويه بن كسرى بروي.
وقبره ببقيع المدينة.
تتمة...
زين العباد
انهم من معدن اخر كانوا قبل الكون ومن كان فيه لهم ولاجلهم خلق الله الدنيا وما فيها.
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال:
كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام.
كانت له خمس مائة نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين.
وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر.
وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل.
وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا.
ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن إحدى منكبيه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت.
إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه.
فقال الرجل: هلكنا فقال : كلا إن الله عزوجل متمم ذلك بالنوافل.
وكان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم ، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه.
وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه.
فلما توفي عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين عليهما السلام ، ولما وضع عليه السلام على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين.
ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه.
وكان يشتري الخز في الشتاء ، فإذا جاء الصيف باعه فتصدق بثمنه.
ولقد نظر عليه السلام يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكونوا سعداء.
ولقد كان عليه السلام يأبى أن يؤاكل امه فقيل له : يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تؤاكل امك ؟ فقال: إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه.
ولقد قال له عليه السلام رجل: يا ابن رسول الله إني لاحبك في الله حبا شديدا فقال: اللهم إني أعوذ بك أن احب لك وأنت لي مبغض. ولقد حج على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط.
فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع.
ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت : أطنب أو أختصر ؟ فقيل لها:
بل اختصري، فقالت: ما أتيته بطعام نهارا قط وما فرشت له فراشا بليل قط، ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم. فكان عليه السلام إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه واله ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الارض إلا سبحت له إلى الارضين السابعة.
ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة.
وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والاضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده ومن كان له منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله.
ولقد كان يسقط منه كل سنة سبع ثفتات من مواضع سجوده لكثرة صلاته، وكان يجمعها فلما مات دفنت معه.
ولقد كان بكى على أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له : يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن تنقضي ؟ !
فقال له: ويحك إن يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه ، وشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغم ، وكان ابنه حيا في الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني.
سلام الله عليكم اهل البيت.
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال:
كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة كما كان يفعل أمير المؤمنين عليه السلام.
كانت له خمس مائة نخلة فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين.
وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر.
وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل.
وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا.
ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن إحدى منكبيه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت.
إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه.
فقال الرجل: هلكنا فقال : كلا إن الله عزوجل متمم ذلك بالنوافل.
وكان عليه السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم ، وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه.
وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه.
فلما توفي عليه السلام فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين عليهما السلام ، ولما وضع عليه السلام على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الابل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين.
ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه.
وكان يشتري الخز في الشتاء ، فإذا جاء الصيف باعه فتصدق بثمنه.
ولقد نظر عليه السلام يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس، فقال: ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكونوا سعداء.
ولقد كان عليه السلام يأبى أن يؤاكل امه فقيل له : يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تؤاكل امك ؟ فقال: إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه.
ولقد قال له عليه السلام رجل: يا ابن رسول الله إني لاحبك في الله حبا شديدا فقال: اللهم إني أعوذ بك أن احب لك وأنت لي مبغض. ولقد حج على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط.
فلما توفت أمر بدفنها لئلا تأكلها السباع.
ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت : أطنب أو أختصر ؟ فقيل لها:
بل اختصري، فقالت: ما أتيته بطعام نهارا قط وما فرشت له فراشا بليل قط، ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم. فكان عليه السلام إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه واله ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الارض إلا سبحت له إلى الارضين السابعة.
ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة.
وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والاضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده ومن كان له منهم عيال حمله إلى عياله من طعامه وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله.
ولقد كان يسقط منه كل سنة سبع ثفتات من مواضع سجوده لكثرة صلاته، وكان يجمعها فلما مات دفنت معه.
ولقد كان بكى على أبيه الحسين عليه السلام عشرين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له : يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن تنقضي ؟ !
فقال له: ويحك إن يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه ، وشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغم ، وكان ابنه حيا في الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني.
سلام الله عليكم اهل البيت.
تتمة...
Monday, December 5, 2011
الرافضة
إتحاف أهل الألباب بمعرفة التوحيد والعقيدة في سؤال وجواب
تأليف الشيخ : وليد بن راشد بن سعيدان
... ج362: الرافضة هم الذين يغلون في آل البيت ويرفعونهم عن مرتبة البشرية إلى مرتبة الإلهية ويضفون عليهم من الصفات والأفعال ما لا يليق إلا برب الأرض والسماء ويفضلون علي بن أبي طالب على سائر الصحابة، وبعضهم يعتقد أنه هو الرسول ولكن الملك أخطأ في الرسالة .
... وسموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - ، فإنهم قالوا له : ما قولك في أبي بكرٍ وعمر؟ فقال : هما وزيرا جدي - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - - فانصرفوا عنه ورفضوه .
... ويقال لهم الشيعة وذلك لتشيعهم لآل البيت وغلوهم فيهم .
... وأشهر طوائفهم الاثني عشرية وهم الذين يعتقدون أن الإمامة في الاثني عشر الذين آخرهم محمد بن الحسن العسكري صاحب السرداب - أعني سرداب سامراء بالعراق - .
... وقد ذكر أبو العباس - رحمه الله تعالى - في فاتحة كتابه منهاج السنة أوجهًا كثيرة في مشابهة الرافضة لليهود ، فهم بحق اليهودية الصغرى ، ولذلك فهم يلتقون مع اليهود في جوانب كثيرة ، فبينهم توافق وتجانس كبير يعرف ذلك من نظر في عقيدة الطائفتين .
... ومن أوائل عقائدهم الفاسدة : الإمامة ، وتكون بالنص ، وهم يعظمون هذا الأصل التعظيم المطلق .
... ومن عقائدهم الفاسدة : التقية ، وهي إظهار الموافقة للخصوم ، وإبطال التشيع وهذا يكون في أزمنة الضعف ، وأما في أزمنة القوة فناهيك عما يفعلونه بأهل السنة من التعذيب والقتل ، وفتح أبواب العدو عليهم .
... ومن عقائدهم الفاسدة : الرجعة ، فهم يعتقدون بأن إمامهم المزعوم الغائب في السرداب سيرجع ، فهم يقفون عند السرداب كل ليلة انتظارًا لخروجه ، وقد وضعوا دابة وسلاحًا ويهتفون باسمه ، وهكذا كل ليلة .
... ومن عقائدهم الفاسدة : عدم إقامة الجمع والجماعات إلا خلف إمام معصوم .
... ومن عقائدهم : تعظيم القبور بالذبح ، والطواف ، والسجود ، والركوع ، والتقبيل ، والنذور ، فهم سادات عباد القبور ، وبخاصة القبور التي يزعمون أنها لآل البيت .
... ومن عقائدهم : تجويز المتعة .
... ومن عقائدهم : تجويز البدا على الله تعالى ، أي أنه يجوز على الله تعالى أن يفعل فعلاً ثم يبدو له عدم صلاحيته ، فينتقل منه إلى غيره ، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .
... ومن عقائدهم : البراءة ، وهي قولهم : لا ولاء إلا ببراء ، أي أنه لا ولاء لآل البيت وخصوصًا علي بن أبي طالب إلا بالبراءة من الخلفاء الثلاثة : أبي بكر ، وعمر ، وعثمان .
... ومن عقائدهم : المغالاة في آل البيت ، حتى أضفوا عليهم صفات الرب ، ولهم في ذلك أقوال ونقول يشيب منها الرأس .
... ومن عقائدهم : أن هناك مصحفًا آخر غير هذا المصحف ليس فيه مما في مصحفنا حرف واحد ، وقد رواها إمامهم في الحديث الكليني في أصوله الكافي .
... ومن عقائدهم : وجوب تعذيب النفس بالضرب بالسيوف والسلاسل حتى تسيل الدماء على الوجوه ، وأكثرهم تعذيبًا لنفسه أشدهم موالاة لآل البيت ، وهذا يفعلونه في يوم عاشوراء . وأقول : الحمد لله لقد كفينا مئونة ضربهم والتنكيل بهم ، فإننا لو تكلفنا ذلك لما وجدنا له سبيلاً ، فكفانا الله بأنفسهم .
... وبالجملة : فعقائد القوم ضحكة للعقلاء ومحطًا لسخرية أهل الألباب، ولكن القوم لا عقول لهم تمنعهم من مواقعة ذلك ، ولا نُقُولَ تهديهم إلى الصراط المستقيم ، فذرهم في غمرتهم حتى حين ، وذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ، والله أعلم .
تأليف الشيخ : وليد بن راشد بن سعيدان
... ج362: الرافضة هم الذين يغلون في آل البيت ويرفعونهم عن مرتبة البشرية إلى مرتبة الإلهية ويضفون عليهم من الصفات والأفعال ما لا يليق إلا برب الأرض والسماء ويفضلون علي بن أبي طالب على سائر الصحابة، وبعضهم يعتقد أنه هو الرسول ولكن الملك أخطأ في الرسالة .
... وسموا رافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - ، فإنهم قالوا له : ما قولك في أبي بكرٍ وعمر؟ فقال : هما وزيرا جدي - يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - - فانصرفوا عنه ورفضوه .
... ويقال لهم الشيعة وذلك لتشيعهم لآل البيت وغلوهم فيهم .
... وأشهر طوائفهم الاثني عشرية وهم الذين يعتقدون أن الإمامة في الاثني عشر الذين آخرهم محمد بن الحسن العسكري صاحب السرداب - أعني سرداب سامراء بالعراق - .
... وقد ذكر أبو العباس - رحمه الله تعالى - في فاتحة كتابه منهاج السنة أوجهًا كثيرة في مشابهة الرافضة لليهود ، فهم بحق اليهودية الصغرى ، ولذلك فهم يلتقون مع اليهود في جوانب كثيرة ، فبينهم توافق وتجانس كبير يعرف ذلك من نظر في عقيدة الطائفتين .
... ومن أوائل عقائدهم الفاسدة : الإمامة ، وتكون بالنص ، وهم يعظمون هذا الأصل التعظيم المطلق .
... ومن عقائدهم الفاسدة : التقية ، وهي إظهار الموافقة للخصوم ، وإبطال التشيع وهذا يكون في أزمنة الضعف ، وأما في أزمنة القوة فناهيك عما يفعلونه بأهل السنة من التعذيب والقتل ، وفتح أبواب العدو عليهم .
... ومن عقائدهم الفاسدة : الرجعة ، فهم يعتقدون بأن إمامهم المزعوم الغائب في السرداب سيرجع ، فهم يقفون عند السرداب كل ليلة انتظارًا لخروجه ، وقد وضعوا دابة وسلاحًا ويهتفون باسمه ، وهكذا كل ليلة .
... ومن عقائدهم الفاسدة : عدم إقامة الجمع والجماعات إلا خلف إمام معصوم .
... ومن عقائدهم : تعظيم القبور بالذبح ، والطواف ، والسجود ، والركوع ، والتقبيل ، والنذور ، فهم سادات عباد القبور ، وبخاصة القبور التي يزعمون أنها لآل البيت .
... ومن عقائدهم : تجويز المتعة .
... ومن عقائدهم : تجويز البدا على الله تعالى ، أي أنه يجوز على الله تعالى أن يفعل فعلاً ثم يبدو له عدم صلاحيته ، فينتقل منه إلى غيره ، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا .
... ومن عقائدهم : البراءة ، وهي قولهم : لا ولاء إلا ببراء ، أي أنه لا ولاء لآل البيت وخصوصًا علي بن أبي طالب إلا بالبراءة من الخلفاء الثلاثة : أبي بكر ، وعمر ، وعثمان .
... ومن عقائدهم : المغالاة في آل البيت ، حتى أضفوا عليهم صفات الرب ، ولهم في ذلك أقوال ونقول يشيب منها الرأس .
... ومن عقائدهم : أن هناك مصحفًا آخر غير هذا المصحف ليس فيه مما في مصحفنا حرف واحد ، وقد رواها إمامهم في الحديث الكليني في أصوله الكافي .
... ومن عقائدهم : وجوب تعذيب النفس بالضرب بالسيوف والسلاسل حتى تسيل الدماء على الوجوه ، وأكثرهم تعذيبًا لنفسه أشدهم موالاة لآل البيت ، وهذا يفعلونه في يوم عاشوراء . وأقول : الحمد لله لقد كفينا مئونة ضربهم والتنكيل بهم ، فإننا لو تكلفنا ذلك لما وجدنا له سبيلاً ، فكفانا الله بأنفسهم .
... وبالجملة : فعقائد القوم ضحكة للعقلاء ومحطًا لسخرية أهل الألباب، ولكن القوم لا عقول لهم تمنعهم من مواقعة ذلك ، ولا نُقُولَ تهديهم إلى الصراط المستقيم ، فذرهم في غمرتهم حتى حين ، وذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ، والله أعلم .
تتمة...
Subscribe to:
Posts (Atom)