حزب العملاء
من خلال قراءة وتتبع المشهدية اللبنانية الحالية ترى وتعاين ظاهرة خطيرة جدا طفت مؤخراً على السطح، ولا تعطى الاهمية، وهي في سلم الاولويات والاحداث في لبنان حدث من الدرجة الثالثة او الرابعة قد يتصدره اخبار اهل الفن والفك والربط.
أن في لبنان حزب جديد كامل الاوصاف يعمل بالخفاء والعلن وذو شريحة كبرى من اللبنانين الا وهو حزب العملاء.
وحزب العملاء هذا من اكبر الاحزاب اللبنانية واقواها وهو الحزب اللبناني بامتياز اعني اللا طائفي اذ انه يضم بين صفوفه جميع اطياف وموزاييك الشعب اللبناني الا ما شذ وندر.
ويضم من جملة ما يضم خليطًا من اللبنانيين من شتى الطبقات العمرية والفئات الشعبية.
فبين اعضائه السياسي المرموق فمنهم الوزراء والنواب ورؤساء كتل نيابية ورؤساء تنظيمات واحزاب رديفة تعمل على الارض من دينية يمينية مسيحية الى سلفية إسلامية متطرفة الى ملحدة كافرة، وله جمعيات اهلية وخيرية ووسائل اعلام مباشرة وحليفة في الصحافة المكتوبة اليومية والاسبوعية والشهرية، والموجهة الى مختلف الشرائح العمرية، مضافا الى التلفزيونات المحلية والفضائية، وفيه الصحافيون والمحللون السياسيون والموجهون الاعلاميون ومن والعسكر ورتبهم والمقاوم والمحامي والطبيب والمهندس والموظف العادي ومن هو في موقع القرار والسلطة ورجال الدين وتراتبهم ورجال الاعمال وتنوعهم والمقيم منهم والمغترب والمنفي والمزارع والفلاح والراعي والمواطن العادي.
وهولاء جميعاً هم من كافة الطوائف موزعين بينها تقريباً، ومن جميع الطبقات الشعبية من الدنيا الى النخب العليا، ولكل تاثيره العام او الخاص كل من موقعه وكل بحسبه وكل من طائفته فالتغطية شبه شاملة وكاملة لجميع الاراضي اللبنانية والاغترابية ايضا بامتدادات فروع الحزب المذكور.
والتوجيه اما سياسي او علماني او ديني يحاكي جميع افراد وفئات الشعب اللبناني.
فلا اظن ان هناك حزباً في لبنان لديه مثل ما لدى حزب العملاء هذا من الطاقات والخبراء وينضوي تحته جيش متكامل من الاجهزة ذو العدة والعديد ومن كافة الطوائف.
وحزب العملاء هذا لا يوجد حزب مثله في لبنان يجمع عليه اللبنانيون وينضون تحته دونما السؤال من ينتمي اليه لمن يعود داخلياً وان كان هناك معرفة ولو بالاجمال لدى البعض من منتسبيه انه يستهدف نوعا من اللبنانيين دون اخرين وهذا لعله شجع الكثيرين من محازبيه بالانضواء تحت قسمه، أو برفده بالتصاريح المشجعة والمؤيدة من البعض الذين لا ينتمون اليه.
ولكل من اعضائه وظيفته ومهامه المنوطة به يؤديها على انفراد أو من داخل منطقة نفوذه، فابتداء من جمع المعلومات الى التصريحات فالمواقف فالفتاوى فالتجديد فالتمديد فالتنديد فالنفخ ببوق الطائفية فالمشاغبات فالتصريحات النارية فالتهجم فالبلبلة والشوشرة والتشويش والتجييش والشحن والتعطيل والاغتيال والتصفية وغيرها من مهام كبرى وصغرى فالكل يعرف وظيفته ومتى ينطلق.
الدافع مادي أولاً وكيدي ثانياً ومصلحي ثالثأ وطائفي بغيض رابعاً، هذه الدوافع وغيرها لدى منتسبيه ومحازبيه قد لاتكون ايضا بهذا السياق والترتيب.
وذلك مرده لغياب الوازع الديني والاخلاقي وموت الضمير سريريا وغياب الحس الوطني لديهم منذ قرون على الاطلاق.
وذلك مرده لغياب الوازع الديني والاخلاقي وموت الضمير سريريا وغياب الحس الوطني لديهم منذ قرون على الاطلاق.
الغاية منه ومن مؤسسيه خدمة الاغراض المشروعة لترتيب شؤون الشرق الاوسط الكبير، وتمكين اسرائيل ان تضرب جذورها وتمد اذرعها اكثر فأكثر في المنطقة استعداداً لقضمها وبناء دولتها الكبرى عليها، -التي بدا ولو لوهلة ان الحلم ضاع- وتفتيت اعدائها المزعومين. ولبنان تبين أنه يشكل الحلقة الاقوى فيه.
وبالتالي هذه الخدمة تمر عبر تهجير المنطقة من مسيحيها العراق سوريا لبنان مصر، وهذه المرة ليس لحساب التوطين بل لحساب اوروبا العجوز العقيم تريد مزيداً من الأبناء غير الشرعيين إنما تفضلهم من المسيحيين.
ويثمر ايضاً حروباً طائفية مذهبية، منها سنية شيعية المفروض ان تقضي على الشيعة في المنطقة لحساب اسرائيل اولاً فهم الخطر الحقيقي على كيانها وليس ابناء فلسطين المقيمين والمشردين، والعربان، فهي معهم على تفاهم ووئام تام ويرغبون بذلك وينذرون له المليارات من الدولارات، حيث مصلحتهم في هذا الأمر تأتي ثانياً.
وينهي بطريقة انسانية توطيناً وضع الفلسطينين المزري في الشتات وسيما في لبنان، فهؤلاء يحق لهم ان يعيشوا حياة كريمة وكم يوم نظاف بدل "البهدلة" التي هم فيها داخل ما يسمى بالمخيمات، سيما وانهم اصبحوا لبنانين منذ أكثر من ستين سنة.
ويصبح لبنان إلى حد ما ذو لون واحد وتنتهي مشاكله وبالتالي لا يعد يشغل الدنيا ومطابخ السياسة ويقض هنئ عيش القادة في العالم ليتفرغوا لما هو اهم.
ولحزب العملاء هذا دعم خارجي منقطع النظير فلديه مشغلين وداعمين كثر ومموليين كرماء محليين واقليميين وعالميين. دول بكافة اجهزتها وقوتها وسطوتها، والامم المتحدة بخلاياها النائمة بين الخمسة عشر الف جندي دولي في الجنوب، وتحت تصرفه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وافراد على مستوى عال من المسؤلية في دولهم من رتبة ملك فأمير فمساعد وزير خارجية الى رئيس جهاز مخابرات وما دونها وبينها. ولا ننسى اللوبيات المتعددة في الدول المتقدمة كلها تحت التصرف ورهن الاشارة لشتى انواع الدعم.
و"التجنيد قائم وقاعد عن" بو جنب وطرف" وهناك باب للإنتساب التطوعي ايضا.
ولكل عضو فيه وجماعة تمويلها رواتب ومخصصات ومصارفات ومقدرات موضوعة تحت التصرف، مضافا الى الغطاء الشرعي، الداخلي والخارجي، بشبكات الدفاع المتعددة اما كشف النقاب عنه او وجهت اليه اتهامات خطيرة.
فلديه جيش من المحامين والقضاة المرموقين والمدافعين في كافة الصعد والملمعين والمفلترين للصورة والاهم الا تتاثر صورة هذا العميل لدى الشريحة التي ينطلق من خلالها، وتصنف خدمته في سبيل الوطن، ومدافعا عن السيادة والحرية والاستقلال.
وموضوع تحت تصرف هؤلاء نخب اللوبيات والمفكرين وموظفي الصفوف الخلفية في مراكز القرار العالمية، وهم الطباخون المهرة الحقيقيون الذين يدسون السم بالدسم، ونتجرعه وعلى قلبنا احلى من العسل، وانظمة مخابرات كبرى ومتعددة من دول متعددة تعمل لانجاحهم وتذليل الصعب امامهم، تعمل ليل نهار بلا كلل او ملل لوضع الخطط البديلة والثانوية وما له الصلة بالموضوع من رسم خرايط لمنطقة لم ترسم خرائطها بعد، كلها علامات واهية زرقاء قابلة للجرح والتعديل، براميل تنقل من مكان الى مكان.
أما الحامي الاول لهؤلاء هو التعصب البغيض الاعمى والطائفية البغيضة التي سممت أجواء لبنان وأفسدت بنيه ولوثتهم بمرض وداء عضال قد يكون ما منه شفاء فباعوا انفسهم للشيطان، ففضلوا العار والانتحار على الحل المشرف والالتقاء على وطن يسلمون بمسلماته.
مؤسف حقا ان يكون هذا الامر واقعا في لبنان، والعالم العربي أيضاً لديه فروع، وانه لامر مع الاسف حقيقة وليس جموح خيال، والمؤسف حقا أن هذا ما تجتمع عليه شريحة كبرى من اللبنانيين باخلاص، اما انتماؤهم الوطني فان اجمعوا عليه كل من خلف متراس طائفته وكل يراه من زاويته الضيقة. وهم بالتالي من حيث لا يدرون يقوون موقعية الحزب الصاعد حزب العملاء الذي سيقضي علينا أجمعين عملاء ومخلصين.
هذه هي المشكلة فما الحل.
ملاحظة عابرة قالها احد الدكاترة لطلابه في محاضرة له حول الامن العالمي وهو يهودي متخصص بتاريخ الحروب... قال وفي سياق عارض: "هل تدرون لماذا تواجه الولايات المتحدة مشاكل مع ايران لم تواجهها مع أي دولة اخرى؟ و اردف دونما انتظار إجابة: مع الأسف لم نستطع تجنيد سوى القليل القليل من العملاء" فسأل و لماذا برأيك اجاب:" وطنيتهم تمنعهم من العمالة..لديهم قدر عال من الولاء للوطن حتى لو اختلفوا مع النظام". فتأمل.
مهدي الامين 1/11/2011
No comments:
Post a Comment