شذرات من عبق الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبى طالب وآخرهم القائم هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي المقرّ بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر).
وقال صلوات الله عليه: اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحكمتي وخلقهم من طينتي، فويل للمنكرين عليهم، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.
وروي عن معاوية بن حكيم بسنده إلى أبي الحسن موسى أنّه قال: (إن ابني علياً أكبر ولدي عندي وأحبهم إليّ وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصي نبي)
في جو مرعب خانق خلقه العباسيون بوجه معارضيهم سيما هارون يجلس الإمام الرضا عليه السلام ويعرض نفسه على الناس ويبدأ يحدث الناس عن الحلال والحرام وكل ما في الدنيا، إنّه لشيء عجيب! أمام هذا الحادث الخطير خاف بعض المخلصين من شيعته على حياته وجاءوا إليه يطلبون إليه التريث في الإعلان لتهدأ العاصفة الرهيبة وينحسر الموج الجنوني في حبّ السلطة، فمن جملة هذه المحاولات ما صدر عن (صفوان الجمال) وجماعة من المخلصين حيث جاءوا إليه،
وقالوا له: إنّك أظهرت أمراً عظيماً، وإنّنا نخاف عليك من هذا الطاغي
فقال الإمام علي الرضا (عليه السلام): يجهد جهده فلا سبيل له عليّ.
ولنقرأ هذا الحوار الذي رواه لنا (أبو مسروق) بين الإمام وبين بعض هؤلاء: دخل على الرضا (عليه السلام) جماعة من الواقفة فيهم علي بن حمزة البطائني ومحمد بن إسحاق بن عمّار والحسين بن عمران والحسين بن أبي سعيد المكاري. فقال له علي بن حمزة: جعلت فداك أخبرنا عن أبيك ما حاله؟ فقال: قد مضى (عليه السلام).
فقال له: فإلى من عهد؟ فقال: إليّ.
فقال له: إنّك لتقول قولاً ما قاله أحد من آبائك، علي بن أبي طالب فمن دونه.
قال: لكن قد قاله خير آبائي وأفضلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فقال له: ألا تخاف هؤلاء على نفسك؟
فقال: لو خفت عليها كنت عليها معيناً، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه أبو لهب فتهدده،
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذاب! فكانت أول آية نزع بها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وهي أول آية أنزع بها لكم.. إن خدشت خدشاً من قبل هارون فأنا كذاب!
فقال له الحسين بن مهران: قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول.
قال له: فتريد ماذا؟ أتريد أن أذهب إلى هارون فأقول إنّي إمام وأنت لست في شيء؟
ما هكذا صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أول أمره إنّما قال ذلك لأهله ومواليه ومن يثق به دون الناس، وأنتم تعتقدون الإمامة لمن كان قبلي من آبائي وتقولون: إنّه يمنع علي بن موسى أن أباه حي وتقية، فأنا لا أتقيكم في أن أقول: إنّي إمام فكيف أتّقيكم في أنّه حيّ لو كان حيّاً.
وهكذا تصدق نبوءة الإمام أخيراً ويقضي الرشيد دون أن ينال الإمام بسوء.
قال الرضا عليه السلام لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له: تقبّل الله منك ومنّا،
ثم أقام حتى إذا كان يوم الأضحى قال له: يا فلان تقبّل الله منّا ومنك
قال فقلت له: يا بن رسول الله قلت في الفطر شيئاً وتقول في الأضحى غيره.
قال فقال: نعم، إنّي قلت في الفطر: تقبّل الله منك ومنّا، لأنّه فعل مثل فعلي وناسبت أنا وهو في الفعل وقلت له في الأضحى: تقبّل الله منّا ومنك لأنّه يمكننا أن نضحي ولا يمكنه أن يضحي فقد فعلنا غير فعله.
ممّا لا نزاع فيه عند أحد ممن قرأ التاريخ وعرف سيرة أهل بيت العصمة أنّهم أبعد الناس عن الكبرياء والتعالي على الناس وأنّهم كانوا بمظهرهم الخارجي يمثّلون الإنسان المتواضع البسيط غير أنّهم من ناحية أخرى يرفضون أن يفسّروا الزهد على طريقة المتصوفين بتشعيث اللمّة ولبس الأرذل من الثياب وأكل الجشب من الطعام، فهم يرون أفضل الزهد إخفاء الزهد والنعم التي ينعم بها ربّ العباد، يجب أن تظهر على المنعم عليه بشكل واضح وملموس وإلاّ عدّ غير شاكر لنعمائه سبحانه وتعالى.
ويرون أنّ الدنيا إذا أقبلت أحقّ بها أبرارها لا فجّارها، ومؤمنوها لا منافقوها.
والإمام الرضا (عليه السلام) هو فرد من أفراد هذه الثلة الطاهرة والذي عرف بعظيم تواضعه وكبير حلمه وواسع علمه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبى طالب وآخرهم القائم هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي وحجج الله على أمتي بعدي المقرّ بهم مؤمن، والمنكر لهم كافر).
وقال صلوات الله عليه: اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحكمتي وخلقهم من طينتي، فويل للمنكرين عليهم، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي.
وروي عن معاوية بن حكيم بسنده إلى أبي الحسن موسى أنّه قال: (إن ابني علياً أكبر ولدي عندي وأحبهم إليّ وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصي نبي)
في جو مرعب خانق خلقه العباسيون بوجه معارضيهم سيما هارون يجلس الإمام الرضا عليه السلام ويعرض نفسه على الناس ويبدأ يحدث الناس عن الحلال والحرام وكل ما في الدنيا، إنّه لشيء عجيب! أمام هذا الحادث الخطير خاف بعض المخلصين من شيعته على حياته وجاءوا إليه يطلبون إليه التريث في الإعلان لتهدأ العاصفة الرهيبة وينحسر الموج الجنوني في حبّ السلطة، فمن جملة هذه المحاولات ما صدر عن (صفوان الجمال) وجماعة من المخلصين حيث جاءوا إليه،
وقالوا له: إنّك أظهرت أمراً عظيماً، وإنّنا نخاف عليك من هذا الطاغي
فقال الإمام علي الرضا (عليه السلام): يجهد جهده فلا سبيل له عليّ.
ولنقرأ هذا الحوار الذي رواه لنا (أبو مسروق) بين الإمام وبين بعض هؤلاء: دخل على الرضا (عليه السلام) جماعة من الواقفة فيهم علي بن حمزة البطائني ومحمد بن إسحاق بن عمّار والحسين بن عمران والحسين بن أبي سعيد المكاري. فقال له علي بن حمزة: جعلت فداك أخبرنا عن أبيك ما حاله؟ فقال: قد مضى (عليه السلام).
فقال له: فإلى من عهد؟ فقال: إليّ.
فقال له: إنّك لتقول قولاً ما قاله أحد من آبائك، علي بن أبي طالب فمن دونه.
قال: لكن قد قاله خير آبائي وأفضلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فقال له: ألا تخاف هؤلاء على نفسك؟
فقال: لو خفت عليها كنت عليها معيناً، إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه أبو لهب فتهدده،
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن خدشت من قبلك خدشة فأنا كذاب! فكانت أول آية نزع بها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وهي أول آية أنزع بها لكم.. إن خدشت خدشاً من قبل هارون فأنا كذاب!
فقال له الحسين بن مهران: قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول.
قال له: فتريد ماذا؟ أتريد أن أذهب إلى هارون فأقول إنّي إمام وأنت لست في شيء؟
ما هكذا صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أول أمره إنّما قال ذلك لأهله ومواليه ومن يثق به دون الناس، وأنتم تعتقدون الإمامة لمن كان قبلي من آبائي وتقولون: إنّه يمنع علي بن موسى أن أباه حي وتقية، فأنا لا أتقيكم في أن أقول: إنّي إمام فكيف أتّقيكم في أنّه حيّ لو كان حيّاً.
وهكذا تصدق نبوءة الإمام أخيراً ويقضي الرشيد دون أن ينال الإمام بسوء.
قال الرضا عليه السلام لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له: تقبّل الله منك ومنّا،
ثم أقام حتى إذا كان يوم الأضحى قال له: يا فلان تقبّل الله منّا ومنك
قال فقلت له: يا بن رسول الله قلت في الفطر شيئاً وتقول في الأضحى غيره.
قال فقال: نعم، إنّي قلت في الفطر: تقبّل الله منك ومنّا، لأنّه فعل مثل فعلي وناسبت أنا وهو في الفعل وقلت له في الأضحى: تقبّل الله منّا ومنك لأنّه يمكننا أن نضحي ولا يمكنه أن يضحي فقد فعلنا غير فعله.
ممّا لا نزاع فيه عند أحد ممن قرأ التاريخ وعرف سيرة أهل بيت العصمة أنّهم أبعد الناس عن الكبرياء والتعالي على الناس وأنّهم كانوا بمظهرهم الخارجي يمثّلون الإنسان المتواضع البسيط غير أنّهم من ناحية أخرى يرفضون أن يفسّروا الزهد على طريقة المتصوفين بتشعيث اللمّة ولبس الأرذل من الثياب وأكل الجشب من الطعام، فهم يرون أفضل الزهد إخفاء الزهد والنعم التي ينعم بها ربّ العباد، يجب أن تظهر على المنعم عليه بشكل واضح وملموس وإلاّ عدّ غير شاكر لنعمائه سبحانه وتعالى.
ويرون أنّ الدنيا إذا أقبلت أحقّ بها أبرارها لا فجّارها، ومؤمنوها لا منافقوها.
والإمام الرضا (عليه السلام) هو فرد من أفراد هذه الثلة الطاهرة والذي عرف بعظيم تواضعه وكبير حلمه وواسع علمه.
No comments:
Post a Comment