Wednesday, February 16, 2011

هل نحن على العهد

في الأجواء المباركة لولادة خاتم الانبياء والمرسلين خير البشرية أجمعين

بسم الله الرحمن الرحيم

هل نحن على العهد
في أجواء ولادة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولادة الاسلام طبعاً، وبالتالي ولادة دولة الله على الارض التي يستضل بفيئها الناس ويعيش في ظلالها العالم اجمع.
دولة الوسط، ودولة العلم التي شعارها (إقرأ).
دولة كان من المفترض لها أن تكون شعاعاً للعلم ومنارة للعالم.
ونكون العرب من طليعتها، والمسلمين سادتها ومعلمي مبادئها.
عنا ومنا تأخذ الدنيا بأسرها ما ينفعها من علوم وقيم ومثل انسانية راقية،
فعلينا أنزل الله تعالى خير دين وخير دستور ونظام بخير نبي عربي،
ونظاماً عالمياً جديداً بحق.
هل حقاً قامت للعرب دولة وحضارة ومجد مزعوم نبكي على اطلاله،
فان لم يكن هذا زعم؟!!! اذاً فما الذي حدث؟ وماذا جري؟ واين الخلل؟ ومن السبب؟ ما الاسباب التي حالت دون ذلك؟ وهل ما نحن عليه اليوم كاف ومحقق لما اراد الله من بعثة نبيه الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم؟.
فلنعد لنقرأ المشهد من جديد فتعالوا معي إلى التاريخ نحدثه نسائله علَّه يجيب ؟
... فمن قوم خاملي الذكر ومسدودي الافق والمستقبل، من قبائل متناحرة، وشراذم شعوب تتبع سياسياً الى فارس بواسطة ملوك الحيرة.
من قوم عبَّر الله عز وجل عنهم بقوله: كنتم على شفا حفرة من النار وكنتم امواتا.
وقام الاسلام موحداً بين المتنافرين الأضداد وجمعهم في نطاق واحد بعد أن مزقتهم العصبيات وكادت أن تفنيهم الصراعات القبلية وتقضي عليهم.
وإذا بالدين الجديد يحولهم بين عشية وضحاها إلى شعب ممتلئ حيوية وحمية ونشاطاً وحماسة لقومية جديدة ألا وهي الاسلام.
وهيأهم الدين الجديد إلى أن يسخروا من الموت ويستهينوا بالحياة لما وعد به المتقون.
من شراذم متفرقة تحولوا إلى دولة قوية دب في نفوس أهلها الحياة وبعثت من جديد. أعطاها الاسلام دفعاً ودفقاً ومعنويات استعاضت به عن قليل عددها الذي كان مصدر القوة.
فاستقوت بالاسلام،وتسلحت بالإيمان، فخلال مدة وجيزة صارت حدود دولة الاسلام تخوم بزنطة، بعد أن استولوا على أغني أطرافها وهي بلاد الشام والجزيرة، وقد تجاوزوا إيران وما وراء النهر وخضعت لهم مصر الخصبة الغنية ونواحيها.
هذه هي الحال باختصار شديد لما كانت عليه حال العرب قبيل البعثة وأثنائها وبعدها.
ويتوفى الله عز وجل نبي الاسلام الذي كان قد أخذ على المؤمنين عهوداً ومواثيق وبيعة عن الله عز وجل عند غدير خم، فإذا بالبيعة تنقض ويخلف العهد.
وباتفاق من ابي بكر وعمر وابي عبيدة كانت نتيجته "الفلته"مبايعة ابي بكر بالخلافة بالرغم من الفاصل الزمني القصير عن بيعة الغدير، وبيعة ابي بكر الذي قامت بوجهه ما اطلق عليه حروب الردة التي قمعت بالعنف وبالقوة ودون هوادة ورحمة، وكثر الأدعياء الكذابون وكل ذلك مردة الاستهانة بعهد النبي.
وتقول روايتها أن العرب ارتدت بعد رسول الله إلا قليل. والواقع والحقيقة أن العرب بعد أن بلغها وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتسلم ابي بكر الخلافة استنكرت وأبت أن تعترف بذلك وتخضع له لما في عنقها بيعة لعلي بن ابي طالب عليه السلام حسب ما أخذ النبي منها ذلك يوم الغدير، واعتبروا ان تولي الخلافة من قبل ابي بكر نقض لتلك البيعة وبالتالي رفضوا أن يسلموا أموال الزكاة والخراج إلا الى السلطة الشرعية، وعاد جباة الزكاة الى الخليفة خالي الوفاض وقالوا إن القوم ارتدوا ولن يدفعوا ما عليهم من زكاة.
هي أولى محاولات العصيان المدني التي حدثت في العصر القديم، ولتبرير الحملة على اولئك العصاة بنظر السلطة لا بد من مسوغ شرعي للقمع،لا بد من فتوى، ووجد من يفتي، ويوجد الحل بأنهم ارتدوا ببساطة؟! وكان من أمرهم ما كان.
كانت هذه وما تبعها من أحداث إنقلاباً على الاسلام. إنقلالا على إرادة الله عزوجل. وهي أولى الأسباب التي حالت دون قيام دولة الاسلام. فما جري من بعد وإن كان فيه مصدر قوة إلا أنه لا يعدو بنظرهم عن كونه جاهلية جديدة وقفزة جديدة للعرب من نطاق ضيق مجاله الحجاز فقط مارسوا فية غزوهم وسلبهم وصراع الأقوى إلى مسرح أكبر إمتد خلال مدة وجيزة ليشمل العالم القديم تقريباً.
والأنكى والأمر والأدهي أنه بأسم الدين وخلافة رسول رب العالمين!!!
فقد فتحت الغزوات أو ما سمي بالفتوحات شهية العرب على المزيد من التوسع.
والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هل كان نشر الاسلام هو الهدف مما عرف بالفتوحات؟ الجواب ببساطة كان الغطاء للتوسع الذي يدر أموالاً وأنعاماً وعبيداً وجواري وأراض وممالك يتولى عليها بأسم رب العالمين.
إما الاسلام آخر الهم. وشواهد التاريخ كثيرة وحاضرة. بل إن العرب الفاتحين سائهم إسلام أقوام دخلوا فيه خوفاً وطمعاً، بل إن في كثير من الاحيان لم يقبل أسلامهم! لماذا؟ لأن القاعدة الاسلامية تقول إن الاسلام يجب ما قبله وبالإسلام تحفظ الاموال والدماء والأعراض. ومع ذلك فلم يسلم الكثير من بلاد سجستان وما ورائها (الجمهوريات الاسلامية في الاتحاد السوفياتي السابق) من القتل والسلب والنهب والسبي بالرغم من إشهار إسلامهم، ولا حملات الختان الجماعية التي قاموا بها طوعاً لتاكيد الهوية الجديدة ؟
وقامت دول للامويين والعباسيين وسلاجقة ومماليك وبويهيين وأتراك. ماذا قدموا للاسلام أين دولتهم، أموال طائلة وهائلة أضخم في ذلك الزمن من أموال النفط في أيامنا هذه، بددت جميعها على الحريم من قيان وجواري وغلمان وملذات فضاعت في التاريخ.
أين آثار تلك الدول، بضعة مساجد وتكايا، هل الاسلام مسجد فحسب، ربما لتاخذ فيه الفتوى بقتل الاخوة فقط.
الباقي وشهادة للتاريخ الازهر الاثر الفاطمي الجليل ولولا دفع الله لنقب حجارته صلاح الدين لانه من الارث الفاطمي مع ما اتلف من مكتبته الاغنى على الاطلاق اذاك.
ذكر أنه رمي بظاهر القاهرة من كتب الازهر مئتا ألف مجلد معضمها بخط أصحابها، حتى عرفت بتل الكتب.
نعم نبغ بعض الأعلام المعدودين من أطباء وعلماء كيمياء وفلك وحساب وعلم الهيئة والاجتماع، كانوا أفرادا قلة، ومبادرات أفراد، وعاشوا في فقر وخوف ومطاردة من السلطة في كثير من الاحيان، لمصادرتهم لمصلحتها فلا يطيب الكلام ويحلو إلا للسلاطين.
فلم تقم للاسلام دولة لإنه لم يقيض له رجال ليقوموا به خير قيام . لأن الأوائل قدموا من اخر الله واخروا من قدم. وسارت سنة الى يومك هذا ولن أطل الشرح فتأمل مليا.

No comments:

Post a Comment