Wednesday, February 23, 2011

أزمة قادة

من إبتلاءات العرب وازاماتهم التاريخية التي كانت ولا تزال وستبقى الى بعث القائد الهمام الذي يعيد للحق الزمام ويحسن القياد ويسوس الناس بالعدل ويرسيه في النفوس قبل الواقع حتى اذا ما رحل يبقى الناس على ما علمهم ولا يضيعونه بعد.
لما ذاقوا من حلاوة الامن والعدل الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
احدى المشكلات الاساس التي اضاعت العرب وضيعتهم هي ازمة القادة.
ابتلي العرب على مر تاريخهم بقيادات غير حكيمة فاسدة فاجرة اضاعت الريح والثروة.
قيادات كانت ولا تزال تنظر الى الناس الرعية على انهم ملكهم عبيدا لهم.
فما بعث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نبيا رسولا في ذاك الزمن إلا لما انعدم الرجال القادة وليضع المعايير الجددة لمن يجب ان يقود البشر والبلاد.
غير ان ارادة حالت دون ارادة الله.
فالذين اصدم بهم أول ما صطدم، هم مدعوا الرياسة والقيادة، ولم يسلموا له طوعا ازمتهم، بالرغم ماعرفوه فيه من حسن خصال وصدق رواية ودعوى، بل ماطلوا وسوفوا فمنهم من مات على ذلك ومنهم من استسلم ولم يؤمن وكمن في نفسه ولما لاحت له فرصة وثب عليها ممن لم يكن له حظ فيها ولا نصيب وكان نكرة في الجاهلية قبل الاسلام، ومنهم من كان ذو شأن بنظره قبل الاسلام وضاعت منه بالاسلام وعادت اليه ليحكم حكم الجاهلية باسم الدين.
لم يجدوا في الاسلام سوى ملك، عرش وسلطه مال، ولذة تسلط رهيب وقتل، تضييق على العباد وتشفي.
بينما اراده الله عزا وسماحة، غنى وقيم حياة افضل، انسانية كاملة خلاقة.
ماذا خلفوا طيلة اربعة عشر قرنا غير مخازى وعار.
بالمفهوم العالمي هم عالة على الدنيا خيرهم لغيرهم .
اما ومن توالى على الحكم كان من اشد المنتقمين من الشيعة خاصة على مدى العالم الاسلامي، وذاق فيها الشيعة الامرين في كافة العهود والعصور الى يومك هذا.
وكان الحكم دولة للاخرين ليسوا جميعا فمن لم تنله عطايا الملوك ومكرماتهم لم ينلهم عقابهم ورفع عن رقابهم السيف على الاقل، ربما عاشوا فقراء معدمين مسحوقين في كل تلك الدول انما لم يعانوا الخوف والعذاب والتنكيل والعسف والظلم والجور الذي عانته الشيعة.
فلم يسلموا من سيوف الجلادين حتى لاحقتهم فتاوى الزنادقة من المفتين المأجورين بتكفيرهم وحل دمائهم واموالهم واباحة اعراضهم.
وهاكم نماذج من الحكام: بنو امية ساء مثلا، ها هوابو سفيان يصيح في جمع من بني امية لما ولي عثمان الخلافة وسدة النبوة " تلقفوها يا بني عبد شمس تلقف الكرة فو الله ما من جنة ولا نار.
وقيل انه قال يا بني اُميّة، تلقّفوها تلقّف الكرة، فوَالذي يحلف به أبوسفيان(أي اللات والعزى) ما زلتُ أرجوها لكم، ولتصيرنَّ إلى صبيانكم وراثةً.
معاوية ابنه يقول بعد ان مزق وثيقة الصلح مع الامام الحسن عليه السلام وداسها تحت قدميه: ايها الناس ما وليتكم لتصلوا وتصوموا اعلم انكم تفعلون ذلك انما وليتكم لأتأمر عليكم وقد اتاني الله ذلك وأنتم له كارهون.
وهاهو يعلن في الاصقاع ان برأت الذمة من ابي تراب واتباعه، ولعن علي عليه السلام على اثنين وسبعين الف منبر.
الحجاج في خطبة له في امر اليوم امام اربعون الف مقاتل من خيرة شباب المسلمين من البصرة والكوفة يتهيئون للغزوبصفته القائد العم للقوات المسلحة:أقتلوا الرجال ولا تدعو بيضاء ولا صفراء و
لا شئ يدب على قدمين الا وجئتموني به.
ويسوم شيعة امير المؤمنين الذل والهوان والقتل صبرا دونما ذنب سوى التشيع لله.
وابتليت الامة بيزيد وقتله الامام الحسين عليه السلام وعيبد الله بن زياد وبنو امية من ال مروان، الوليد بن عبد الملك يجعل من القران غرضا لسهامه يرميه وكان الوليد هذا بن يزيد زنديقا ذرية بعضها من بعض، وانه افتتح المصحف يوما فرأى فيه (وأستفتحوا وخاب كل جبار عنيد) فاتخذ المصحف غرضا ورماه حتى مزقه بالنبل وهو يقول
أتوعد كل جبار عنيد * فها أنا ذاك جبار عنيد
فإن لاقيت ربك يوم حشر * فقل يا رب خرقني الوليد
ولم تنتهي دولتهم وتنقرض الا وكانوا قد شردوا الشيعة في اسقاع الارض ونواحيها.
واما بنو العباس من اولهم الى اخرهم ليس فيهم الا الجلف الغليظ حتى قال قائل أهل البيت: يا ليت جور بني مروان دام لنا وليت عدل بني العباس في النار
فقد كان يتبرك بوضع علوي في اساس البيت عند بنائه او يوضعوا بالاساطين احياء ويبنى عليهم.
وهكذا توالت عليهم خاصة وعلى الامة عامة النكبات من السلاجقة إلى الايوبيين فالمماليك، إلى الاتراك، ولم يتنفسوا من ظلم الحاكم الذي حكم باسم الدين والاسلام نحوا من ثلاثة عشر قرنا، طيلة عهد الاتراك البغيض المملوء بالمخازي والمفاسد.
وجاء عهد الاتتداب، ومن ثم عهد الاستقلال، العهد الذي تبدل فيه نوع الحكم ليس الا.
فها هو احد ملوك الطوائف يقول انه مستعد لدفع مئتا مليار دولار ولا يحكم الشيعة العراق.
ويعادون ايران الشيعية واضعين ايديهم بايدي اسرائيل حرثومة الفساد في هذا العصر، التي تحتل الارض قتلت وشردت واعتدت بابشع انواع الاعتداء،زما تزال، بمباركة عربية بل تبعث بالفاتورة الى الجيران الاخون فيدفعون بكل ممنونية.
لانها عدوة للشيعة والشيعة اعدائها الاول، فها هم يصانعهوها ويحاكونها في العداء.
ويقول الله سبحانه من قائل (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {المائدة/82})
معمر القذافي نسخة منقحة ومزيدة عن السلف الصالح اميرا للمؤمنين خليفة لرسول رب العالمين وملك ملوك افريقيا زعيم الجماهيرية العظمي يقصف شعبه بالطائرات.
هاجمته الدولة العظمى لم يحرك ساكنا سوى لسانه، هاهو يسحق جماهيريته.
صدام حسين من قبل.
حسني مبارك سرق من اقوات الفقراء سبعون مليار دولار وفي مملكته اربعة ملايين يسكنون المقابر وخمسون مليونا تحت خط الفقر.
وفي دولة مثل لبنان المنكوبة بزعمائها والمدينة للعالم باكثر من خمسون مليار دولار يسرق رئيس وزرائها فؤاد فارس في اربع سنوات تسلط اكثر من اثني عشر مليار دولار.
ويبيع حاكم السودان اخصب ارض في بلاده واغناها في العالم على الاطلاق من الذهب الاسود واليورانيوم وينزل عنها لامريكا مقابل ان يبقى في الحكم متسلطا وكان الله خلقه وخلق امثاله وكسر القالب .
وما بالك في اليمن ، والبحرين، والسعودية طوبوا الحجاز مملكة لذرية خير من عليها ال سعود ملكا لهما جيل اثر جيل الرمل والحصى والثرى وماتحت الثرى والثريا.

وقف أمامنا الحسين عليه السلام وقفته المشهودة بين يدي الوليد بن عتبة والى يزيد على المدينة ومعه مروان بن الحكم معلنا صارخا في وجهيهما وبصوت مدوى وصل صداه الينا وما يزال يغذ السير في الايام الى يوم الدين قائلا ووضعا الصفات العامة للقائد الحقيقي والصفات العامة للمتسلط الذي لا يجوز الركون اليه والقبول بحكمه: أيها الامير إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله، وبنا يختم، ويزيد فاجر فاسق قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق . ومثلي لا يبايع مثله. ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون اينا أحق بالخلافة.
وعلى الاسلام السلام اذا قد بليت الامة براع مثل يزيد.
وما أكثر أمثاله اليوم فاجرا يرث فاجر.
البلاء كل البلاء من حكام السؤ، ومن صنيع الامة وقبولها به لانها نظرت الدنيا فوجدتها بايدي هؤلاء ونظرت الاخرة فوجدتها مع الائمة ففضلوا الدنيا على الاخرة.
فهنيئا لكل منهم بقسمه.
والاخرة خير وابقى، والاخرة هي خير لك من الاولى. فسوف يعطي الله فيها حتى منتهى الرضا حياة تدوم وتبقى.

No comments:

Post a Comment