المسجد حيث القول السديد
الحمد لله رب العالمين اللهم صلى على خير الورى اجمعين رسولك المصطفى الامين وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين الهداة المهديين سيما خليفة الله الاعظم الامام الحجة اللهم عجل فرجه واجعلنا من اعوانه وانصاره وخدامه وعلى الاصحاب المنتجبين وعباد الله الصالحين ولعنة الله والملائكة والنبيين والناس اجمعين على اعداء الدين من الاولين والاخرين.
اخوة الاسلام والايمان في مشارق الارض ومغاربها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد
في مجتمع تتحكم فيه الغرائز والشهوات، وتسيطر عليه العصبيات البغيضة، وتحكمه قوانين جائرة تستعبد خلق الله الأحرار وتحويلهم إلى عبيد، بقمع الحرية المودعة فيهم أصلا من المنشأ.
في مجتمع غارق في التخلف والجهل، مجتمع يشارف على الهلاك والموت، وكما عبر عنه الله عز وجل ...وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ... {آل عمران/103}
في ذلك الجو بعث النبي محمد(ص) بالإسلام ، و" بإقرأ" نزل الوحي.
ونزل فيما نزل وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {الجن/18}.
علم الله أن سبب هلاك وتخلف هذه الأمة التي أرادها أن تكون رائدة الأمم وقبلتها وأن تكون الأمة الوسط، وأن تكون خير أمة أخرجت للناس، لن تكون كذلك ما دام دائها الجهل ودوائها العلم، فأُول كرم الوحي كان إقرا. ولما قال إقرأ؟ ولم يقل صل أو صم أو زكِ أو جاهد ؟!
هذه المعاني التي ننزلها منزل القداسة والطليعة من إسلامنا، وهي بنظرنا العنوان لإسلام صحيح.
هي كذلك، وليست مجرد عناوين، لكن يجب ان نؤديها عن عقل ومعرفة لكنهها وحقيقتها ولسبب تعبدنا بها.
إما أن نمارسها تقليدا موروثا، ونتمسك بها عصبية، أو محاباة ، فهنا تكمن العلة، وهذا بلاء امر وادهى من الجهل، وهو ما عليه الامة اليوم، وأعني بالأمة لا مجموعها الكمي بل أولئك المدعين لنخبتها، ويسوقون الناس على هذا الاساس، وهم من نصبوا أنفسهم حماة للدين وحراس للعقيدة وليطبق بحد السكين.
إن أولى المؤسسات التي بنيت في دولة الإسلام بعد الهجرة في دار الهجرة كان المسجد.
والمسجد ليس مكان لاداء الصلاة بطقسها المتعارف عليه فحسب، بل لتعلم معانيها العظام وأدائهم تطبيقا خارجه بين الناس، إنه الجامعة التي تجمع المؤمنين، يتعلمون فيه أصول دينهم ودنياهم، وهو الملجأ الذي يتوجهون إليه لحل جميع النزاعات، وربط التحالفات أمام الله وفي حضنه وتحت سقفه.
نتلمس أحينا الطريق ونخبط خبط عشواء أحيانا كثيرة نبحث عن هذا الدور الضائع للمسجد، ونعتقد أحيانا أن المسجد يمارس دوره الاول الحقيقي والمطلوب منه، فمن مكان الصلاة، وفيه تجتمعون وتتدارسون شؤونكم وشجونكم، وهو المكان الذي تلتقون فيه دونما رسميات المواعيد واللقاءات، وهو المطرح الذي تأتون بأبنائكم ليتعارفوا ويلتقوا ومنارة العلم والمعرفة.
للمسجد دور رائد ومكانه متقدمة لدي المسلمين، أراده الله ان يكون منبر الاسلام، والمصهر الذي تبنى فيه الرجال والنساء على حد سواء، يتعلمون القول الحق، والقول المقرون بالعمل،حين يتعلمون فيه آيات الله العزيز تصدح "كبر مقتعا على الله ان تقولوا ما لا تفعلون" فمن المؤسف أن يتحول دوره- لا بل يحرف- في بلاد الإسلام لاداء فرض رسمي أثناء الدوام فقط في احسن الحالات،بعد ان تحول منبرا للسلطان وألوا الامر مخدرا للمؤمنين، محولا اياهم اتباع بلهاء، لا يصدر منهم او عنهم ادنى اعتراض.
فللمسجد روحانية خاصة وعبق خاص يؤثر على اتخاذ القرار الأكثر موائمة وصوابية وأقل حدة وتطرفا، فهو ببساطة الجامع الذي لا يفرق، هكذا نفهمه.
ولكن السؤال هل هذا هو ما عليه اليوم، الجواب ابدا. لقد تطرف المسجد وراح يلفظ بنيه خارجا، اننا نجده حكرا على فئة ومحرم على اخرى من شريحة المسلمين بسبب ما يمارس فيه من أفكار ابتعدت عن الاسلام وتنسب الى الاسلام ظلماً وعدونا، وما الدليل على صحة مدعاي: الاول فعلاً هناك شريحة كبرى من المسلمين لم يعد المسجد الحالي يعني لها اي اهمية، وذلك بسبب ما تراه لا يناسب طرحها، فلا تقربه ولا تدخله.
الثاني: الجامع لم يعد جامعاً بينما الجامع الذي اراده الله ان يجمع لا يفرق فالخلل إذا ليس فيه ولا من الدين، بل من القيمين عليه، ومن طرحهم لما خلطوا بين العام والخاص، ولما قاسموا الله عبيده، ونعمه.
نتطلع دوما ونأمل ونحاول من خلال ما نبني ان نبني تلك الاخوة الايمانية المتهاوية نوعا ما بين المؤمنون.
نتطلع إلي إسلام صحيح غير مصطنع أو نسخة اخرى عنه من صنع الناس، لا من صنع الله. تنسب زورا الى الله في زمن تزوير الحقائق والاشياء كلها.
وفي ظل الحرية المطلقة التي لا يوفرها إلا الاسلام، فكل الحريات ما عداه زائفة. هنا الملاذ تلتزمون دينكم الصحيح، دونما إكراه، فكنتم حينئذ خير الأمم، الأمل الموعود، الأمل لوجه إسلام مشرق، يزيل تلك الصورة الشوهاء عن إسلام ألصق به شانؤه زورا، تهمة الإرهاب والتخلف والجهل.
الإسلام يا سادتي حرية وديمقراطية ورقي وتقدم وعلم، وقوة عظمى لا بالغلبة والقهر بل بما فيه يكمن عظمة هذا الشيء، إنه يقهر ويصهر بالسلام بالكلمة الطيبة المثلى اللتي تدعوا الى سوآء، غير أن شذاذ الافاق أحفاد بني أمية جردوه من سلاحه وصنعوا له انياب ذيب وأظافر، وهو ليس كذلك.
والإسلام بعد حياة فضلى بكل ما للكلمة من معان، وهو بعد ذلك آخرة أسعد، وما ادراك ما أسعد فالخوض في بعض تفاصيل الآخرة هذه بحد ذاته أمر مذهل.
تسألني أين هو برك هذا الذي تحدثنا عنه وكأنك تشير الى أمر منقرض.
أقول نعم لم يقيض له بعد رجال ولا نساء، فقد نام طالبوه.
المسجد الجامع هو أنت بنيان الرب، هو في كل بقعة عليها حللت، فلا يجوز تنجيس المساجد، ويجب تطهيرها من كل دنس فورا.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين اللهم صلى على خير الورى اجمعين رسولك المصطفى الامين وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين الهداة المهديين سيما خليفة الله الاعظم الامام الحجة اللهم عجل فرجه واجعلنا من اعوانه وانصاره وخدامه وعلى الاصحاب المنتجبين وعباد الله الصالحين ولعنة الله والملائكة والنبيين والناس اجمعين على اعداء الدين من الاولين والاخرين.
اخوة الاسلام والايمان في مشارق الارض ومغاربها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد
في مجتمع تتحكم فيه الغرائز والشهوات، وتسيطر عليه العصبيات البغيضة، وتحكمه قوانين جائرة تستعبد خلق الله الأحرار وتحويلهم إلى عبيد، بقمع الحرية المودعة فيهم أصلا من المنشأ.
في مجتمع غارق في التخلف والجهل، مجتمع يشارف على الهلاك والموت، وكما عبر عنه الله عز وجل ...وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ... {آل عمران/103}
في ذلك الجو بعث النبي محمد(ص) بالإسلام ، و" بإقرأ" نزل الوحي.
ونزل فيما نزل وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا {الجن/18}.
علم الله أن سبب هلاك وتخلف هذه الأمة التي أرادها أن تكون رائدة الأمم وقبلتها وأن تكون الأمة الوسط، وأن تكون خير أمة أخرجت للناس، لن تكون كذلك ما دام دائها الجهل ودوائها العلم، فأُول كرم الوحي كان إقرا. ولما قال إقرأ؟ ولم يقل صل أو صم أو زكِ أو جاهد ؟!
هذه المعاني التي ننزلها منزل القداسة والطليعة من إسلامنا، وهي بنظرنا العنوان لإسلام صحيح.
هي كذلك، وليست مجرد عناوين، لكن يجب ان نؤديها عن عقل ومعرفة لكنهها وحقيقتها ولسبب تعبدنا بها.
إما أن نمارسها تقليدا موروثا، ونتمسك بها عصبية، أو محاباة ، فهنا تكمن العلة، وهذا بلاء امر وادهى من الجهل، وهو ما عليه الامة اليوم، وأعني بالأمة لا مجموعها الكمي بل أولئك المدعين لنخبتها، ويسوقون الناس على هذا الاساس، وهم من نصبوا أنفسهم حماة للدين وحراس للعقيدة وليطبق بحد السكين.
إن أولى المؤسسات التي بنيت في دولة الإسلام بعد الهجرة في دار الهجرة كان المسجد.
والمسجد ليس مكان لاداء الصلاة بطقسها المتعارف عليه فحسب، بل لتعلم معانيها العظام وأدائهم تطبيقا خارجه بين الناس، إنه الجامعة التي تجمع المؤمنين، يتعلمون فيه أصول دينهم ودنياهم، وهو الملجأ الذي يتوجهون إليه لحل جميع النزاعات، وربط التحالفات أمام الله وفي حضنه وتحت سقفه.
نتلمس أحينا الطريق ونخبط خبط عشواء أحيانا كثيرة نبحث عن هذا الدور الضائع للمسجد، ونعتقد أحيانا أن المسجد يمارس دوره الاول الحقيقي والمطلوب منه، فمن مكان الصلاة، وفيه تجتمعون وتتدارسون شؤونكم وشجونكم، وهو المكان الذي تلتقون فيه دونما رسميات المواعيد واللقاءات، وهو المطرح الذي تأتون بأبنائكم ليتعارفوا ويلتقوا ومنارة العلم والمعرفة.
للمسجد دور رائد ومكانه متقدمة لدي المسلمين، أراده الله ان يكون منبر الاسلام، والمصهر الذي تبنى فيه الرجال والنساء على حد سواء، يتعلمون القول الحق، والقول المقرون بالعمل،حين يتعلمون فيه آيات الله العزيز تصدح "كبر مقتعا على الله ان تقولوا ما لا تفعلون" فمن المؤسف أن يتحول دوره- لا بل يحرف- في بلاد الإسلام لاداء فرض رسمي أثناء الدوام فقط في احسن الحالات،بعد ان تحول منبرا للسلطان وألوا الامر مخدرا للمؤمنين، محولا اياهم اتباع بلهاء، لا يصدر منهم او عنهم ادنى اعتراض.
فللمسجد روحانية خاصة وعبق خاص يؤثر على اتخاذ القرار الأكثر موائمة وصوابية وأقل حدة وتطرفا، فهو ببساطة الجامع الذي لا يفرق، هكذا نفهمه.
ولكن السؤال هل هذا هو ما عليه اليوم، الجواب ابدا. لقد تطرف المسجد وراح يلفظ بنيه خارجا، اننا نجده حكرا على فئة ومحرم على اخرى من شريحة المسلمين بسبب ما يمارس فيه من أفكار ابتعدت عن الاسلام وتنسب الى الاسلام ظلماً وعدونا، وما الدليل على صحة مدعاي: الاول فعلاً هناك شريحة كبرى من المسلمين لم يعد المسجد الحالي يعني لها اي اهمية، وذلك بسبب ما تراه لا يناسب طرحها، فلا تقربه ولا تدخله.
الثاني: الجامع لم يعد جامعاً بينما الجامع الذي اراده الله ان يجمع لا يفرق فالخلل إذا ليس فيه ولا من الدين، بل من القيمين عليه، ومن طرحهم لما خلطوا بين العام والخاص، ولما قاسموا الله عبيده، ونعمه.
نتطلع دوما ونأمل ونحاول من خلال ما نبني ان نبني تلك الاخوة الايمانية المتهاوية نوعا ما بين المؤمنون.
نتطلع إلي إسلام صحيح غير مصطنع أو نسخة اخرى عنه من صنع الناس، لا من صنع الله. تنسب زورا الى الله في زمن تزوير الحقائق والاشياء كلها.
وفي ظل الحرية المطلقة التي لا يوفرها إلا الاسلام، فكل الحريات ما عداه زائفة. هنا الملاذ تلتزمون دينكم الصحيح، دونما إكراه، فكنتم حينئذ خير الأمم، الأمل الموعود، الأمل لوجه إسلام مشرق، يزيل تلك الصورة الشوهاء عن إسلام ألصق به شانؤه زورا، تهمة الإرهاب والتخلف والجهل.
الإسلام يا سادتي حرية وديمقراطية ورقي وتقدم وعلم، وقوة عظمى لا بالغلبة والقهر بل بما فيه يكمن عظمة هذا الشيء، إنه يقهر ويصهر بالسلام بالكلمة الطيبة المثلى اللتي تدعوا الى سوآء، غير أن شذاذ الافاق أحفاد بني أمية جردوه من سلاحه وصنعوا له انياب ذيب وأظافر، وهو ليس كذلك.
والإسلام بعد حياة فضلى بكل ما للكلمة من معان، وهو بعد ذلك آخرة أسعد، وما ادراك ما أسعد فالخوض في بعض تفاصيل الآخرة هذه بحد ذاته أمر مذهل.
تسألني أين هو برك هذا الذي تحدثنا عنه وكأنك تشير الى أمر منقرض.
أقول نعم لم يقيض له بعد رجال ولا نساء، فقد نام طالبوه.
المسجد الجامع هو أنت بنيان الرب، هو في كل بقعة عليها حللت، فلا يجوز تنجيس المساجد، ويجب تطهيرها من كل دنس فورا.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
جزاكم الله خير الجزاء
ReplyDeleteWell said...I totally agree..
ReplyDelete