يَأْتي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ ،
مَسَاجِدُهُمْ يَوْمَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ الْبُنى،
وَ قُلُوبُهُمْ خَرِبَةٌ مِنَ الْهُدى،
قَدْ بُدِّلَتْ سُنَّةُ اللَّهِ ،
وَ تُعُدَّتْ حُدُودهُ ،
فَسُكَّانُها وَ عُمَّارُهَا أَخَائِبُ خَلْقِ اللَّهِ وَ خَليقَتِهِ .
عُلَمَاؤُهُمْ شَرُّ أَهْلِ الأَرْضِ ،
لاَ يَدْعُونَ إِلَى الْهُدى ،
وَ لاَ يَقْسِمُونَ الْفَي ءَ ،
وَلاَ يُوفُونَ بِذِمَّةٍ ، يَدْعُونَ الْقَتيلَ مِنْهُمْ عَلى ذَلِكَ شَهيداً .
قَدْ أَتَوُا اللَّهَ بِالاِفْتِرَاءِ وَ الْجُحُودِ ،
وَ اسْتَغْنَوْا بِالْجَهْلِ عَنِ الْعِلْمِ.
وَمِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحينَ كُلَّ مُثْلَةٍ ،
وَ سَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَى اللَّهِ فِرْيَةً ،
وَجَعَلُوا فِي الْحَسَنَةِ عُقُوبَةَ السَّيِّئَةِ .
مِنْ عِنْدِهِمْ جَرَتِ الضَّلاَلَةُ ،
وَ إِلَيْهِمْ تَعُودُ،
و مِنْهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ ،
وَ إِلَيْهِمْ تَأْوِي الْخَطيئَةُ .
يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْهَا فيهَا ،
وَ يَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا إِلَيْهَا .
فَحُضُورُ مَسَاجِدِهِمْ وَ الْمَشْيُ إِلَيْهَا كُفْرٌ بِاللَّهِ الْعَظيمِ ،
إِلاَّ مَنْ مَشى إِلَيْهَا وَ هُوَ عَارِفٌ بِضَلاَلِهِمْ.
يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى: فَبي حَلَفْتُ لأَبْعَثَنَّ عَلى أُولئِكَ فِتْنَةً تَتْرُكُ الْحَليمَ فيهَا حَيْرَانَ . وَقَدْ فَعَلَ ،
وَ نَحْنُ نَسْتَقيلُ اللَّهَ عَثْرَةَ الْغَفْلَةِ .
No comments:
Post a Comment