Wednesday, May 23, 2012

من رسائل امير المؤمنين عليه السلام الى معاوية


أما بعد فإن الدنيا دار تجارة ربحها أو خسرها الآخرة فالسعيد

من كانت بضاعته فيها الاعمال الصالحة
 ومن رأى الدنيا بعينها وقدرها بقدرها
وإني لاعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه ولكن الله تعالىأخذ على العلماء
أن يؤدوا الامانة
 وأن ينصحوا الغوي والرشيد
فاتق الله ولا تكن ممن لا يرجو لله وقارا
 ومن حقت عليه كلمة العذاب
 فإن الله بالمرصاد
 وإن دنياك ستدبر عنك وستعود حسرة عليك
 فانتبه من الغي والضلال على كبر سنك وفناء عمرك
 فإن حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذي لا يصلح من جانب إلا فسد من آخر
 وقد أرديت جيلا من الناس كثيرا
خدعتهم بغيك وألقيتهم في موج بحرك
تغشاهم الظلمات وتتلاطم بهم الشبهات فجاروا عن وجهتهم ونكصوا على أعقابهم وتولوا على أدبارهم وعولوا على أحسابهم إلا من فاء من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك وهربوا إلى الله من موازرتك إذ حملتهم على الصعب وعدلت بهم عن القصد
 فاتق الله يا معاوية في نفسك وجاذب الشيطان قيادك فإن الدنيا منقطعة عنك والآخرة قريب منك والسلام.

No comments:

Post a Comment