أما بعد فإن الدنيا دار تجارة ربحها أو خسرها الآخرة فالسعيد
من كانت بضاعته فيها الاعمال الصالحة
ومن رأى الدنيا بعينها وقدرها بقدرها
وإني لاعظك مع علمي بسابق العلم فيك مما لا مرد له دون نفاذه ولكن الله تعالىأخذ على العلماء
أن يؤدوا الامانة
وأن ينصحوا الغوي والرشيد
فاتق الله ولا تكن ممن لا يرجو لله وقارا
ومن حقت عليه كلمة العذاب
فإن الله بالمرصاد
وإن دنياك ستدبر عنك وستعود حسرة عليك
فانتبه من الغي والضلال على كبر سنك وفناء عمرك
فإن حالك اليوم كحال الثوب المهيل الذي لا يصلح من جانب إلا فسد من آخر
وقد أرديت جيلا من الناس كثيرا
خدعتهم بغيك وألقيتهم في موج بحرك
تغشاهم الظلمات وتتلاطم بهم الشبهات فجاروا عن وجهتهم ونكصوا على أعقابهم وتولوا على أدبارهم وعولوا على أحسابهم إلا من فاء من أهل البصائر فإنهم فارقوك بعد معرفتك وهربوا إلى الله من موازرتك إذ حملتهم على الصعب وعدلت بهم عن القصد
فاتق الله يا معاوية في نفسك وجاذب الشيطان قيادك فإن الدنيا منقطعة عنك والآخرة قريب منك والسلام.
No comments:
Post a Comment