Monday, March 1, 2010

هل نحن على العهد



هل نحن على العهد
في اجواء ولادة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ولادة الاسلام طبعا وبالتالي ولادة دولة الله على الارض التي يستظل بفيئها الناس ويعيش في ظلالها العالم اجمع دولة الوسط ودولة العلم التي شعارها (إقرأ) دولة كان من المفترض لها ان تكون شعاعا للعلم ومنارة للعالم، ونكون العرب طليعتها والمسلمين سادتها ومعلمي مبادئها، عنا ومنا تاخذ الدنيا باسرها ما ينفعها من علوم وقيم ومثل انسانية راقية، فعلينا انزل الله تعالى خير دين وخير دستور ونظام بخير نبي عربي، ونظاما عالميا جديدا بحق.

هل حقا قامت للعرب دولة وحضارة ومجد مزعوم نبكي على اطلاله،اذا ما الذي حدث وماذا جري واين الخلل ومن السبب، ما الاسباب التي حالت دون ذلك وهل ما نحن عليه اليوم كاف ومحقق لما اراد الله من بعثة نبيه الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم. فلنعد لنقرأ المشهد من جديد فتعالوا معي الى التاريخ نحدثه لعله يجيب ؟
... فمن قوم خاملي الذكر ومسدودي الافق والمستقبل من قبائل متناحرة وشراذم شعوب تتبع سياسيا الى فارس بواسطة ملوك الحيرة.
من قوم عبر عنهم الله عز وجل كنتم على شفا حفرة من النار وكنتم امواتا
وقام الاسلام موحد بين المتنافرين الأضداد وجمعهم في نطاق واحد بعد ان مزقتهم العصبيات وكادت ان تفنيهم الصراعات القبلية وتقضي عليهم.
واذا بالدين الجديد يحولهم بين عشية وضحاها الى شعب ممتلئ حمية ونشاطا وحماسة لقومية جديدة الا وهي الاسلام وهيأهم الدين الجديد الى ان يسخروا من الموت ويستهينوا بالحياة لما وعد المتقون.
من شراذم متفرقة تحولوا الى دولة قوية دبت في نفوس اهلها الحياة وبعثت من جديد، اعطاها الاسلام دفعا ودفقا استعاضت به عن عددها القليل الذي كان مصدر القوة فاستقووا بالاسلام، وخلال مدة وجيزة صارت حدود دولة الاسلام تخوم بزنطة بعد ان استولوا على اغني اطرافها وهي بلاد الشام والجزيرة، وقد تجاوزوا ايران وما وراء النهر وخضعت لهم مصر الخصبة الغنية ونواحيها.
هذه هي الحال باختصار شديد لما كانت عليه حال العرب قبيل البعثة واثنائها.
ويتوفى الله عز وجل نبي الاسلام الذي كان قد اخذ على المؤمنين عهودا ومواثيق وبيعة عن الله عز وجل عند غدير خم، فاذا بالبيعة تنقض ويخلف العهد، وباتفاق من ابي بكر وعمر وابي عبيدة كانت نتيجته مبايعة ابي بكر بالخلافة بالرغم من الفاصل الزمني القصير عن بيعة الغدير، وبيعة ابي بكر الذي قامت بوجهه ما اطلق عليه حروب الردة التي قمعت بالعنف وبالقوة ودون هوادة ورحمة، وكثر الأدعياء الكذابون وكل ذلك مردة الاستهانة بعهد النبي. وتقول روايتها ان العرب ارتدت بعد رسول الله الا قليل والواقع والحقيقة ان العرب بعد ان بلغها وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وتسلم ابي بكر الخلافة استنكرت وابت ان تعترف بذلك لان في عنقها بيعة لعلي بن ابي طالب عليه السلام حسب ما اخذ النبي منها ذلك يوم الغدير واعتبروا ان تولي الخلافة من قبل ابي بكر نقض لتلك البيعة وبالتالي رفضوا ان يسلموا اموال الزكاة والخراج الا الى السلطة الشرعية وعاد جباة الزكاة الى الخليفة خالي الوفاض وقالوا ان القوم ارتدوا ولن يدفعوا ما عليهم من زكاة.
هي اولى محاولات العصيان المدني التي حدثت في العصر القديم ولتبرير الحملة على اولئك العصاة بنظر السلطة لا بد من مسوغ شرعي ووجد الحل انهم ارتدوا وكان من امرهم ما كان.
كانت هذه وما تبعها من احداث انقلابا على الاسلام وهي التي حالت دون قيام دولة الاسلام فما جري من بعد وان كان فيه مصدر قوة الا انه لا يعدو بنظرهم عن كونه جاهلية جديدة وقفزة جديدة للعرب من نطاق ضيق مجاله الحجاز فقط مارسوا فية غزوهم وسلبهم وصراع الاقوى الى مسرح اكبر امتد خلال مدة وجيزة ليشمل العالم القديم تقريبا.
فقد فتحت الغزوات او ما سمي بالفتوحات شهية العرب على المزيد من التوسع والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه هل كان نشر الاسلام هو الهدف مما عرف بالفتوحات ، الجواب ببساطة كان الغطاء للتوسع الذي يدر اموالا وانعاما وعبيدا وجواري واراض وممالك يتولى عليها، والاسلام اخر الهم وشواهد التاريخ كثيرة وحاضرة. بل ان العرب الفاتحين سائهم اسلام اقوام دخلوا فيه خوفا وطمعا بل ان في كثير من الاحيان لم يقبل اسلامهم لماذا لان القاعدة الاسلامية تقول ان الاسلام يجب ما قبله وبالإسلام تحفظ الاموال والدماء والأعراض فلم يسلم الكثير من بلاد سجستان وما ورائها (الجمهوريات الاسلامية في الاتحاد السوفياتي السابق) من القتل والسلب والنهب والسبي بالرغم من اشهار اسلامهم، ولا حملات الختان الجماعية التي قاموا بها طوعا لتاكيد الهوية الجديدة ؟
وقامت دول للامويين والعباسيين وسلاجقة ومماليك وبويهيين واتراك. ماذا قدموا للاسلام اين دولتهم، اموال طائلة وهائلة اضخم في ذلك الزمن من اموال النفط في ايامنا بددت على الحريم من قيان وجواري وغلمان وملذات فضاعت في التاريخ. اين اثار تلك الدول، بضعة مساجد وتكايا، هل الاسلام مسجد فحسب، ربما لتاخذ فيه الفتوى بقتل الاخوة فقط.
الباقي وشهادة للتاريخ الازهر الاثر الفاطمي الجليل ولوا دفع الله لنقب حجارته صلاح الدين لانه من الارث الفاطمي مع ما اتلف من مكتبته الاغنى على الاطلاق اذاك. ذكر انه رمي بظاهر القاهرة من كتب الازهر مئتا لاف مجلد معضمها بخط اصحابها حتى عرفت بتل الكتب. نعم نبغ بعض الاعلام المعدودين من اطباء وعلماء كيمياء وفلك وحساب وعلم الهيئة والاجتماع، كانوا افرادا قلة، ومبادرات افراد، وعاشوا في فقر وخوف ومطاردة من السلطة كثيرا من الاحيان، لمصادرتهم لمصلحتها فلا يطيب الكلام الا للسلاطين.
فلم تقم للاسلام دولة لانه لم يقيض له رجال ليقوموا به لان الاوائل قدموا من اخر الله واخروا من قدم وسارت سنة الى يومك هذا ولن اطل الشرح فتأمل مليا.

No comments:

Post a Comment