Friday, December 24, 2010

أجمل ساعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لمن هو اهلا للحمد بجميع الحمد، والحمد لمن لا يحمد على مكروه سواه.
والصلاة على النور في الديجور نبي الرحمة وعلى مصابيح الهدى أمير المؤمنين والحسن والحسين والتسعة المعصومين من ذريته تاسعهم مهديهم أللهم عجل فرجه واجعلنا من انصاره وكحل أعيننا بنظرة إليه.
السلام على الاخوة المؤمنين والمؤمنات في شرق الارض وغربها،
عربها وعجمها ورحمة الله وبركاته.
وبعد


نودع عاماً من حياتنا ومن عمر الدنيا ويضاف الى عداد السنوات المنصرمة.
ومستقبلين اخر، وكأن عمرنا يقاس بالسنوات وان عمر الدنيا يقاس بالسنوات ايضا.
وهذا محض اشتباه.... نحن من صنع هذه المعادلة وأطلنا العد والحساب علنا نحضى بمزيد من السنوات. ولكي نبرر لأنفسنا التسويف والتلهي وإضاعة العمر الذي نحسب انه طويل، وان هناك دائما مقولة نعزي بها انفسنا او نبرر على حد سواء "بعد بكير" او ما زال متسع من الوقت من العمر الاسبوع القادم الشهر الثاني السنة الاتية بعد سنوات حينما ابلغ من العمر كذا بعد ان يكبر الاولاد بعد ان ازوجهم حينما اتقاعد وغيرها وغيرها من قائمة التبريرات للنفس متغافلين عن عمد او غير عمد ان العمر ينتهي فجاة وفي كثير من الاحيان بدون سابق انذار.
إذ أن أعمارنا تقاس بالايام والساعات والدقائق إن لم يكن بأقل منها.
هذا أمير المؤمنين يخاطبنا قائلاً الدنيا ساعة، أي اعماركم لا عمر الدنيا أو إن كانت أعماركم كعمر الدنيا فهي بالنهاية ساعة. فاجعلها طاعة.أجعلوها طاعة.
وهنا بيت القصيد.
فنحن عبيد ونحن أسارى والعبد وما ملك ملك سيده ومولاه.
والسؤال الكبير الذي يلفنا جميعاً هل نحن حقا نملك حياتنا؟
هل نملك اعمارنا نقطعها كما نشاء وكما نرتأي نقططع منها بعض وقت لله نؤدي له فيها فروض الطاعة المفروضة وباقي الوقت ملكنا؟
بينما نحن في الواقع لسنا أحرارأ ، ولا مطلقي القيد والعنان، إننا ببساطة أسرى لله عز وجل في كل تصرفاتنا وما تحت ايدينا ليس ملكا لنا، وما نحن نزعم اننا اولياء عليه الله ولينا فيه.
وبالتالي وقبل التالي حياتنا هذه ليست ملكنا أبدا كما نظن ونعتقد.
فلا يحق لنا ان نتصرف فيها على هوانا وكما يحلوا لكل منا ويطيب، ابدا اننا اسرى قيود صنعة الله عز وجل اسمه. ولا يحق لنا ان نتصرف وننفق إلا وفق ارادة الله تعالى ونظامه ومنهاجه وشرعته، وبعد سؤاله وأخذ موافقته ورضاه وإلا يكون تصرفا غير ممضى ولا جائز.
وعليه اي تصرف منا لا يعكس هذه الارادة هو ممنوع حرام.
الامر الموجه لنا ومن ضمن المسموح في عالم العبودية ان نتصرف وفق صيغة معينة فقط شاملة لكل الأشياء لم تترك صغيرة ولا كبيرة إلا وفيها ولها حكم تكليفي بحقنا.
وعلى هذا الاساس وانطلاقا منه ان مقياس أعمارنا هو الثواني لا السنوات وان الدنيا برمتها طاعة اذا ما وقفت على الله تعالى.
وللذين قد يخيفهم هذا الكلام ويزعجهم ويثير حفيظتهم فتختلط عليهم الاشياء. فيهذي:
ظلم عدل حرية تسلط وغيرها من عبارات اعتدنا ان نوجهها الى اهلنا الاباء الامهات الاخوة الاكبر منا المدير في العمل الاستاذ الدولة الامن اجهزة القمع وغيرها من ادوات كبح جماح او حرية.
هذه المفردات لا تليق ان تذكر بحضرة الله تعالى فان كنا اعتدنا الظلم من بعضنا وصرنا مسكونين به فالله منزه عن ذلك.
إن ما يتخيل إلينا أنه تحكم وتسلط وقهر بنحو من الأنحاء هو محبة وحسن تقدير وصنيع من الله ولعلمه بالمصالح والمفاسد ولإرادة الخير لبنيه ولكونه الرحمن الرحيم.
ما علينا للتصديق إلا الإذعان ولا نملك إلا أن نذعن ونتذوق طعم ما نظن أنه مر
سندرك حينها من كونه الحلاء بعينه.
وكيف يكون ذلك؟
هو أن نمضي في دنيانا وفق صورة أهل البيت عليهم السلام، نؤكد خطواتهم، وصحة ممشاهم، وصدق حديثهم، وقوة حجتهم، وسطوع برهانهم ومنطقهم.
كل ذلك فينا.
عصمنا الله واياكم من مظلات الاهواء والفتن.

1 comment:

  1. أحسنتم مولانا، الله يبارك فيكم

    ReplyDelete