Wednesday, May 5, 2010

من وحي فاطمة الزهراء سلام الله عليها

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبين محمد النبي العربي الامين وعلى ال بيته الغر الميامين وصحبه الكرام المنتجبين والذين اتبعوهم باحسان واللعن الدائم المؤبد على اعدائهم اعداء الدين.
قال الله تعالى:
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ



الصلاة والسلام على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين نسمة الامل وام الحسنين وزوجة الكرار وبضعة المختار السيدة الطاهرة الزكية التقية ذات النفس الابية.



قبل الولوج الى الموضوع لا بد هنا من مقدمة
التشيع بنظرنا وبالواقع هو الاسلام.
والاسلام هو التشيع.
وارتبط التشيع بعلي بن ابي طالب عليه السلام وكذلك بفاطمة الزهراء فالائمة من ولدهما، سفن النجاة.
فكما ليس هناك من دين لولا علي بعد رسول الله طبعا، لم يكن هناك تشيع لولا فاطمة عليها السلام، ربما كان هناك دين يدعى الاسلام والاسلام منه براء.
لقد جاء الاسلام بنظام عالمي جديد واحياءً لقيم دفنتها الايام وضاعت من بين الانام
كيف ألج الى الزهراء وأي الوجوه اظهر كيف لا وهي الزهراء الحوراء الانسية روحي لها الفدا.
لذا قررت ان أتناول في مداخلتي هذة جانب من جوانب الزهراء عليها السلام واسلط الضوء عليه وهو الزهراء المرأة
فقد جمعت الطاهرة كل خصال الخير والرفعة والشرف
ابنة خاتم الانبياء وزوجة سيد الاوصياء وام لسيدي شباب اهل الجنة وام ابيها ونفس خديجة الكبرى
المرأة ام الابنة أم الزوجة
اما الزهراء المرأة، المسلمة المؤمنة المثابرة المجاهدة المكافحة حتى يعجز البيان عن تعداد صفاتها ولا غلو في ذلك بل منتهى التقصير في حضرتها
امرأة وعت الاسلام بحذافيره وامنت به بوعي المؤمن العاقل لا لكونها ابنة النبي محمد(ص) المقلدة التي ولدت في بيت يحتم عليها سلوكا نبويا فالقران حدث وارخ لابناء انبياء وزوجات انبياء لم يعصمهم كونهم من بيت نبوة او لصيقي نبوة
في عرف اليوم وقيمه تذكر المراة بجمالها
نحن لم نعرف شكل فاطمة وقوامها ومقدار جمالها بالرغم من ان اسمها ينبئ عنها (فهي الزهراء) وغاب عنا رسمها ولم تصلنا صورتها الا انا نحبها ونقدرها ونجلها لسببين حقيقين
اولهما عقلها الراجح وايمانها الراسخ وثبات عقيدتها
والثاني هو ان حبها من حب رسول الله وحبهما حبا لله عز وجل وطاعة ولانها من اصول تلك الشجرة الطيبة المباركة التي تؤتي اكلها كل حين باذن ربها فمعلوم ان شجر الدنيا يثمر مرة في الموسم اما شجرة النبوة فمثمرة دائما اما مددت يدك اعطتك حكمة وهدى وصراط مستقيم وعزاء في دار البلاء
هي سلام الله عليها بالرغم من قصر عمرها الشريف -ثمانية عشر ربيعا- قدمت ما تعجز أمم أن تقدمه في عشرات السنين فقد ضرب الله بها لنا مثلا ان الحياة لا تقاس بقصر العمر ام بطوله بل بماذا تحوز وتعمل فيه وماذا تحقق
الدنيا ساعة فاجعلها طاعة قول لامير المؤمنين ع

اما الزهراء المرأة
هي الكاملة التي اراد من خلالها الله ان تكون النموذج للمرأة المسلمة
فقد امر بحجابها لا تعقيدا لحياتها وقمعا لحريتها وسترا لجمالها وانها عورة . إن الله ستر من المرأة الجسد وحجبه ليطلق العنان للعقل ولم يقيده الا بما يضر به ويشينه ويزريه واراد ان تقاس المراة برجحان عقلها وايمانها لا بشكلها الخارجي وجمال القد بل برجحان العقل والتدبير
والا فمن يقدم على مجنونة غير انها جميلة الجميلات

ان اول شرعة ودين انصف المرأة انصافا كاملا حتى الان هو الاسلام الذي كان سباقا ولا يزال بالرغم من ادعاءات كاذبة حررت المرأة لتستغل وليس لرفع قيود عنها بل لوضع اغلالا واصفاد انظروا الى صورة المراة في بلاد الحرية وانتم تحكمون لو انصفتم فهل انصفت.

الزهراء الابنة
توفيت امها خديجة الكبرى سلام الله عليهما وهي صغيرة حدث السن وتركتها بين يدي اب لا تعوزه المشاغل فبين هو يبني الاسلام ويصدع بما امر يفجع بالناصر والحامي والباذل عنيت خديجة وتترك له ابنة بامس الحاجة في عمرها الى امها فاذا بهذه الطفلة الجبارة الواعية لكل ما يدور من حولها تقوم مضطلعتا بدور امها ولم تشعر اباها انها عبئ عليه او ان امرا قد تغير فهي الابنة التي تدخل السرور الى قلب ابيها وتقف بجانبه تؤازره كما كانت تفعل والدتها العظيمة وتحنو عليه حنو الام الرؤم العطوف فاذا بها يناديها ابوها فاطمة ام ابيها
السر في ذلك انها وعت الاسلام على حقيقته فعاشته ايمانا راسخا كالجبال وانها وعت الدور العظيم لابيها ولذاتها الشريفة.
تتحمل مع ابيها كل التبعات التي اقتضتها المرحلة الصعبة من تاريخ نشر الاسلام فها هي مدافعة عنه ذابة اذى قريش له ،تحبس معه في الشعب وتهاجر لحوقا به بعد تهجيره قصرا عن ارضه التي ولد فيها وجوار بيت الله فتنتقل الى المدينة نقلة نوعية جديدة، هناك حيث خطا الاسلام خطواته الكبرى وشاء الله له ان ينتشر

وأما الزهراء الزوجة
تتاهل بعلي عليه السلام الذي لولاه ما وجد لها كفؤ على وجه الارض
ويزوجهما الله في السماء قبل الارض وبمجمع الملائكة تحت شجرة طوبى التي تنثرلالئها كرمى لنفس المصطفى التي بين جنبيه وتلتقطه الملائكة والحورالعين وانهن يتهادينه ويفخرن به الى يوم القيامة فانه من نثار فاطمة عليها السلام .
ويهبط جبريل عليه السلام زافا البشرى الى نبي الرحمة وينبئه عن الله عز وجل ان يزف الزهراء لعلي وان يبشرهما بغلامين زكيين طاهرين طيبين خيرين فاضلين في الدنيا والاخرة .
فيدق الباب عليٌ فيلقاه النبي هاشا باشا وينبأه الا واني منفذٌ فيك امر ربي عز وجل ومزوجك على رؤوس الاشهاد وذاكرا فيك من فضلك ما تقر به عينك واعين محبيك .


لكن يا رسول الله لا املك الا سيفي ودرعي وفرسي وناضحي
اما سيفك وفرسك وناضحك فلا غنى بك عنها تقاتل المشركين واما درعك فشانك بها
فينادي بلالا ان يجمع الناس فيرتقى النبى (ص) منبره ووجهه متهلالا فرحا فحمد الله واثنى عليه وقال معاشر الناس ان جبريل اتاني انفا فاخبرني عن ربي عز وجل انه جمع الملائكة عند البيت المعمور وانه اشهدهم جميعا انه زوج امته فاطمة ابنة رسول الله من عبده علي بن ابي طالب وامرني ان ازوجه في الارض واشهدكم على ذلك
قم يا ابا الحسن واخطب لنفسك . فقام فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه واله الحمد لله لانعمه واياديه ولا اله الا هو شهادة تبلغه وترضيه وصلى الله على محمد صلاة تزلفه وتُخطَيه والنكاح مما امر الله عز وجل به ورضيه ومجلسنا هذا مما قضاه الله واذن فيه وقد زوجني رسول الله صلى الله عليه واله ابنته فاطمة وجعل صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك فاسالوه واشهدوا.
ثم قام الى السوق وباع درعه باربعمائة درهم واعطاها لرسول الله فقبض منها قبضة فكانت ثلاث و ستون درهما ودفعها الى ابي بكر وبعث معه سلمان الفارسي ليشتريا جهازا للعروسين
الجهاز المبارك
فراشا من خيش مصر محشوا بالصوف ونطعا ووسادة حشوها من ليف النخل وعباءة خيبرية وقربة للماء وكيزانا وجرارا ومطهرة للماء وستر صوف رقيقا وضعت بين يدي رسول الله ص الذي بكى وجرت دموعه ورفع راسه الى السماء وقال اللهم بارك لقوم جل انيتهم من الخزف.
وسكنا غرفة واحدة ملاصقة لبيت ومسجد الرسول الذي لم يغير من عادته مدة حياته انه كلما كان خارجا لا يدخل بيته قبل ان يقف بباب الزهراء سلام الله عليها قائلا السلام عليكم اهل البيت
طحنت بيديها الشعير الذي كانت تصنع منه اقراصا لطعام اسرتها وكم من الايام والليالي باتوا وطووا الايام بلا طعام سوى شربة ماء وان كان لديهم غموس او طبق اخر مع قرص الشعير كان الملح الخشن وكان نعم الطعام والزاد الذي لم يسمع انهم اشتكوا يوما منه بل حمدوا الله وشكروه ان يديم عليهم النعمة وهم الذين لو شائوا ان يقسموا على الله العزيز ان يحول لهم رمل الصحارى تبرا ما بخل عليم قط وكيف لا وهم الذين خلقت الدنيا باسرها من اجلهم ونحن ان كنا نتنعم بالحياة فبفضلهم وبركتهم
هذا هوا جهاز وحياة من ليس لها نظير على وجه الارض ولا كفؤ إلا علي ابنة اعظم نبي.
اما الزهراء الام
لا يوجد ولن يوجد على وجه لارض أسرة أكرم وأرفع وأعظم من الاسرة التي شكلتها الزهراء مع أمير المؤمنين عليهم السلام.
فقد جمعت كل خصال المجد .
الجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واي رسول جبريل خادمه.
الجدة أم المؤمنين والمؤمنات خديجة الكبرى.
والجد الأعلى ابو طالب سيد البطحاء. والجدة الكبرى فاطمة بنت اسد ام النبي الحانية.
الام فاطمة الزهراء روح النبي التي بين جنبيه.
والاب علي بن ابي طالب امير المؤنين وسيد الوصيين وكفى بذلك فخر.
الحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة وزينب الكبرى والم كلثوم هم الابناء
وفوقهم تواضع لله عظيم
هذه الاسرة الفقيرة بمعايير الدنيا ذات الحياة البسيطة. انما الاغنى على وجه الدنيا.
غنية بقيمها وذاتها الانسانية سيبقى اهل البيت نموذجا للمؤمن والمؤمنة المهتدي الذي تصغر الدنيا في عينيه الا ليقيم حقا ويدفع ظلما وينصر مستضعفا
لكن لا يوجد على وجه الدنيا اسرة بهذا الشرف وعظيم النسب تعرضت للاذى والنكران من امتها كهذه الاسرة وليس بعد زمن فبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المغتسل كانت الطعنة الاولى وتوالت الطعنات والغدر هكذا حفظت الامة ووعيت وصية عظيمها ومنقدها من الردى والنار ( قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى) اني مخلف فيكم الثقلان كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانظروا كيف تخلفون.
ايام قلائل واذا بالحطب يجمع على نفس الباب الذي طالماوقف عليه نبيهم اخذا بعضادتيه مسمعا مناديا ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا )
ويساق عليا مكبلا ليبايع ويركض الى قبر حبيبه باكيا شاكيا يابن عم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلون
ويدس السم لريحانة رسول الله الحسن عليه السلام ويطاف براس الحسين من بلد الى بلد وزينب وام كلثوم وياقي الشرف سبايا يعرضن على القاصي والداني ويذوقون الوان الهوان .
والصبر رائدهم والموعد الجنة والحكم يومئذ لله يوم القيامة
ويسقط الابناء امام اثر امام لا ذنب لهم الا انهم يريدون ان يحملوا الناس على المحجة البيضاء.
ابدا لا يوجد امة على وجه الارض ناكرة للجميل وهكذا يكافئ النبي الذي مد يد الله اليها وانتشلها من الموت. من الاندثار وشفير النار.

خاتمة
نتذكر الزهراء(ع) والائمة(ع) لا لنبكيهم و نندبهم و نحزن عليهم انما لنحذو حذوهم و نتشبه بهم. و لكنا لسنا الزهراء و لا علي و لسنا أئمة معصومين سيقول قائل.
و اقول إن لم تكونوا كراما فتشبهوا.
حاولوا جربوا تخلقوا باخلاقهم و ستنجحوا سترون ان العصمة صنع فعالنا.
إن أهل البيت لم يستعينوا بخارق المعجزات ليكونوا ما كانوا عليه بل استعانوا بكوامن شخصياتهم و ما اودع الله فيهم من عقل وجوارح واحاسيس، الفرق انهم سخروه كله و صبوه في درب الله، فطابت حياتهم حتى الاذى والظلم الذي الحق بهم حولوه عبادة يجزون عليها.
فقد وجدت الزهراء في قرص الشعير الخشن و آنية الفخار خير جهاز لدنيا فانية ما هم ان تنعمت بالديباج والحرير وحفت بالغلمان و الخدم ان كانت ستترك الدنيا بكفن خشن وتسكن التراب.
واستشهدت الزهراء بحسرتها واجدة على الامة و هي تقول: "لو تركوا الحق على اهله واتبعوا عترة نبيه لما اختلف في الله اثنان ولورثها سلف عن سلف وخلف من بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين عليه السلام."

هذا بعض من كثير الفيض من غيض. علني اكون قد وفقت في اظهار بعض حق جدتي الزهراء صلوات الله عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها.

السلام على الزهراء يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية.


No comments:

Post a Comment