Tuesday, May 25, 2010

نكبة أمة



نكبة أمة
خطبة اليوم وكل يوم

أصدر الكيان الغاضب منذ أشهراً قراراً يمنع بموجبه ما يسمى بعرب الثمان وأربعين من الحزن والحداد في يوم النكبة واستعمال هذا التعبير والاحتفال السلبي به.
إثنان وستون عاما من الضياع، والتشرذم، والانقسام، والاتهام المتبادل والتخوين.
إثنان وستون عاما على ضياع فلسطين وأهلها ينظرون اليها تغتصب كل يوم دون ان يحركوا ساكنا.
أما شبعتم من الجاهلية؟
إثنان وستون عاماً على عبادة الاصنام ظناً أنهم سيعيدون لنا فلسطين!
كثرة هم، ولكن كغثاء السيل، زبداً طافيا، لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا.
إثنان وستون عاماً والصهاينة يوطدون جذورهم في الارض عميقا، وتنسل فلسطين من بين أيدينا يوما بعد يوم ولا يربطنا فيها سوى شعيرات رفيعة وخيوط واهية، هل اختزلت فلسطين بغزة، وصار الانجاز الاكبر ان نحفر نفقاً لنتنفس منه بعض هواء. ام هي فقط بيت السلطة في المقاطعة في رام الله.
وان اقصى المنى ان نجمد الاستيطان في موسم الامطار والعواصف والبرد، ثم يعود لينشط من جديد أول الربيع.
عجباً ترضون باحتلال ينموا باطراد ويزداد ويستقدم قطعان المستوطنين من كل مكان، ولا يريدون له بناء المستوطنات إنها المهزلة بعينها.
هل أفلس الشعب الفلسطيني ثورياً ولم تعد فلسطين تنجب أبطالا وثوار.
هل أصبحت فلسطين عاقراً وأمسى بنوها عقيم وعاقيين.
هل أصبح الحلم بالتحرير كابوساً مزعجاً وأشبه بالهذيان المستحيل.
ألئن العرب وعلى رأسهم السعودية أوقفت المزراب للثورة وأصبح المال للإنبطاح والتطبيع فقط، لا لشراء الرصاص والسلاح.
ام أنه الركود المالي الاقتصادي العالمي العام أثر فيها؟...
هل يا ترى العواطف والثورات والتحرير وحب الاوطان، أتراهم يخضعون للبورصة.
ماذا حدث
إنه الاوان الحقيقي للثورة، وفي قمة غطرسة اسرائيل وجموحها وعنجهيتها وجنوح العالم نحوها وتأييدها في غيها وباطلها وعسفها، واستخفافها بأبسط القيم الانسانية والشرع الدولية.
لا بد من إعادة التذكير أن هناك شعباً حي معذب يرفض الرضوخ للنسيان والقهر والمعس.
إنه الاوان الحقيقي نعم... لكون العرب قد تخلوا عن ضح المال الحرام الذي تشترى به الثورة والثوار.
إنه الزمن الصحيح للنهضة بالدم وعرق الجبين.
آن الاوان لعودة فتح منظمة للتحرير بدم جديد، وثوار جدد، فقراء وبسطاء مغمورين يقض مضاجعهم الحنين وحب فلسطين، يشترون من مال الفقراء أمثالهم رصاص محكم التصويب الى صدور العدو.
إنه الاوان الحقيقي والزمن الافضل بعد إفلاس الجميع وانباطحهم والتزامهم محاصرة المقاومة وقيام معادلات الخنوع.
إنه أوان الفدائي الذي يسكن المغارة ويلتحف السماء ويفترش الارض الحنون التي ستحتضنه بدفئ الام الحانية. يحمل بندقية الثائر والعبوة ليس له هدف إلا التحرير، وعينه على فلسطين،لا شئ عدها...
لا على عز وجاه ومواكب وفيلات ورواتب ومخصصات.
الهدف فلسطين هي الفريضة الراتبة.
إن فلسطين اليوم أحوج ما يكون الى أبناءها المخلصين لقضيتها المركزية الجوهرية، بعد أن بيعت في سوق النخاسة والمساومات والسمسرات والمفاوضات بأبخس الاثمان.
رصاصاتكم اليوم أيها الثوار تصيب ألف مقتل وألف صدر عدو.
فشمروا عن سواعدكم يا أبناء فلسطين واحسنوا التهديف والتصويب فالمتربصون بكم كثر.
وما حك جلدك مثل ظفرك فتولى انت جميع امرك.
... لكن الحق قد قيل " إن شرف القدس يأبى أن يتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء"...


No comments:

Post a Comment