Friday, May 14, 2010

رسالة الجمعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله العلي العظيم والصلاة على سيد الأنام والمخلوقين أجمعين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
السلام عليكم إخوتي أخواتي جميعاً في مشارق الارض ومغاربها ورحمة الله وبركاته
وعضم الله لكم الأجر بشهادة السيدة الزهراء عليها السلام.

قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً {الإسراء/84}

ها هو اسبوع اخر ينضم الى تراكم الايام والاسابيع والشهور والسنين التي انسلت من عمرنا ولا يمكن استرجاعها بعد اليوم واننا تركناها تذهب خفيفة او ثقيلة ملئت ما كان يجب ان تملء فيه ام بعكس المطلوب
الا وان ايام العمر عبارة عن خزائن للتموين، تمون فيها يوما اثر يوم وتدخر فيها ما من المفترض ان ينفعك يوم الفاقة يوم العوز يوم الحاجة في سني الجدب والقحط وانحباس العمل النافع بل ترقب وحصاد.
فمن خفت موازينه فهو في عيشة راضية ومن ثقلت موازينه فامه هاوية، قيل يهوي سبعين خريفا على راسه الى جهنم والنيران والعياذ بالله.
صحيح ان العمر هو اثمن ما في الوجود فكل شئ محتاج اليه وهو الرصيد الاساس وهو رأس المال الحقيقي الذي به نتجر وهو ما سنحاسب عليه وعلى ما اجترحنا فيه في ايامنا.
ايها الاحبة ايها الاخوة والاخوات عمر الانسان غال وثمين فلينظر كل منا كيف يذهبه وينفقه، فان اذهبه وصرفه في مرضاة الله صرفه محبة واخلاص في العمل ومع الناس حسن جوار واخلاق حسنة وصحبة للحياة لا اسراف فيها ولا تبذير لا على النفس ولا على الاخرين فيكون فيمن احسنوا العمل.
وان كان عكس هذا فذاك الخسران الكبير.
العمر مهما طال فهو قصير ولا يدع مدع ان ماذا استطيع ان افعل بايامي القصار هذه، إن الزهراء عليها السلام التي غادرت الحياة في مثل هذه الايام وفي عمر الزهور ثمانية عشر ربيعا او اكثر بسنتين بهذه الايام القصار من عمرها الشريف استطاعت ان تحجز لنفسها مكانا عليا عند الله بحسن الصنيع، لا لكونها ابنة خير الانبياء، وزجة خير الاوصياء، وام سيدي شباب اهل الجنة، بل بكفائتها بوأها ربها ما بوئها.
احبتي ان كل ما بين ايدينا وندعي ملكيتنا له او حيازتنا له وانه من خاصتنا لنا ملء الارادة فيه، بالواقع انه ليس كذلك بدليل انك تفقده وليس لك القوة والقدرة على استرجاع ما ضاع منه ولو بالقوة.
إذا لا يبقى الا ان نكون نحن مستأجَرين له لا مستأجِرين أعارنا الله الوقت المدة كي ننفق ما اعارنا اياه في طاعته وحسن الصنيع لا ان نتصرف كما يحلو لنا لان الموعد غدا والحياة هي المضمار والسبق الى الجنة ان شاء الله
الحياة هي لنا نعم. بمعنى ان ننفقها في كل ما من شانه ان يبقينا في دائرة الله تعالى وفي حرز عينه التي لا تنام وان لا نجعله يقلينا ويشيح بوجهه الكريم عنا.
ففلنعمل كل ما من شانه ان تبقي نظراته الراضية من عليائها تشخص الينا لا تمقتنا وتزدرينا.
الحمد لله
نسال الله تعالى ان نكون ممن يستمع القول فيتبع احسنه

No comments:

Post a Comment