Friday, May 7, 2010

رسالة الجمعة


اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والحمد حقه كما هو اهله ويستحقه ونعوذ به من شرور انفسنا وسيئات أعمالنا ونسأله ان يهدينا سواء السبيل فإن من هدى الله لا مظل له ومن اظل فلا هادي له
والصلاة والسلام على سيد الأنام النبي العربي الامين المصطفى المطهر أحمد.
وعلى عترته الطيبين الطاهرين سفن النجاة وحبل الله المتين والعروة الوثقى التي لا انفصام لها
وصلي يارب وبارك على علي أمير المؤمنين والحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة وعلى التسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام، تاسعهم قائمهم اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من خيار أعوانه وانصاره.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني المؤمنين والمؤمنات في مشارق الارض ومغاربها
ها هي خطبة الجمعة الألكترونية الاولى وربما الاولى في العالم على هذا الصعيد والمستوى والوسيلة اذ منبرها الاثير وحروفها كلمات من ضوء.
فسبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
أسعد أيامكم بهذا اليوم المبارك الجمعة عيد المسلمين
فخير موعظة المتقين كلام رب العالمين:
ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {الأنفال/53}
من سنن الكون الكبرى والحياة الدنيا انها تتغير في كل لحظة. كل لحظة هي غيرها التي سبقتها، وهكذا كل موجود فيها لا سيما سيد الكائنات الانسان في تغيير.
فنشاة الليل والنهار وتوالي الايام والشهور وتعاقب الفصول والسنين، لخير دليل على التغيير وكل ذلك بامر من الله العزيز القدير.
أمير المؤمنين"ع" عن رسول الله"ص" من كلام له:
من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان غده شراً من يومه فهو ملعون، ومن لم يفتقد النقصان في عمله كان النقصان في عقله، ومن كان النقصان في عمله وعقله فالموت خير له من حياته.
فاذا كانت الايام تأتينا طائعة وتفترش أمامنا دقائقها وساعتها، وتقول لنا بلسان حالها: هيا اصرفوني في ما يرضي الله عنكم، اصرفوني في طاعة تقربكم الى الله،
اصرفوني قصوراً وحوراً عين في الجنة بتقواكم فيَّ،
استغلوا ثواني من أجل تحصيل ثواب ومقام رفيع عند بارئ النسمات،
ولا تهملوني ولا تدعوا هنيهاتي تذهب سدى فتلك الخسارة الكبرى.
واشد ما يندم المرء عليه يوم القيامة ان يرى ايامه تلك فارغة لم يملئها بشئ.
تركت فارغة خاوية.
وما ذهاب الايام وانطواء ساعاتها ولياليها دونما ان نستفيد منها لغد فهي الخسارة التي لا نعادلها خسارة فهي الرصيد ورأس المال والمعول للمعاد.
ان الايام التي يبشر بها ولادة فجر جديد لابد ان نشعر ان زيادة عن الامس حصلت ولا اعني زيادة لا ارادية كالتقدم في العمر بل زيادة بما لي سلطان عليه انها نفسي التي بين جنبي
اننا نقضي اوقاتا طويلة من يومنا في مسيرة عمرنا التي هي تراكم ايام نتكلم نتحدث ننفق وقتا طويلا في ذلك نتحدث عن الشرق والغرب فسبحان من اعطى الانسان هذا اللسان القصير الطويل الذي لا حد لحركته والذي من خلاله يتناول صاحبه كافة الموجودات وحتى ممتنع الوجود اننا نحسن ونتقن الكلام كيف لا وهو ميراث عربي صميم من امة لم تُجد في زمانها الا الكلام والقليل من الافعال وهذا فيه مقت الله عز وجل حيث يقول "كبر مقتا على الله ان تقولوا ما لا تفعلون" وهذا جل ما عليه القران الكريم من المعاني يدفعنا دفعا لفعل الخيران من البدايات من اقرا التي تعني تعلم وتدبر واشتغل بالتفكير والتحليل والجمع للوصول الى الكمال
ويريد لنا الله ان نكون فعالين لا مجرد قوالين.
ان نقرن القول بالفعل واحيانا كثيرة يريد ان نعبر بالفعل بدلا من القول" كونو دعاة صامتين"
إن قلت انا لااملك القدرة والطاقة على تغيير الاخرين لست سلطانا ولا زعيما ولا قائدا او رئيسا لديه من يأتمر بامره. ما انا الا انسان فرد وحيد ضعيف القدرات ومحدود الطاقات والامكانات.
ان الله عند اشراقة شمس يوم جديد يقول لي هذه فرصة جديدة هبة مني جديدة فرصة اخرى ارني ما ذا ستفعل بها كيف ستقطعها كيف ستنفقها ماذ ستغير فيها.
وانا الذي لا املك الا نفسي اذا عليك بنفسك بل مطلوب نفسك اولا ان تجعل منها حقل تجاربك تجاه الاخرين لا ان تجعل من الاخرين حقل تجاربك انك ان لم تستطع ان تغير الدنيا بما فيها انك تستطيع ان تغير نفسك اولا وهو المطلوب اولا واخرا.
حيث قول الله عزوجل" يا ايها الناس قو انفسكم واهليكم" قبل الاهل النفس فمن المعيب ان اغير ما بقوم ونفسي هي من تحتاج التغيير.
إبدأ بها اولا وانطلق منها الى الاخر.
ان اكمل ملكاتي قدراتي اطور ذاتي تعقلي للامور فهمي لها ان اتعقلها بطريقة واسلوب افضل ان يكون لي معارف جدد اصدقاء جدد اخوانا جدد ان اكسب من حولي.
وهذا بارادتي لا يحتاج الى كثير جهد وعناء بل جل ما يحتاجه الارداة.
ان امتلك الارادة بالتغيير.
وهذه لا تكون الا من الذات. من الفرد اولا. نفسك اولا. تم تنطلق منها الى الاخرين. وهذا مبدأ القران الكريم.
علم نفسك واحمها ثم حاول مع الاخر.
ان اجري قاعدة التغيير على نفسي واطبقها.لاصير مقبولا كمغير.
اسبوع اخر ينضم الى سابقيه الذين راحوا من أعمارنا. حري بنا ان نسأل انفسنا ماذا قدمت للناس لله للدنيا.
اذا لم تستطع ذلك من اقدم للمجموع وليس لديمك القدرة عليه.
قدم نفسك امام الله انسانا سويا صالحا مؤمنا رجلا كما يحبه الله ورسوله وأهل بيته
هذا اعظم انجاز يمكنك فعله ولا يمكن التهرب منه وهو اضعف الايمان.
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع احسنه.
واخر دعوانا ان الحمد لله.



No comments:

Post a Comment