Friday, May 21, 2010

رسالة الجمعة


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا متواصلا متسقا حمدا كما هو أهله ويستحقه.
ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
ونسأله أن يتم ما بدأه علينا وعلى والدينا في ذرياتنا.
والصلاة والسلام على خير الانام النبي محمد وعلى آله خير آل نبي وخير الناس اجمعين سلاما وصلاة دائمة مؤبدة.
اللهم العن ظالميهم وأعدائهم أعداء الدين من الاولين والاخرين الى يوم الدين.


السلام عليكم اخوتي أخواتي في الله وفي ألانسانية في مشارق الارض ومغاربها ورحمة الله وبركاته.

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف/28}

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" الصبر نصف الايمان"

وقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:" بني الايمان على أربع دعائم: اليقين والصبر والجهاد والعدل"


ما هو الصبر الذي أمرنا به ربنا الله
أنه من جملة الفضائل التي تجمل النفس الانسانية ،جوهرة ثمينة جميلة ترصع بها هامة المؤمن انها الصبر.
والصبر حاجة لجميع العبادات حتى تؤدى او تعطى حقها لا بد وان يجللها ويكتنفها الصبر.
من اين ياتي الصبر ويبعث؟ انه من الدين، والدين من الله العزيز.
والدين هو هذا العقد الذي ابرم ووقع بيني وبين ربي، أن اسلك به ومن خلال حياتي سلوكا خاصا ، ونهجا قويما أعد لي سلفا لا ينتقص من حقي ولا يضيع من حظي ونصيبي، انه الهدى الذي عليه سأمضي الى ربي.
انه الفوز والنجاح والحياة الطيبة الهنية ويسير الحساب فيما بعد.
لكي استطيع المضي فيه والسير على وفقه ومنهاجهه والولوج اليه لابد لي اولا من الصبر.
والصبر صبران: صبر على الطاعة. وصبر عن المعصية.
وهو مدد الهي يمد به عباده كي يحسنوا عبادته وطاعته.
وهو وقود كل عبادة، يعطي تلك العزيمة والارادة وذلك السمو بالذات والنفس الى أعلى مراتب الكمال الانساني الذي من أجله كان خلقنا من قبل الله تعالى.
هو الثبات على الدين، وفي مقابله الهوى.
وضده الخوف والجزع والهلع والشكوى والتبرم ولطم الخدود.
وهو المكان الامثل ليكمن فيه ابليس اللعين مستغلا قلة صبرنا ليكيد لنا، مزينا قبح الاعمال حسنات، وليثبط العزائم، ويخفف من المعنويات، مزينا السيئات على انها المنجيات.
وباعثا على الاسترسال في الهوى واتباع الشهوات: سواء البطن أم الفرج ام الغضب او الجبن او التبرم وكثرة الشكوى وعدم الرضى والقناعة في الدنيا، وغيرها من الموبقات المهلكات، ومن فعلها ألحق بالشياطين.
اما من صبر نفسه واتقى ونهى النفس عن الهوى فأنه يجد عند نفسه عزما من الله لا يلين وقوة خفية تدفعه الى العفة وضبط النفس والقناعة والرضى والشجاعة وكظم الغيظ والحلم وسعة الصدر والزهد.
ومن كان كذلك فعله وسمته ألحقه الله بالصابرين وهي من أعلى المراتب عند الله، وكان من أئمة المؤمنين.
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {السجدة/24
وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا {الإنسان/12
جعلنا الله واياكم ايها الاعزة من الصابرين المحتسبين المطيعين لله ومن الذين تمضى على افعالهم واقوالهم إرادة الله تعالى.
تقبل الله طاعتكم وغفر ذنوبكم وعفى عن زلاتكم وحشرنا مع الصابرين.
والسلام عليكم ورحمة الله.

No comments:

Post a Comment