Friday, June 4, 2010

رسالة الجمعة..... العبادة

أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والشكر لله على جميع نعمه باطنة وظاهرة نعمة الحياة والنظر والسمع واللمس والذوق والشم والسماء والارضين .

الحمد لله على نعمة الاسلام والهداية للإيمان والحمد لله أن هدانا بنبيه محمد صلوات الله عليه وآله.
والحمد لله ان حبانا بعلي أمير المؤمنين، والزهراء، والحسن، والحسين، والتسعة المعصومين من ذرية الحسين سلام الله وصلاته عليهم أجمعين.
وعجل فرج مولانا صاحب الزمان.
أسمى أي التبريك والتهنئة لكم أخوتي أخواتي في مشارق الارض ومغاربها بمولد الطهر والنقاء مولد السيدة الزهراء عليها السلام.
وسلام من الله عليكم ورحمة وبركات.
أما بعد...
يقول الله سبحانه وتعالى وقوله حق ووعده صدق.
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ {الذاريات56 /57}
العبادة إذاً هي وظيفة البشر، والغاية التي من أجلها خلقهم الله تعالى حين خلقهم.
وهي وظيفة وصنعته الانسان أولاً وأخرا.
والعبادة لا تعني الصلاة والصوم والخمس والحج والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقط.
بل العبادة المقصودة والمعني بها، كل تصرفات الانس والجان شركائنا في الدنيا.
وقسَّم العلماء الفقهاء العبادة الى قسمين عبادات ومعاملات، وهذا تقسيم علمي بحت،
قد يتوهم منه متوهم أن المعاملات لا تندرج تحت سقف العبادات.
إن كل حركة وكل سكنة يتحركها أو يقف عندها الانسان لا تخلو من حكم تكليفي من أحكام تكليفية خمس.
عنيت: الواجب والمستحب والحرام والمكروه والخامس المباح.
أي فعل، أي ردة فعل، أي سكوت، وعدم الفعل، لها حكم من هذه الاحكام الخمسة لا محالة.
بناء عليه لا يوجد في الاسلام لون رمادي، أمر ضبابي.
لا يوجد موقف لا لون ولا طعم ولا رائحة له، أي لا حلال ولا حرام ولا مكروه ولا مستحب او مباح.
هذا ممتنع الوجود.
فعلى هذا إذاً المؤمن مكلف تكليف الزامي من الله سبحانه ان يكون له موقف من جميع الاحداث التي تعصف أو تمر مرور الكرام من حوله.
لا حياد في الاسلام. فالاسلام غير حيادي، دين الوسط نعم، إلا أنه منحاز إلى الحق دائماً وأبدا، أين ما كان وحيثما حصل.
وضد الباطل من أي جهة صدر كبيرا أو صغيرً، ولو من اقرب الناس إليك.
هذا حكمي، هذا تكليفي، هذا شرع الله، وهذه وظيفتي عنده.
كلنا يمتلك الاشياء ويتعامل معها بحسب ما صممت من أجله، وأنا إنما أخذتها واستحوذت عليها بالملك لأجل ولما خلقت له وجعلت.
واذا ما انتفت الغاية منها ولم تعطني ما من أجله أخذتها، سرعان ما أتخلى عنها، وإلا تصبح الاشياء عبئاً ثقيلاً على صاحبها.
هذا إن كانت مما يعاد النظر فيها ويجرى عليها عملية أصلاح أو تقويم أو ماشاكل.
فاذا استتنفدت الغرض القيت، تركت، طلقت، عافتها النفس، بيعت بابخس الاثمان.
إننا خلقنا لغاية واحدة سامية لها نظامها المحرك الذي فقط من خلاله وفقط تعطي حدها الأعلى وتستمر بالعطاء وفقه فقط. الا وهي إرادة الله، أي العبادة أي المعملات والعبادات معا هما المحرك للنفس الانسانية الاصلي والوقود الشرعي وما عداه زغل وزيف، ولا يؤخذ منها مبتغاها،
فتكون حروب، وآهات، وأنات، وويلات، وجراحات، وعذابات، ووو،
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم/41}
في رعاية الله وحفظه عباد الله أترككم، وأخر دعوانا أن الحمد لله.

No comments:

Post a Comment