Thursday, June 3, 2010

اصول الدين ... المعجزات

س27: من أين يحصل لنا العلم بصدور هذه المعجزات لتدلنا على نبوته صلى الله عليه وآله وسلم؟

ج: حصل لنا العلم بالتواتر.
س28: ما معنى التواتر؟
ج: التواتر إخبار جماعة كثيرة يمتنع عند العقل تواطؤهم على الكذب.
س 29: إلى كم قسم ينقسم التواتر؟
ج: ينقسم إلى قسمين، تواتر لفظي وتواتر معنوي.
س30: ما هو التواتر اللفظي؟
ج: هو أن يتفق المخبرون كلهم على لفظ واحد، كإخبار الألوف من الناس لنا بوجود مكة واستنبول، فيحصل لنا العلم بوجودهما وإن لم نرهما.
س 31: ما هو التواتر المعنوي؟
ج: هو أن تتفق الأخبار على شئ واحد وإن اختلفت ألفاظها،
كاللإخبار عن كرم حاتم مثلاً فإذا ورد خبر بأنه ذبح لأضيافه بعيراً، وخبر بأنه ذبح لهم ناقة، وخبر بأنه ذبح لضيفه شاة، وخبر بأنه ذبح فرسه لجيرانه الفقراء، وخبر بانه أعطى فلانا ألف درهم، وخبر بأنه أعطى فلانا خمسمائة دينار، وخبر بأنه كسى فلاناً عشرين ثوباً، وخبر بأنه وهب لفلان أرضاً واسعة، وخبر بأنه أعطى فلاناً خمسين عِدلاً من الحنطة.
إلى غير ذلك، حصل لنا العلم بأنه كريم، فإن هذه الأخبار وإن كان كل واحد منها غير متواتر لكنها متفقة على أمر واحد كل منها يدل عليه، وذلك الأمر الواحد هو الكرم.
س32: معجزات النبي (ص) هل هي متواترة لفظاً أو معنى؟
ج:هي متواترة معنى لأنه حصل لنا العلم من كثرة الناقلين لها أنه صدر منه (ص) ما هو خارق للعادة وأن لم يحصل لنا العلم بكل واحدة من هذه المعجزات بخصوصها.
س33: وهل بقي من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم شئ إلى الآن؟
ج: نعم، بقي منها إلى الان معجزتان عظيمتان:
المعجزة الاولى: وضعه للشريعة الاسلامية المطابقة للحكمة الموافقة لحاجة الناس في كل عصر وزمان، في مدة قصيرة كان مشغولا فيها بالحروب وسياسة الناس، وقبلها بالكسب والمعاش، مع كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب، وناشئا بين قوم لا حظّ لهم في العلوم، وذلك مما يعجز عنه البشر عادة ولا يكون إلا بتعليم إلهي.
س35: ماهي المعجزة الثانية؟
ج: المعجزة الثانية: القرآن العظيم الذي عجزت العرب عن معارضته وهم معدن الفصاحة والبلاغة، وقد طلب منهم فيه المعارضة بقوله تعالى:
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {البقرة/23}
قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا {الإسراء/88}
فلو كانوا يقدرون على معارضته لعارضوه بمعارضات كثيرة، وكانت تشتهر عنهم وتنقل إلينا فلما لم يعارضوه وعدلوا إلى الحرب والقتال علمنا أنهم عاجزون عن المعارضة لأن العاقل لا يترك السهل ويختار ما هو أصعب الأشياء.


No comments:

Post a Comment