Thursday, June 17, 2010

سلسلة .. من فضائل رسول الله (ص) على سائر الرسل والانبياء


فضل رسول الله محمد صلى الله عليه وآله على نبي الله إبراهيم عليه السلام.

قال له اليهودي: فإن هذا إبراهيم قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى، وأحاطت دلالته بعلم الايمان به.
قال له علي (عليه السلام) لقد كان كذلك، واعطي محمد (صلى الله عليه وآله) افضل من ذلك قد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله تعالى وأحاطت دلالته بعلم الايمان به، وتيقظ إبراهيم وهو ابن خمسة عشرة سنة، ومحمد (صلى الله عليه وآله) كان ابن سبع سنين قدم تجار من النصارى فنزلوا بتجارتهم بين الصفا والمروة، فنظر إليه بعضهم فعرفه بصفته ونعته وخبر مبعثه وآياته (صلى الله عليه وآله).
فقالوا له: يا غلام ما اسمك ؟
قال: محمد.
قالوا: ما اسم أبيك ؟
قال: عبد الله.
قالوا ما اسم هذه ؟ - وأشاروا بأيديهم إلى الارض -.
قال: الارض.
قالوا: فما اسم هذه ؟ - وأشاروا بأيديهم إلى السماء -.
قال: السماء.
قالوا: فمن ربهما ؟
قال: الله، ثم انتهرهم وقال: أتشككونني في الله عزوجل ؟.
ويحك يا يهودي لقد تيقظ بالاعتبار على معرفة الله عزوجل مع كفر قومه إذ هو بينهم يستقسمون بالازلام ويعبدون الاوثان، وهو يقول: لا إله إلا الله.
قال اليهودي: فإن إبراهيم (عليه السلام) حجب عن نمرود بحجب ثلاثة.
فقال علي (عليه السلام): لقد كان كذلك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) حجب عمن أراد قتله بحجب خمس، فثلاثة بثلاثة واثنان فضل، قال الله عزوجل وهو يصف أمر محمد (صلى الله عليه وآله) فقال: (وجعلنا من بين أيديهم سدا) فهذا الحجاب الاول (ومن خلفهم سدا) فهذا الحجاب الثاني (فإغشيناهم فهم لا يبصرون) فهذا الحجاب الثالث، ثم قال: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا) فهذا الحجاب الرابع، ثم قال: (فهى إلى الا ذقان فهم مقمحون) فهذه حجب خمسة.
قال له اليهودي: فإن إبراهيم (عليه السلام) قد بهت الذي كفر ببرهان نبوته.
قال له علي (عليه السلام): لقد كان كذلك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) أتاه مكذب بالبعث بعد الموت وهو ابي بن خلف الجمحي معه عظم نخر ففركه ثم قال: يا محمد (من يحيي العظام وهى رميم) فأنطق الله محمدا (صلى الله عليه وآله) بمحكم آياته وبهته ببرهان نبوته، فقال: (يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) فانصرف مبهوتا.
قال له اليهودي: فان هذا إبراهيم جذ أصنام قومه غضبا لله عزوجل.
قال له علي (عليه السلام) لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) قد نكس عن الكعبة ثلاث مائة وستين صنما، ونفاها من جزيرة العرب، وأذل من عبدها بالسيف.
قال له اليهودي: فان هذا إبراهيم (عليه السلام) قد أضجع ولده وتله للجبين.
فقال له على (عليهم السلام) لقد كان كذلك ولقد اعطي إبراهيم (عليه السلام) بعد الاضجاع الفداء ومحمد (صلى الله عليه وآله) اصيب بأفجع منه فجيعة إنه وقف عليه وآله الصلاة والسلام على عمه حمزة أسد الله، وأسد رسوله، وناصر دينه، وقد فرق بين روحه وجسدة، فلم يبين عليه حرقة، ولم يفض عليه عبرة، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته ليرضي الله عزوجل بصبره ويستسلم لامره في جميع الفعال، وقال (صلى الله عليه وآله): لولا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطير، ولولا أن يكون سنة بعدي لفعلت ذلك.
قال له اليهودي: فإن أبراهيم (عليه السلام) قد أسلمه قومه إلى الحريق فصبر فجعل الله عزوجل النار عليه بردا وسلاما فهل فعل بمحمد شيئا من ذلك ؟
قال له علي (عليه السلام): لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) لما نزل بخيبر سمته الخيبرية فستر الله السم في جوفه بردا وسلاما إلى منتهى أجله، فالسم يحرق إذا استقر في الجوف، كما أن النار تحرق، فهذا من قدرته لا تنكره.

No comments:

Post a Comment