Wednesday, June 23, 2010

سلسلة .. من فضائل رسول الله (ص) على سائر الرسل والانبياء


قال له اليهودي: فإن هذا موسى بن عمران قد أرسله إلى فرعون وأراه الآية الكبرى.
قال له علي (عليه السلام): لقد كان كذلك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) أرسله إلى فراعنة شتى، مثل أبي جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة، وأبي البختري، والنضر بن الحارث وابي بن خلف، ومنبه وبنيه ابني الحجاج.
وإلى الخمسة المستهزئين: الوليدبن المغيرة المخزومي، والعاص بن وائل السهمي، والا سود بن عبد يغوث الزهري، و الاسود بن المطلب، والحارث بن الطلاطلة فأراهم الآيات في الآفاق وفي أنفسهم حتى تبين لهم أنه الحق.
قال له اليهودي: لقد انتقم الله لموسى (عليه السلام) من فرعون.
قال له علي (عليه السلام): لقد كان كذلك، ولقد انتقم الله جل اسمه لمحمد (صلى الله عليه وآله) من الفراعنة.
فأما المستهزؤون فقد قال الله تعالى: (إنا كفيناك المستهزئين) فقتل الله كل واحد منهم بغير قتلة صاحبه في يوم واحد، فإما الوليد المغيرة فمر بنبل لرجل من خزاعة قد راشه ووضعه في الطريق فأصابه شظية منه فانقطع أكحله حتى أدماه فمات وهو يقول: قتلني رب محمد - (صلى الله عليه وآله) -.
وأما العاص بن وائل فإنه خرج في حاجة له إلى موضع فتدهده تحته حجر فسقط فتقطع قطعة قطعة فمات وهو يقول: قتلني رب محمد - (صلى الله عليه وآله).
وأما الاسود بن عبد يغوث فإنه خرج يستقبل ابنه زمعة فاستظل بشجرة فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فأخذ رأسه فنطح به الشجرة، فقال لغلامه: امنع عني هذا فقال: ما أرى أحدا يصنع بك شيئا إلا نفسك فقتله وهو يقول: قتلني رب محمد.
وأما الا سودبن المطلب فإن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا عليه أن يعمي الله بصره وأن يثكله ولده فلما كان في ذلك اليوم خرج حتى صار إلى موضع فأتاه جبرئيل بورقة خضراء فضرب بها وجهه فعمي وبقى حتى أثكله الله عزوجل ولده.
وأما الحارث بن الطلاطلة فإنه خرج من بيته في السموم فتحول حبشيا فرجع إلى أهله فقال: أنا الحارث فغضبوا عليه فقتلوه وهو يقول: قتلني رب محمد.
- (صلى الله عليه وآله) -.
وروي أن الاسود بن الحارث أكل حوتا مالحا فأصابه العطش فلم يزل يشرب الماء حتى انشق بطنه فمات وهو يقول: قتلني رب محمد.
كل ذلك في ساعة واحدة، وذلك أنهم كانوا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا له: يا محمد ننتظر بك إلى الظهر فإن رجعت عن قولك وإلا قتلناك، فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) في منزله فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم فأتاه جبرئيل (عليه السلام) عن الله ساعته فقال له: يا محمد السلام يقرء عليك السلام وهو يقول: (اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) يعني أظهر أمرك لاهل مكة و ادعهم إلى الا يمان قال: يا جبرئيل كيف أصنع بالمستهزئين وما أوعدوني ؟ قال له: (إنا كفيناك المستهزئين) قال: يا جبرئيل كانوا الساعة بين يدي قال قد كفيتهم، فأظهر أمره عند ذلك، وأما بقيتهم من الفراعنة، فقتلوا يوم بدر بالسيف، وهزم الله الجمع وولوا الدبر.
قال له اليهودي: فإن هذا موسى بن عمران قد أعطي العصا فكانت تتحول ثعبانا.
قال له علي (عليه السلام): لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) اعطي ما هو افضل من هذا، إن رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور قد اشتراه، فاشتغل عنه و جلس يشرب، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزئين: من تطلب ؟ قال: عمرو بن هشام - يعني أبا جهل - لي عليه دين، قال: فأدلك على من يستخرج الحقوق ؟ قال: نعم، فدله على النبي (صلى الله عليه وآله) وكان أبو جهل يقول: ليت لمحمد إلي حاجة فأسخر به وأرده، فاتى الرجل النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: يا محمد بلغني أن بينك وبين عمر وبن هشام حسن، وأنا أستشفع بك إليه، فقام معه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتى بابه، فقال له: قم يا أبا جهل فأد إلى الرجل حقه، وإنما كناه أبا جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا حتى أدى إليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقاً- خوفا- من محمد، قال: ويحكم أعذروني، إنه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بأيديهم حراب تتلالىء، وعن يساره ثعبانان تصطك أسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما، لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني ويقضمني الثعبانان.
هذا أكبر مما اعطي، ثعبان بثعبان موسى (عليه السلام)، وزاد الله محمدا (صلى الله عليه وآله) ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب، ولقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) يؤذي قريشا بالدعاء، فقام يوما فسفه أحلامهم، وعاب دينهم، وشتم أصنامهم، وضلل آباءهم فاغتموا من ذلك غما شديدا، فقال أبو جهل: والله للموت خير لنا من الحياة، فليس فيكم معاشر قريش أحد يقتل محمدا فيقتل به ؟ فقالوا له: لا، قال: فأنا أقتله، فإن شاءت بنو عبد المطلب قتلوني به، وإلا تركوني، قالوا: إنك إن فعلت ذلك اصطنعت إلى أهل الوادي معروفا لا تزال تذكر به.
قال: إنه كثير السجود حول الكعبة فإذا جاء وسجد أخذت حجرا فشدخته به، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فطاف بالبيت اسبوعا-سبعة أشواط-، ثم صلى وأطال السجود، فأخذ أبو جهل حجرا فأتاه من قبل رأسه، فلما أن قرب منه أقبل فحل -الذكر العظيم من الابل- من قبل رسول الله فاغرا فاه نحوه، فلما أن رآه أبو جهل فزع منه وارتعدت يده، وطرح الحجر فشدخ رجله فرجع مدمى متغير اللون يفيض عرقا فقال له أصحابه: ما رأينا كاليوم، قال: ويحكم أعذروني فإنه من عنده فحل فاغرا فاه فكاد يبتلعني فرميت بالحجر فشدخت رجلي.
قال له اليهودي: فإن موسى (عليه السلام) قد اعطي اليد البيضاء، فهل فعل بمحمد شئ من هذا ؟
قال له علي (عليه السلام) لقد كان كذلك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) اعطي ما هو أفضل من هذا إن نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس، وعن يساره أينما جلس، وكان يراه الناس كلهم.
يتبع ....

No comments:

Post a Comment