Friday, June 11, 2010

رسالة الجمعة... الكدح الى الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين رسول الله خير خلق الله أجمعين وعلى آله الطيبين الطاهرين سفن النجاة والسراط المستقيم وصحبه الاخيار والذين اتبعوه باحسان واللعن على اعدائهم اعداء الدين الى يوم الدين.

السلام عليكم اخوتي أخواتي في مشارق الارض ومغاربها ورحمة الله وبركاته.

أيضا وأيضا أسبوع آخر ينضم الى سابقيه وينسل من أعمارنا في رحلة الحياة الابدية والتي ستنقضي إحدى مراحلها وحلقاتها على وجه الدنيا.
لا نملك ان نوقف عجلة الزمن من التقدم الا اننا نملك اهم من ذلك وهو ان نترك بصمة لنا طيبة في مرحلة وجودنا فيها، ولا نرحل عنها رقما عاديا كمليارات الارقام التي سبقتنا أو ستلحق بنا.
ولا ان تكون تلك البصمة التي تركناها بصمة عار على جبيننا أولا وعلى جبين الانسانية التي اليها ننتمي ثانيا.
الحياة موقف، بل موقف عظيم، وعار على السالك فيها أن يعبرها بلا مبالاة والاستهتاروالاستهانة بعمره كيف يقضيه، ولا سيما ان يدير ظهرا لله سبحانه وتعالى.
فإنه يقول عز وجل: يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ {الإنشقاق/6} هذا قوله وقوله الحق.
انها المعادلة الصعبة، اذا الى اين المفر، لا مفر ولا مهرب، الا الى الله سبحانه وتعالى، ان اتطوع بان اكون جنديا من جنوده، ملكا من ملائكته، عبدا من عباده الصالحين،
لا من المتمردين عليه والمخالفين له ومكن المتبعين لأهوائهم العابدين لشهواتهم وملذاتهم.
ما دمت كادحا وما ارقى هذا التعبير وادقه لان الانسان كلما ازداد رقي بالحياة بحسب زعمه ازداد تعلقا بها، وطلبا لها، ورغبة فيها، بحيث يصبح في سبيل ذلك كادحا، في طلبها بينما هو وأمام قفزاته النوعية في الحياة يتقدم باتجاه لقاء الله سبحانه.
فمن كان كدحه وجده في سبيل الله وجعل من الله سبحانه وتعالى شريكا معه في كل تفاصيل حياته، في البيت والشارع والعمل، فكدحه الى خير ونجاح وفلاح وسعادة في الدارين، إذا ما انفضت الشراكة عند الأجل القريب.
وكان سعيه مشكورا وعمله مقبولا وذنبه مغفورا وعثرته مقاله وشفع له.
ومن كان قد استغنى عن شراكة الله وشارك معه شريك اخر، فالشراكة ليست إلا لله، فلن يغني عنه الشريك شيئا مهما عظمت قوته.
وكان من الاخسرين والمتحسرين والنادمين والعاضين اصابعهم والمتمنين لو كان ترابا.
فعند ذلك يخسر المبطلون.
فلنجعل كدحنا في سبيل الله سيما إن كان بعد فينا قوة الشباب وعنفوانه
ولنشارك الله في تفاصيل حياتنا، كي ننجو بأفعالنا.
لأنا والحال هذه نحن الشريك الضعيف، وعلى الشريك القوي أن يدعم شريكه الضعيف.
فإما فعلنا ذلك تصفو الدنيا ويصلح الكثير من حالها، وننعم في بحبوحتها.
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ *
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ *
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام/165}
عصمنا الله واياكم من ان يكون كدحنا وسعينا وجدنا لغير الله حتى لأنفسنا.
وآخر الدعاء الحمد لله رب العالمين
الى ان نلتقي اترككم على الهدى على الخير والبركة والى اللقاء

No comments:

Post a Comment