Tuesday, April 6, 2010

فدك 1


[ " إقامة الشهود لطلب حقها عليها السلام " ]
كتاب الإختصاص.
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وجلس أبو بكر مجلسه، بعث أبو بكر الى وكيل فاطمة عليها السلام فأخرجه من فدك، فأتته فاطمة عليها السلام فقالت: يا أبا بكر ادعيت أنك خليفة أبي وجلست مجلسه، وأنت بعثت إلى وكيلي فأخرجته من فدك وقد تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله صدق بها علي وأن لي بذلك شهودا، فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله لا يورث. فرجعت إلى علي عليه السلام فأخبرته فقال: ارجعي إليه وقولي له: زعمت أن النبي لا يورث وورث سليمان داود، وورث يحيى زكريا وكيف لا أرث أنا أبي فقال عمر: أنت معلمة قالت: وإن كنت معلمة فانما علمني إبن عمي وبعلي فقال أبو بكر: فإن عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا ! ! ! رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول النبي لا يورث، فقالت: هذا أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام. ثم قالت: فإن فدك إنما صدق بها علي رسول الله صلى الله عليه وآله ولي بذلك بينة، فقال لها: هلمي بينتك. قال: فجاءت بأم أيمن وعلي عليه السلام فقال أبو بكر: يا أم أيمن إنك سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في فاطمة ؟ فقالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، ثم قالت أم أيمن: فمن كانت سيده نساء أهل الجنة تدعي ما ليس لها وأنا إمرأة من أهل الجنة ما كنت لأشهد بما لم أكن سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فقال عمر: دعينا يا أم أيمن [ من ] هذه القصص بأي شئ تشهدين ؟ فقالت: كنت جالسة في بيت فاطمة عليها السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله جالس حتى نزل جبرئيل فقال: يا محمد قم، فإن الله تبارك وتعالى أمرني أن اخط لك فدكا بجناحي، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله مع جبرئيل فما لبث أن رجع فقالت فاطمة عليها السلام: يا أبة أين ذهبت ؟ فقال خط جبرئيل (عليه السلام) لي فدكا بجناحه وحد لي حدودها فقالت: يا أبة إني أخاف العيلة والحاجة من بعدك، فصدق بها علي فقال: هي صدقة عليك فقبضتها. قالت: نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أم إيمن اشهدي ويا علي اشهد فقال عمر: أنت إمرأة ولا نجيز شهادة إمرأة وحدها، وأما علي فيجر إلى نفسه، قال: فقامت مغضبة، وقالت: أللهم إنهما ظلما إبنة نبيك حقها فاشدد وطأتك عليهما، ثم خرجت، وحملها علي عليه السلام على إتان عليه كساء له خمل (1) فدار بها أربعين صباحا في بيوت المهاجرين والأنصار والحسن والحسين معها وهي تقول يا معشر المهاجرين والأنصار: انصروا الله وابنة نبيكم إلى أن قال: فقال علي عليه السلام لها: إيتي أبا بكر وحده فإنه أرق من الآخر وقولي له: ادعيت مجلس أبي وإنك خليفته وجلست مجلسه، ولو كانت فدك لك ثم استوهبتها منك لوجب ردها علي، فلما أتته وقالت له ذلك، قال: صدقت قال فدعا بكتاب فكتبه لها برد فدك، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك، فقال: هلميه إلي، فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله فكانت حاملة بابن إسمه المحسن فأسقطت المحسن عليه السلام من بطنها ثم لطمها فكأني أنظر الى قرط في أذنها حين نقف [ نقفت ]، ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ثم قبضت. فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه، فقالت: إما تضمن وإلا أوصيت إلى ابن الزبير، فقال علي عليه السلام: أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سئلتك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أنا مت أن لا يشهداني ولا يصليا علي، قال: فلك ذلك، فلما قبضت صلوات الله عليها دفنها ليلا في بيتها.
أقول: هذا الخبر ليس عندي في درجة إعتبار سائر الأخبار المذكورة إلا أنه لما كان العلامة المجلسي رحمه الله نقله في البحار أحببت أن لا أخلي كتابي منه فاقتديت به ونقلته منه وقولها صلوات الله عليها وإلا أوصيت إلى ابن الزبير أظن ان لفظة إبن زيد من النساخ وكان الأصل أوصيت إلى الزبير، هذا إذ صدق الظن، وأما إذ كان لفظ ابن صحيحا فالمراد به عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب أحد التسعة الهاشمية الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حنين وفر جميع أصحابه ولم يبق منه سوى هؤلاء وأيمن بن ام أيمن وكان عاشرهم، فقتل أيمن وبقي هؤلاء التسعة حتى تاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، من كان إنهزم وكان رحمه الله شجاعا جريئا، قتل يوم أجنادين في خلافة أبي بكر. وأما عبد الله بن زبير بن العوام فليس المراد به قطعا لأنه كان طفلا صغيرا غير قابل للاشارة والتوجه إليه فضلا عن أن توصي فاطمة صلوات الله عليها إليه، فانه كانت ولادته في السنة الاولى من الهجرة وقيل في السنة الثانية في شوال كما قال ابن الأثير مع أنه كان منحرفا عن أهل البيت عليهم السلام، قال أمير المؤمنين عليه السلام ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشوم ، والله العالم.
(1) الخمل بالتحريك: هدب القطيفة ونحوها. (*)


No comments:

Post a Comment