Sunday, April 25, 2010

العبودية

للعبودية قانون وعلى السالك فيه أن يعرفه حقا ويمارسه صدقا.

بسم الله الرحمن الرحيم

العبودية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الاكرم واله الطيبين الطاهرين
بعد ان يؤمن الانسان بالله وبما أنزل على نبيه وبعد أن يؤمن الانسان أيضا أنه عبدا لله فمن حق العبودية لله أن يحسن تلك العبودية، لأنه كلما ازداد رقا وعبودية لله ازداد رفعة في الحياة الدنيا وفي عين الله عز وجل.
ومنزلة العبودية منزلة رفيعة جدا، وخاطب الله أنبيائه وخثهم على أنهم عباد صالحين.
عسى، وعلى أمل أن نرقى بأن نكون نعم العبيد.
للعبودية قانون وعلى السالك فيه أن يعرفه حقا ويمارسه صدقا.
إذ إننا في حياتنا اليومية نمارس الاف الحركات والسكنات والافعال المتغيرة. ونتفوه بالاف العبارات وناخذ الاف المواقف.
إن لله في كل ذلك حكم تجاهنا، جراء ما نقترف. ولابد لنا من معرفته والوقوف عنده مليا، ونطرح أول سؤال في نظام العبودية هل المولى عز وجل يرضي عن جميع مافعلت. هل يجيزني في كل ما قلت وتفوهت وسكتت ونطقت ومشيت ووقفت؟؟ هل يرضى الله بها ام لا؟؟.
من هنا نبدأ.
قطعا بلا شك ولا ريب إذ ما التزم الناس بذلك لن تجد خطا ابدا الا عفوا.
من اين لي ان افهم كل ما يريد الله ومن اين لي ان اتخذ الموقف الصعب في ظروف غير اعتيادية وانا ليس لي الفهم والمعرفة الكافيين بما يحبه ويريده الله عزوجل.
لذا من الضروري ان يتفقه الانسان بدينه وان يكون الفقه العبادي والمعاملتي جزئا من المنظومة التعليمية للفرد المسلم جنبا إلى جنب مع الرياضيات والعلوم والادب.
والى جانب كل العلوم الاخرى، وفي شتى الاختصاصات سواء أكانت نظرية تلك العلوم او تطبيقية والى اي نوع من العلوم انتمت.
وان لم يكن لها صلة بالدين فان الدين له صلة بها وان كنا ندرس مثلا علم التزين والتجميل فان الفقه عاموده الفقري، او كنا ندرس ونتعلم ميكانك السيارات أو الطائرات، فالى جانب ذلك لا بد للفقه ان يكون حاضرا لانه الجزء الاساس المعنوي الحقيقي المكمل.
ولو ان الامر لا يدخل في قناعاتنا ولا في تفكيرنا وان عقولنا متحررة من تلك العقد الدينية على قول.
فإن الدين وخاصة الإسلام يقتحم علينا اليوم بقوه ويأتينا من كل الابواب. سواء أكان خيرا ام شر وهنا بين هلالين اعتقد واكاد ان اكون جازما بان تدريس الإسلام كمادة معرفة سيدخل إلى برامج التعليم في الغرب قبل ان نلتزم به نحن في الشرق.
بل أننا ترنا نتبرأ منه تبرأنا من المجذوم، وعندهم يتبنونه على انه باب من ابواب المعرفة، كيف يفكر هؤلاء الذين يكنون الكراهية للاسلام كما نزعم، وكيف نفكر نحن تجاه ديننا العظيم وماذا نطبق منه وباي احكام له نلتزم.
اذا كان الدين ارهابا ودين الضعفاء والمتسلطين والمتاجرين، وهو هراء ليس له الا في عقول السذج مكانا والمتخلفين والرجعييين والمتعصبين والمتحجرين والهمجيين الجامدين من اي تحرر.
يحرمون زينة الحياة ومباهجها، دروشة وسذاجة، ويجرون بحبالهم النساء الجميلات الضعفيفات، اللاتي لا يملكن حولا ولا طول، والابناء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم اسرى الرباط العائلي او النسبي للرجال الذين مرت صفاتهم انفا وازيد عليها مافاتني انهم يمارسون سيطرتهم تلك بالقوة والعنف والترهيب والقتل ان احتيج وما اكثر ما غسلوا ايديهم بدماء بريئة طاهرة مارست على خفية من جبروتهم الفطرة ففضحتهم عفويتهم وطيبتهم خلف تلك البراقع التي بُرقعن بها، فانقض عليهم المجتمع المتخلف ذاك وبسطوته الذكورية المتصلتة والتسربل بلباس الدين قتلا وتكبيلا للحرية وكبتا وقهرا ومنعا لاظهار ما خلق الله من جمال وانوثة غضة وقدود خلقها خالقها الله اية في الجمال والفنتة والزينة وعيون نجل.
ان علينا ان كان الدين كذلك وهو دين تدين به الغالبية العظمى من شرائح العالم العربي والاسلامي الذي اليه ننتمي وبين ظهرانيه نحيا ونعيش وعلى مقربة من كل منا نحن المتنورين يعيش امثال ما اسلفنا.
حري بنا وبشكل اكيد ان نحرص كل الحرص على تعلم لغة وتفكير هؤلاء الهمج الرعاع لكي نبقى بمأمن منهم ونحذرهم، والا أصابتنا عدواهم.
وان كانت هذه الغالبية مضللة وقد انحرفت عن الدين السليم وحولت ابداع الله الكوني وناموسه الاعظم إلى شرع كما اسلفنا وهي على النقيض من ذلك ايضا.
فإن من مسؤليتنا الاخلاقية والانسانية والدينية الحقيقة ان نعيد من تاه عن الطريق وتجاوز الحد، بان نعيده إلى الجادة، وان نحتويه كي نقطع الطريق على المصطادين بماء عكر، فيستميله هؤلاء الضلال ويصبح يدا لهم علينا منا وفينا.
وان كان الإسلام بخلاف كل ذلك ونجحت الاستمالة التي ذكرت إلى جر من ينجر اليهم وابرزوهم في فترة زمنية ما ونفخوا بهم واصبحوا هم الواجهة والعنوان امام العالم والاخرين من شركائنا في الانسانية، الذين يجهلون الإسلام وقدم لهم الإسلام على هذه الصورة المرعبة البشعة.
إن الإسلام الذي يقتل ويدمر دون تمييز دون رحمة، قطعا هذا ليس باسلام. والإسلام منه براء. وهو من صنع غير المسلمين ولن اسمي حفاظا على سلامة البحث من الدخول بامور ليس موضعها هنا. أو اني اعتمد على فهمكم.
إذاً علينا ان نَدْرُسَ وَنُدَرِسَ الإسلام السليم المعافى للاجيال ليكون مصفاة افكارهم، والبوابة التي يدخل الينا منها كل جديد ويخرج منها كل إنتاج.
فلا يكون كبيرا على ذلك المدخل فما زاد بالحجم هو غريب عن الإسلام.
تقول اي أسلام نعتمد والمسلمون يدينون باعتقادات شتي من حيث المذهب والمشرب. أقول ان الإسلام له علامات لا يمكن ان يغيرها احد.
وان نختلف عليها وفيها، فحرية الراي وعدم الاجبار والاكراه تكفله القران الكريم وآيه واضحات لا لبس فيها.
ولا يمكن لاصحاب المذاهب ان ياولوها على مايريدون. بل ان الامور العامة الاسلامية متفق عليها بين ولدى جميع اصحاب المذاهب الاسلامية. وان الخلاف في امور شكلية وليست جوهرية وهناك بعض الجواهر المختلف عليها ولكن يحكمها القران.
الأولى حرية الراي و...فبالاياية المباركة : وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.
ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلها.
والثانية وهي المتعلقة بجوهر الإسلام ومسالة الخلاف على الخلافة والخليفة فتحكمها وتوقف حجر رحها الاية الكريمة قل انا او ايكم لعلى هدى او في ظلال مبين.
وليعرض كل من اصحاب الفرق والمذاهب بضاعتهم وليتحول الصراع إلى صراع فكري طاحن دونما اراقة قطرة من دم أو كسر عظم، والمنتصر فيه الذي يشحذ فكره ويسوق أدلة وبراهين دامغة، وليدلي من يشاء بدلوه دونما تكفير، أوتحقير، أوتهجير. هذا فعل الجاهلية حينما عذبت حتى الموت واضطهدت ومارست أبشع أنواع التكفير والتهجير والقمع على المسلمين الاوائل لانهم تخلوا عن دين الاباء والاجداد والتحقوا بافكار جديدة انعشت عقولهم وقلوبهم كما يزعمون

No comments:

Post a Comment