Friday, April 16, 2010

يا لفرصة سنحت


يا...لفرصة سنحت

ليلة القدر من أعظم الليالي التي تضمنها شهر رمضان.
وهي ليلة خير من ألف شهر حيث تتنزل الملائكة والروح فيها.

وفيها نزل القران العظيم دفعة واحدة على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ثم عاد لينزله الله عليه فيما بعد لمعا لمعا في فترات متباعدة وحسب المقتضى.
بيد انه أيضا في شهر رمضان ليلة من أشأم الليالي.
عنيت الليلة التي تخضبت بها شيبة أمير المؤمنين بدمه.
ليلة الضربة التي قصمت عرى الأيمان وهوى فيها طود شامخ للإسلام.
ما قامت للإسلام بعده قائمة، وقضي على بارقة الأمل الباقية لقيامة الإسلام الصحيح.
التي كان يجسدها بشخصه،
وهو الذي وعاه من اللحظة الأولى مع أستاذه العظيم رسول الله ص.
وعاش همومه وألآمه، وبنى معه صروحه لبنة لبنة حتى صارا واحدا.
فاخر المقدمون وقدم المؤخرون وما روعي لله في الإسلام بعده حق.
وحولت النبوة إلى ارث عائلي ضيق بغيض إلى يومك هذا.
لقد أغنت تجربة الإمام علي عليه السلام في الحكم الإنسانية بنموذج فريد ورائد ومتقدم في الزمن المتأخر والمتخلف.
وكانت السنوات القصار من عمر التجربة كافية لتعطينا الصورة الصحيحة عما يجب أن يكون عليه نظام الحكم في الإسلام، على صعيد الحاكم أم المحكوم .
فلأمير المؤمنين مراحل ثلاث مر بها
مرحلة النبوة وما قبلها:
فقد كان أول المؤمنين المصدقين ونعم النصير وبطل الأبطال.
بسيفه وساعده وعقله الذي يحركهما ومن ورائه ايمان راسخ رسوخ الجبال.
بل تزول الجبال ولا يزول.
والمرحلة الثانية بعد وفاة النبي الأعظم صلوات الله عليه:
والانقلاب الأسود الذي تم وإقصائه عن الأمر الإلهي المنوط به دون سواه.
فها هو يقوم بدور المعارضة البناءة الموضوعية التي لها دورها الرقيب العتيد على مصالح الشعب والأمة وحقوقهما.
فلم يدخل نفسه في عزلة طوعية أو إجبارية بالرغم من التهميش الهائل لطاقاته الخلاقة فها هو يبادر ويخرج مجاهرا برأيه أمام السلطة الحاكمة.
لا هم له الا ان تسلم امور المسلمين.
كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يمثل النور للامة التي تستضيء وتبصر به. وتتلمس النجاة من سنى وهجه وشعاعه.
ولما توفي الرسول انتقل النور والوهج إلى حامل النور.
ومن هو أهل له، عنيت علي سلام الله عليه.
ولكنه قيل له اذهب لا حاجة بنا لنورك.
فسنضيء لأنفسنا قناديل وأين ضؤ المصباح من نور الشمس وضيا الصباح.
وبدأت مسيرة الخبط عشواء للامة التي ما اهتدت إلى يومها هذا.
ولن تهتدي الى بنور المهدي اي نور علي.
الأمة التي أراد من خلالها الله عز وجل أن يضرب بها الأمثال للعالمين في العظمة الذاتية دونما حاجة في عظمتها لأسلحة دمار شامل أو هيمنة على مجلس الأمن أو جيشا جرار.
كان سلاحها الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة.
السلاح الأمضى والأقوى.
السلاح الذي استعمله النبي محمد صلى الله عليه واله بوجه قوى قريش العاتية.
محققا به اعظم دولة.
واجتث به شأفة الجاهلية.
ونهض به من أمة شارفت على الموت والفناء إلى خير أمه أخرجت للناس.
كانت الكلمة فيها سلاح تفعل فعل السحر في النفوس وما هي بالسحر.
كان مقدرا لهذه الأمة المستنيرة التي تحمل هذه الشعلة والطاقة الخلاقة والوعي المستنير أن يعم شعاعها العالم.
إلا أن ... غير أن أصحاب الطموح الضيق والأفق المسدود بالحسد.
ورواسب الجاهلية.
أبوها إلا أن تكون إمارة على قدر نفوسهم الضئيلة.
فحالوا دون النبي أولا فلم يفلحوا.
فحالوا دونه ثانيا بشخص علي وأقصوه.
وحرموا الإنسانية جميعا من كنز دفين.
ونور الحقيقة وفرصة الحياة الكريمة التي ما ذاق طعمها إلا السابقون الأوائل.
وأورثونا مذاهب، وفتن، وصراعات، وخوف، وقلة، وشح بالأموال، والأنفس، والثمرات. وحرمونا وحرموا فيض الخيرات من الأرض والبركات من السماء.
فابتليت الأمة بالعاهات وأشباه الرجال.
يحكمونها باسم الإسلام العظيم.
بنَفَسِ محمد وصورة علي....
ولكن هيهات هيهات ...
فخرجت شوهاء شمطاء لا تمت إلى الإسلام إلا بالاسم.
ونحصد وتحصد الأمة اليوم وبال أمرها.
ويتحكم بمصيرها شذاذ الآفاق .
يا بئس ما خلفت هذه الأمة بعد نبيها فسيناديهم ربهم بعد أن يلقوا فيها:
(فذوقوا وبال أمركم ).
ونردد مع الشاعر في علي عليه السلام
يا فرصة كنت للإسلام ضيعها **حقد النفوس وابلى جدها اللعب
فاستنزلوك عن العرش الذي ارتفعت **بك القواعد منه فهو منتصب
لو أنصفوك لفاض العلم منتشرا** في الخافقين وسارت بالهدى كتب
ولازدهى باسمك الإسلام دوحته** فينانة وفناه مربع خصب
لله أنت لقد حملت من محن** ما لم يطق صابر في الله محتسب
أمر ضاقت به الدنيا بما رحبت** ولم يضق عنه يوما صدرك الرحب




No comments:

Post a Comment