ومن خطبة للإمام علي (عليه السلام)
قال: حتى إذا قبض الله رسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم). رجع قومٌ على الاعقاب(1)، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج (2)، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب (3) الذي أُمِرُوا بمودته، ونقلوا البناءَ عن رص (4) أساسه، فبنوه في غير موضعه، معادن كل خطيئة، وأَبواب كل ضارب في غمرة، قد ماروا في الحيرة، وذهلوا في السكرة، على سُنَّةٍ من آل فرعون، من مُنَقِطعٍ إلى الدنيا راكن، أو مُفارِقٍ للدين مُبَاين (5).
1-وهذا الحدث التاريخي قد صرحت به الاية الشريفة ( وما مُحَمّد إلاّ رسول قد خَلت مِنْ قَبله الرّسُل أفائِن مات او قُتِلَ انقلبتُم على أعقابكم ومَنْ ينقَلِب على عَقبيه فلن يَضُرَّ الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) سورة آل عمران: الاية 144.
2- الولائج قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج9 ص133، في شرحه لهذه الخطبة: وهجروا السبب، يعني أهل البيت أيضا، وهذه إشارة إلى قول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): خلّفت فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، حبلان ممدودان من السماء إلى الارض، لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض، فعبّر أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أهل البيت (عليهم السلام) بلفظ ( السبب ) لمّا كان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: (حبلان)، والسبب في اللغة: الحبل.
4- الرّصّ مصدر رصصت الشيء أرصّه، أي ألصقت بعضه ببعض، ومنه قوله تعالى: (كأنهم بنيان مرصوص ) سورة الصف: الاية 5..
No comments:
Post a Comment