Thursday, April 1, 2010

فيل يدعسنا ، ام حمار يرفسنا؟

فيل يدعسنا ، ام حمار يرفسنا؟
مقالة نشرت في صدى الوطن بمناسبة الانتخابات الرئاسية الامريكية الاخيرة

مثلي مثل غيري اشعر في قرارة نفسي اني لا اقدم ولا اؤخر في الانتخبات الامريكية، واحمل في جينتي الوراثية عن السياسة الامريكية مما احمله إرثا من موطني الغالي، اشياء مرعبة، سلاحنا الوحيد الدعاء عليه وعلى من تفضلها علينا . وهذه تقية سياسية كما ترى.
الا انه من كوني معني بشكل او بآخر بما يجري على صعيد الانتخاب، وأعني بمعني أنه غصبا عني يطرق سمعي كل ما يجري من همروجة الانتخابات، من بداياتها ما قبل التصفيات النهائية، وما قيل فيها والى ما رست عليه من انحصارها باوباما وماكين. وكوني من مسلمي امريكا، وحيث ان الاسلام دخل في الحمله الانتخابيه كمفرده انتخابية غصبا عليه هو الاخر، ولكن رجله ورجل الارهاب سوا في الدخول في القاموس السياسي في السنوات الثمان الماضية العجاف. لابأس ، ان هذا الخد تعود على هذه اللطمة.
انما السؤال الذي يجول في خاطري؟ ألهذا الحد وصل القحط في هذه الامة العظيمة، كما يحلو لاهلها وسياسيها ان يطلقوا عليها، و ما اوهمونا به، ونزل كما ذكرت في جيناتنا الوراثية، من خلال تدخلاتها في انتخابات العالم، وأنها الناخب الاول قبل اي مواطن في بلده. متفاجئ انا من تمخض الجبل عن فأر! هل اصبحت البلاد العظيمة صاحبة اكبر مخزون استرتيجي في العالم من الادمغة واكبر مستورد لها على الاطلاق صارت بهذا الهزال! بحيث تنتهي التصفيات الى ما انتهت اليه.! ولماذا يحجم اصحاب الفكر والرجال رجال الدولة والاقتصاد والسياسة عن الترشح لاتنخابات ليكونوا على راس أعظم الدول، والعالم اليوم في وضع عام مفصلي دقيق وحرج، وامريكا معنية به بل لعلها هي محوره، لا بل هي من اسبابه.
جون مكين يمثل أسوأ خيار لاستمرار ما عليه الحال في امريكا والعالم، من وضع سياسي عسكري اقتصادي متازم، واكثر من خطير، اذ ليس لديه استراتيجية جديدة على الاقل لادارة هذه الازمة و الصراع، بل إنه لا يرى أن هناك شئ غير عادي.
اما أوباما العظيم الذي سلط الضؤ عليه لثلاثة أسباب: أولها كونه اسودا ثانيها: ابوه المسلم، ثالثها من كونه متكلم، يحسن فن الكلام ويتقنه.
التفاصيل: أسود، ذو أصل أفريقي تهمة مخيفه، يحاول أوباما وماكينته الانتخابية وخبرائه في الأمر أن يبعدوا هذه الصورة عن أعين وأذهان الذين يرون أوباما أسود البشرة بل إنه وإنهم لايشيرون الى ذلك ابدا ولا يردون على من يشير الى هذا الامر من قريب او بعيد، بالرغم من أنه يوجد في امريكا تمييزا عنصريا بنسب، خفيفة الى أعلى النسب، ويوجد في امريكا من لا يستطيع ان يبلع هذا الامر بشكل من الاشكال، رئيس اسود راس صعبه، وبالرغم ايضا من ان التمييز العنصري افة حقيقية موجودة ويجب معالجتها وكان بإمكانه على خلفية كونه اسودا، بان تكون من صلب برنامجه الانتخابي فيطرحها للمعالجة، ولكن هل تاتي بنتائج سلبية ام ايجابية بحاجة الى درس وتأمل، ولكن لينسجم مع نفسه على الاقل، استبعدت من البرنامج وطليت باللون الابيض وكانه يسرق شأنا من شؤون البيض عساهم ان لا يلاحظوا اللون، ولن استفيض في الموضوع. الامر الثاني أبوه المسلم، أن يتبرأ منه ومن إنتسابه إليه هذا شأنه، فقد حلف أيمانا مغلضه أنه بريء من التهمة وما كان مسلما في يوم من الايام، وأشار الى عرابه القس الاسود وانتمائه الى كنيسته، وان تبين فيما بعد أن من سماه أباه الروحي في الكنيسه، حوله أكثر من علامة إستفهام كما ورد في الاعلام، وتبرأ منه الاخر.
الذي اود الاشارة اليه ان ماكين حين اتهم! نعم اتهم اوباما بانه مسلم وراح اوباما ومن معه من ماكينة انتخابيه بنفي التهم، لا،بل تبرأ بطريقة مهينه كما يتبرأ المرء اذا ما اتهم باشنع التهم، مسلم معاذ الله، وكأن الاسلام تهمة شنيعه وباتفاق المرشحان تخرج عن الانسانية، وكال للمسلمين الذم وأعطى ايران نصيبها المقسوم، مادحا في نفس الوقت اسرائيل، اذ ان الاسلام عدو السامية. لم يوجد من ملايين المسلمين الامريكين من يقيم الدنيا على ذلك الامر، ناهيك عن مليار ونيف من المسلمين في العالم فكانت ردة فعلهم الخجل مثلهما تماما، معكما حقا فإن شتم أكثر من مليار مسلم ومسلمة جهارا نهارا وأكثر من مرة، واستمرار حملات العداء لما أسماها الرئيس دبليو بوش "الفاشية الإسلامية" ولم يلق الا بعض ردود خجوله، انه لامر مخجل حقا ان تنتمي الى مثل هؤلاء.
هل اصبح الاسلام يساوق الجرب؟ والانتماء اليه جريمة في حق الانسانية؟ ألم يعد يحسب لنا حساب اقلها من اننا اصوات ناخبه لها صوتها، وكأني في اهمال ولاية ميتشغن من التصويت لان فيها اكبر تجمع اسلامي في البلاد وحادثة منع فتاتين محجبتين ان تظهرا في الصورة مع أوباما في أحد حملاته خير دليل، الحزبين لا يريدانها وكأن لسان حالهما وبالناقص ولاية ،ايضا امر مخجل ولن اطيل في الامر فاسرحوا بخيالكم الى حيث شئتم فهو صحيح.
وحقيقة أخرى تشعر بالمرارة، لم يسجل حتى الآن حضوراً مؤثرا للجالية المسلمة والعربية في تاريخ الانتخابات الأمريكية، فهم متوزعي الانتماء حسب ما حملوه معهم من صراعات وصرعات من اوطانهم التي نهجوا منها، مضافا لكونهم ليس لهم كبير نشاط سياسي فان وجد فلا يعطون بلادهم الأم أولوية، بل العكس، وهذا ما اظهرته استطلاعات رأي، طالب فيها عرب امريكا بتحسين التعليم والحقوق المدنية من صحة ووظائف وغيرها، ولم يأت على ذكر مايجري في الشرق، وكان جنات عدن هناك، او من دخلها كان آمنا.
اما منقبته الاخيرة وهي التكلم التي سجلت له فنحن العرب فيها شركاء ومن اكثر الناس حبا بالكلام والتكلم والخطابه بل انه من مختصاتنا الاثيرة، وكان حري به ان يناسبنا من هذا الباب على الاقل، فلدينا سمه مشتركه، واخاطبكم - والشئ بالشئ يذكر- ابشروا يامسلمي امريكا لقد فتح لكم بوش وأوباما الطريق الى البيت الابيض فلا يأس بعد اليوم. اما السؤال الكبير هل ننتخب؟ ام لا!! وان كانت الاجابة نعم فمن؟ يبقى بحاجة الى جواب!؟ فيل يدعسنا، ام حمار يرفسنا؟



No comments:

Post a Comment