Thursday, April 29, 2010

شرح الخطبة الشقشقية

شرح الخطبة الشقشقية:

أَمَا وَ اَللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلاَنٌ:
اي لبسها قميصا ليس له ولم يفصل على مقاسه.
وَ إِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ اَلْقُطْبِ مِنَ اَلرَّحَى:
مع علمه السابق باني صاحب ذاك القميص واني انا مركز رحى الاسلام اذا بدل او عدل لا تدور رحاه كما ينبغي بل ولا يعطي الغرض المنشود منه.
وهو نعم الطحين الذي يصنع نعم العجين.
يَنْحَدِرُ عَنِّي اَلسَّيْلُ:
مكانتي فيكم بفضل علمي وجهادي وقربي من نبي الله ص وانا بفضل ما علمني قمته الشامخة، تسيل منه المياه الصافية الزلال التي يشرب الناس منها فيرتوون.
وَلاَ يَرْقَى إِلَيَّ اَلطَّيْرُ:
مهما جهد ذو جناحان وهمة ان يصلوا الى ما انا صرت اليه من العمل والمكانة فلن يصل.
فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً:
ليست غايتي ولا مرادي من الخلافة الرئاسة والزعامة بقدر ما يهمني ان اقيم للعدل صرحا واحمي الضعفاء من ضعاف النفوس وان احافظ على جذوة الدين والايمان في النفوس.
وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا اَلْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا اَلصَّغِيرُ وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّهُ فَرَأَيْتُ أَنَّ اَلصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَ فِي اَلْعَيْنِ قَذًى وَ فِي اَلْحَلْقِ شَجًا:
ورحت اجيل الراي والفكر واعمله وحاولت مع الناس جاهدا ان نعيد الامور الى نصابها وطلبت منهم العون على امري لابلاغ وانفاد امر الله تعالى فوحدي لست بقادر على ذلك ولا بد ان يتعاون الناس لاعادة الامور الى نصابها مع علمهم بحقيقة ما جرى.
غير اني لم اجد الناصر والمعين فانا وحدي كمن يقاتل بيد واحدة ورايت ان اصبر على هذا المصاب الجلل والخطب الفادح الذي منيت به الامة والاسلام فرأيت ان الصبر في هذه المواطن افضل وان كان الصبر في هذه الحال كمن ينام على عينه وفيها شوك وكذلك كمن في فمه شوك وانا ارى الناس يتخبطون من حولي تخبط الاعمى دون دليل في ارض وعرة او كمن يسير في الليلة المظلمة دون دليل او هادى، او سراج منير.

أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى اَلْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلاَنٍ بَعْدَهُ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ اَلْأَعْشَى :
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا
وَ يَوْمُ ؟ حَيَّانَ ؟ أَخِي جَابِرِ
ومع ذلك ارى ان مكاني الذي رتبني فيه الله وقد ازلت عنه قهرا
وغصبا.
ولم ينصرني احد على استعادته، وتكلم وحكم ذلك المغتصب باسم نبي الله والامر لي دونه. وما غصبا ما غصباه إلا بفرية افترياها وكذبة صدقاها، انهما اقرب لرسول الله من الانصار.
وها هو يوصي بالخلافة من بعده الى عمر، ما كانت له اصلا للاول حتى يعطيها للثاني.
فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ:
والامر العجيب انه طلما طلب ابو بكر من الناس صائحا اقيلوني اقيلون.
اخرجوني من هذا المنصب الذي نصبتموني ورضيتموني فيه. ان لي شيطانا يعتريني.!!!!!؟؟؟؟؟ قائد وزعيم الامة له شيطانه الذي يركبه.....
وهو اعتراف منه بانه غاصب لما يلبسه وانه ليس اهلا ويعلم اني اهله، فطالب الاستقالة لعدم اهليته اذا به يعطي القميص ايضا لمن ليس اهل له بعد موته بالوصية.

لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَ يَخْشُنُ مَسُّهَا وَ يَكْثُرُ اَلْعِثَارُ فِيهَا وَ اَلاِعْتِذَارُ مِنْهَا:
وطلما تقاسما مغانمها وكانا الحاكمين الفعلين بل الحاكم الفعلي الثاني الى ان صارت للثاني جلف غيلظ لا يرعوي غبي لا يفقه من الدين شئ حتى كثرت عثراته وزلاته واخطاؤه وسقطاته وخافته الناس لغلظته وسوء اخلاقه.
وطالما كنت اصحح الخطأ من ورائه ويعتذر الى من اخطأه بالجواب والحكم.
فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ اَلصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ اَلنَّاسُ لَعَمْرُ اَللَّهِ بِخَبْطٍ وَشِمَاسٍ وَتَلَوُّنٍ وَاِعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ اَلْمُدَّةِ وَشِدَّةِ اَلْمِحْنَةِ:
فصار الناس في ولاية عمر كمن يركب ناقة صعبة المراس غير مدجنة وحشية الطباع لا يعرف كيف يقودها فإن ارخى العنان سارت به الى الهلكة وان شد لجامها اذته بجموحها،
اراء جديدة وبدع لم ينزل الله به من سلطان ولا قرآنن تحليل لحرام وتحريم لحلال، فاوقعوا الناس في الحيرة والضلال.
ومع علمهم اني خير من روضها وقادها خير قياد وسار بها احسن مسير ولكن عزلوني وما استفادوا من عظيم خبرتي ومكانتي ومعرفتي الحقة بالامر .
حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اِعْتَرَضَ اَلرَّيْبُ فِيَّ مَعَ اَلْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ اَلنَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ اَلْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَ هَنٍ:
ثم لما طعن عمر وادرك انه هالك لا محالة سمى ستة نفر انا واحد منهم أمير المؤمنين عليه السّلام و عثمان و طلحة و الزّبير و سعد بن أبي وقاص و عبد الرّحمن ابن عوف وكلهم ادنى واخس من الاول ابو بكر لما نازعني الامر بادئ ذي بدء حتى انزلني هذه المكانة فمن مهازل الدهر ان اساوى بهؤلاء النفر الارذلين الادنين بدليل انهم اكثر الناس معرفة بحقي وها هم يرضون ان ينافسوني امر قميصي يعلمون تماما انه لي دونهم ومع ذلك لا يمنعهم دينهم وتقواهم المزعوم من منازعتي حقي
فجاريتهم وكاني لا اعلم فمع ذلك تحركت فيهم احقاد الماضي وتألبوا علي وحالوا دون ان يصل الامر لي وهذا الهدف من أمر الستة والترتيب الذي رتبه عمر.

إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ اَلْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَ مُعْتَلَفِهِ وَ قَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اَللَّهِ خِضْمَةَ اَلْإِبِلِ نِبْتَةَ اَلرَّبِيعِ إِلَى أَنِ اِنْتَكَثَ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ:
فاختاروا وانتخبوا عثمان بن عفان بن ابي معيط بن امية وفيه جوع عتيق وحقد دفين لا هم له من الخلافة الا العلف الاكل كالبهيمة والنكاح وجاء ببني امية وطرداء رسول الله وسودهم على المسلمين وهم ابعد الناس عن الاسلام واحقد الناس على الاسلام فراحوا يعيثون في الارض فسادا وفكوا حبالا وعرى اوثقها رسول الله ص، حتى تبرم الناس وثاروا عليه وقتلوه شر قتلة وبقي ثلاثة ايام مرمي على مزبلة لا يدفنه احد كجيفة الكلب.بصنيعة وغشه.
فَمَا رَاعَنِي إِلاَّ وَ اَلنَّاسُ كَعُرْفِ اَلضَّبُعِ إِلَيَّ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ اَلْحَسَنَانِ وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ اَلْغَنَمِ:
فلما قتل جاء الناس الي مجتمعين علىّ يريدون بيعتي وانا رافض.
الان علمتم بي الان عرفتم حقي عليكم ومكانتي عندكم. بعد ان ضيعتموني طويلا.
انا لا اريدكم ولا رغبة لي فيكم ولا في حكمكم.
استمروا في امركم ونصبوا احدا منكم كما فعلتم طوال ربع قرن على وفاة نبيكم ص اتركوني وشأني.
وابيتم الا بيعتي بالقوةودستم قدمي وقبضت يدي عنكم فبسطموها تبايعونني بالقوة.
فشرطت عليكم واخذت مواثيقكم على الطاعة لي وعدم عصيان امري شرطا لقبول الخلافة فوافقتم.
فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ وَ مَرَقَتْ أُخْرَى وَ قَسَطَ آخَرُونَ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا كَلاَمَ اَللَّهَ حَيْثُ يَقُولُ تِلْكَ اَلدَّارُ اَلْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي اَلْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ اَلْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 1 16 28 : 83 بَلَى وَ اَللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَ وَعَوْهَا وَ لَكِنَّهُمْ
حَلِيَتِ اَلدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَ رَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا:
وما ان عزمت على تنظيف الخلافة وتطهيرها من الادناس التي لوث بها الثلاثة وشرعت بعملي فلم يرق لكم امري فقد تعوتم الحرام واستمتعتم به وركنتم الى المعصية والتحلل من حق الله فقام جماعة الجمل بفتنتهم والنهروان بمروقهم ومعاوية بكفره وانتم بعنادكم
أَمَا وَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ لَوْ لاَ حُضُورُ اَلْحَاضِرِ وَقِيَامُ اَلْحُجَّةِ بِوُجُودِ اَلنَّاصِرِ وَمَا أَخَذَ اَللَّهُ عَلَى اَلْعُلَمَاءِ أَلاَّ يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلاَ سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ.
فقسما عظما برب العزة لولا فرض الله علينا من ان نقوم بامر الناس ناصحين مخلصين وحماية للمستضعفين من المؤمنين، لتركت هذا الامر عليكم ولاعتزلتكم واجمعوا امركم كما اجمعتم من اول الامر مع ابو بكر فانتم طلاب دنيا وحطامها وليس هذا مذهبى ولا غايتي.
فإني طلاقتها ثلاث.

No comments:

Post a Comment