حين نريد التحدث عن دور كربلاء الريادي في ثورة العشرين لا بد من التمهيد لذلك بالحديث عن كثير مما يرتبط بتلك الثورة ويؤدي اليها من حالات ووقائع واحداث اذا بدت للسامع انها بعيدة عنها فهي في الواقع لصيقة بها ..كربلاء وثورة العشرينحين نريد التحدث عن دور كربلاء الريادي في ثورة العشرين لا بد من التمهيد لذلك بالحديث عن كثير مما يرتبط بتلك الثورة ويؤدي اليها من حالات ووقائع واحداث اذا بدت للسامع انها بعيدة عنها فهي في الواقع لصيقة بها ..2فنحن مثلا لانستطيع الخوض في العوامل النفسية التي دفعت قادتها الى التحمس لها، والتضحية في سبيلها ، ولا في ذلك الاندفاع العجيب الذي اندفع به الشعب الى خوض غمارها ، لانستطيع ذلك دون الرجوع الى حقبات تاريخية قريبة او بعيدة ، ودون التوغل في حياة اولئك المقاتلين الشجعان الذين دوخوا جيوش الامبرطورية التي كانت خارجة لتوها من الانتصار على اعظم قوة عسكرية عرفها عصرها ، هي القوة الالمانية !.كان كل شئ يوحي للانكليز ان الامر ممهد لهم في العراق ، وانه اذا كان للشعوب التي حكموها او سيحكمونها بواعث على الثورة عليهم ، او على الاقل على اقلاق راحتهم ، فان لهذا الشعب العراقي كل البواعث على الترحيب بهم والاستسلام لهم والتسليم بحكمهم ، وعقد الخناصر معهم على اجتياز مرحلة الحياة الجديدة بهدوء واطمئنان ، وتوافق وتساند .فهذا الشعب الذي ظلت اكثريته الشيعية مئات السنين محكومة من سلطة كان عماد حكمها الاضطهاد والتنكر لحقه في الحرية والاطمئنان .وكان هدف رجالها اقتلاعه من ارضه ان استطاعوا ، فان لم يستطيعوا فالحؤول دون انفتاحه على الحياة السعيدة وانطلاقه في العيش الكريم !.3هذا الشعب الذي عانى من حكامه الاتراك ومعاونيهم غير الاتراك ما عانى في القرون السابقة للقرن العشرين ظل يعاني ذلك في صميم القرن العشرين ،حتى اذا انفتح باب الحرية على الشعوب الذي سدها ملوكها المستبدون ، واطلت نوافح المساواة التي حجزها حكامها الظالمون ، ظل هذا الباب مغلقا في وجه الشيعة ، وظلت هذه النوافح محجوزة عنهم كما سنرى . وجمهرة الشيعة في الدولة العثمانية هم في العراق ، لذلك كان الظلم هو الابرز ظهورا فيهم دون غيرهم في المواطن الاخرى .وحين نتحدث عن الظلم ومظاهره فان اشد ما يفجعنا في هذه المظاهر ، انها كانت تتجاوز في وجودها الوجود المادي الى الوجود المعنوي ، فحين ينتصر الجيش على الثائرين لكرامتهم توغل الاقلام بعد السيوف في الطعن فيقول شاعر الجيش مباهيا :سقى الرفض ساقى الحوض كأس منية**غداة وردنا بالمسرات كوثرهقطعنا من ( الدروند) حبل وريدههم **بلى واصبنا من طلى الرفض منخره3الحرية التي انفتحت ابوابها على الشعوب العثمانية في مطلع القرن العشرين وبالتحديد سنة 1908، والحياة الدستورية التي ساوت بين الرعية .الحرية والمساواة هاتان حيل بينهما وبين الوصول الى الشيعة ، فقد ظل مذهبهم غير معترف به فكان المفروض عليهم ان يتحاكموا ويحكم عليهم بما يراه قضاة المذهب الحنفي وظل غيرهم يمثلهم في البرلمان العثماني ، وظلوا محرومين من الدخول اليه بمجلسيه : مجلس النواب ومجلس الاعيان . فاذا استعرضنا اسماء نواب آخر برلمان عثماني انتخب سنة 1912 ، واستعرضنا فيما استعرضنا نواب اسماء المناطق الشيعية : بغداد و البصرة وكربلا والديوانية والمنتفك والعمارة ، فاننا لا نجد اسما شيعيا بين اسماء نواب هذه المناطق الشيعية البحتة : كربلا والديوانية والمنتفك والعمارة ، ولا بين اسماء نواب المنطقتين ذات الاكثرية الشيعية : بغداد والبصرة .4ونحن نعلم ان النواب يوم ذاك كانت السلطة هي التي تفرضهم على المناطق.وكذلك القول في مجلس الاعيان الذي لم يكن فيه أي عين شيعي . والبرلمان بمجلسيه هو مظهر المشاركة في الحكم . لذلك لا داعي لان نقول انه لم يكن يشارك في الحكم شيعي واحد لا في الادارة من ادنى درجة فيها : مديرية الناحية الى درجة الوزارة.ولا في الجندية من الملازم حتى المشير . في حين ان الجندية كانت تمتلىء بشبان الشيعة المساقين الى التجنييد الاجباري5على ان العجيب في امر اولئك الشيعة ، واذا قلت العجيب فأني اقصد انه عجيب عند من لا يعرفهم ، وهو ليس بعجيب عند من يعرفهم - ان العجيب من امرهم ، هو انهم عندما تعرضوا لمذبحة في كربلا سنة 1843 على يد نجيب باشا تدخل القنصل البريطاني لمصلحتهم فلم يكن هذا التدخل موضع ترحيبهم .6وفي اواخر القرن التاسع عشر اراد الدبلماسيون الانكليز التدخل لصالح الشيعة فيما عرض للمرجع الشيعي الاعلى السيد محمد حسن الشيرازي من اذى خلال اقامته في سامراء ، الا ان السيد الشيرازي رفض استقبال القنصل الانكليزي وارسل اليه من يقول له: نحن مسلمون فلا حاجة لتدخلكم بيننا (1)7عندما اقبل الانكليز على العراق وتمت السيطرة عليه كاننت صورة الشيعي ملء اذهانهم ، وكان يعلمون كل كبيرة وصغيرة من تاريخ ذلك الاضطهاد والحرمان الذين مني بهما الشيعة طيلة الحكم العثماني ، كما كانوا يرون ان لهم سابقة يد على الشيعة حين تدخلوا لمصلحتهم في مذبحة كربلا وارادوا التدخل لمصلحتهم كذلك في احداث سامراء.ومن هنا كانوا مطمئنين الى ان الشيعة سيتعاونون معهم ، وانهم الذين يمكنهم الاعتماد عليهم ، وكانوا قد مارسوا مثل ذلك من قبل في الهند في تعاملهم مع المنبوذين الذين اثمر لهم تعاملهم معهم افضل الثمار8الصدام الاول بالشيعةعندما دعا السير وليم مارشال القائد العام للجيوش البريطانية في العراق في 11تشرين الثاني سنة 1918 من اعتقد انهم زعماء العراق والقى عليهم خطابا ثم وزعه عليهم مكتوبا ، مناهم فيه الاماني واشار فيه الى ما سيبدأ بتنفيذه من اطلاق اسرى الحرب العرب واعلان عفو عام عن فريق من السجناء وتوزيع طعام والبسة على الفقراء واطلاق الحرية للتجار وتخفيف التضييق عن العمل الشخصي ، لم ينس ان يضرب على الوتر الشيعي الحساس ،وان يلفت نظر الشيعة الى العناية الخاصة بهم ، فجعل من جملة وعوده السماح بنقل الجثث لتدفن في كربلا والنجف ، وفتح الطريق من جديد للزياراتالمنظمة للعتبات المقدسة .(1) يونس السامرائي ( تاريخ مدينة سامراء ) ج 2 ص178 طبعة بغداد9لم يفت احد زعماء الشيعة الحاضرين الشيخ مبدر الفرعون ما رمى اليه القائد الانكليزي الفاتح ، وادرك ان الشيبعة هم المقصودون اكثر من غيرهم باقوال السير وليم مرشال ،لذلك انبرى وحده للرد عليه ، متجاهلا ما قاله عن كربلاء والنجف والزيارات ونقل الجثث . لا بصفته زعيما شيعيا كبيرا ، بل بصفته عربيا استقلاليا يرى أن تحقيق الاستقلال العربي ، لا العراقي وحده ، هو المطلب المنشود وركز رده على قول القائد الانكليزي : ( اتيت لاذيع بينكم انتهاء القتال مع الجيوش التركية - الى ان يقول : يمكننا اليوم ان نبين ان الوعود التي اعطيت مرارا يجب ان تنجز في اول فرصة ممكنة ) .10والوعود التي يشير اليها هي الوعود التي اغدقها سلفه فاتح بغداد الجنرال ( مود ) اذ انه بعد احتلاله بغداد في 11 آذار سنة 1917 اذاع في 19 آذار 1917 منشورا على العراقيين قال فيه : ( ان جيوشنا لم تدخل مدنكم واراضيكم بمنزلة قاهرين او اعداء بل بمنزلة محررين )ثم يقول : ( امنية الحكومة البريطانية هي ان تحقق ما تطمح اليه نفوس فلاسفتكم وكتابكم مرة اخرى ولسوف يسعد اهالي بغداد حالة ويتمتعون بالغنى المادي والمالي بفضل نظامات توافق قوانينهم المقدسة واطماحهم القومية الفكرية )11ثم يقول : ( ان التصميم هو ان لا يذهب ما قاساه العرب الشرفاء هباء منثورا . ان المأمول لهو مأمول بريطانيا العظمى والامنية امنيتها ، بل هو مأمول وامنية الامم المتحالفة معها ان تسمو الامة العربية مرة اخرى عظمة وصيتا وان تسعى كتلة واحدة وراء هذه الغاية بالاتحاد والوئام )ثم يختم قوله بهذه الجملة : ... أن تنضموا مع ذوي قرباكم شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في تحقيق اطماحكم القومية )وقف الشيخ مبدر الفرعون يرد فيما يرد قائلا : ( ...اني لا أقدر أن اصف ما نشعر به من السرور والبهجة لما شاهدناه من الطاف فخامتكم يا حضرة القائد العام ، وتفضلتم بهذه الدعوة مع بعضنا البعض وما ينتج على اثر ذلك من التحاب وما تفضلتم بابدائه من مضمون خطتكم الجليلة التي احتوت على ما تامله الامة العربية من حسن نوايا الحكومة البريطانية )ثم يقول : ( وحيث ان فخامتكم هو الممثل الاوحد لجلالة الملك جورج الخامس اعرض لفخامتكم ان الامة العربية لا تنفك مخلصة للحكومة البريطانية ما دامت هذه نواياها ) .12ثم يختتم خطابه قائلا : ( نسأل الله ان يديم اجتماعنا بحفلات شائقات مثل هذه الحفلة التي طفحت بالسرور العظيم والاخلاص العميم ، وان يحقق آمال العرب وامانيهم التي ضحوا في سبيلها بكل غال ورخيص )كان خطاب الشيخ مبدر الفرعون جوابا على خطاب وليم مرشال ردا حاسما على تلويح الجنرال بما لوح به للشيعة ، وبيانا واضحا بان الشيعة عرب استقلاليون تحرريون،لا انتهازيون اقليميون ، ولا وصوليون نفعيون . فالاضطهاد التركي لهم لا يحملهم على مصادقة الانكليز والسير معهم . انهم طلاب استقلال وحرية لا للعراق وحده بل للبلاد العربية جميعها . فهو قد كرر اكثر من مرة كلمة : ( الامة العربية ).ان الشيخ مبدر الفرعون فضلا عن انه خيب امل الانكليز بتجافيه عن ان يلم ادنى المام بما هو مذهبي ، بل تعالى عن ذلك كل التعالي ، انه الى جانب ذلك قد تجافى عن الالمام بكل ما هو اقليمي محلي ، فهو الزعيم العربي الذي لا يتكلم عن الشيعة وعن العراق، بل يتكلم عن الامة العربية .والشيخ مبدر الفرعون ليس خريج الجامعة التي يمكن ان تكون لقنته شؤون القوميات ولا من دارسي النزعات التي افرزتها النهضة الاوربية قوميا وعربيا .13انه خريج القاعدة الشيعية الصلبة التي ارسى قواعدها علي بن ابي طالب(عليه السلام ) يوم ذادوه عن حقه في الخلافة فقال : ( ... والله لاسلمن ما سلمت امور المسلمين ولم يكن فيها جور الا علي خاصة ) .لقد كان علي بن ابي طالب يستطيع ان يثيرها حربا شعواء يلتف فيها حوله الانصار الناقمون بقيادة سعد بن عبادة ، ويستجيب له فيها مالك بن نويرة وقومه الذين وصموهم بالردة ، وهم لم يرتدوا ، بل توقفوا متسائلين عن الاسلوب الذي تم فيه الوصول الى الخلافة ! ..وتلتف حوله الالوف المؤلفة لو اهاب بها . ولكن امور المسلمين هي وحدها التي تهم علي بن ابي طالب ، وامور المسلمين قد لا تسلم اذا اعلن الحرب .لقد كان علي بن ابي طالب يلوح لمبدر الفرعون من وراء العصور، وكانت كلمته بل كلماته تجلجل في سمعه وتملء نفسه فانطلق يتحدث بمثل ما تحدث به .14اول صدام عسكري بالشيعةتألفت على اثر الاحتلال الانكليزي للعراق جمعية سرية في النجف لمقاومة الانكليز والعمل للوصول الى الاستقلال باسم (جمعية النهضة الاسلامية ). وقد قر قرارها على ان تظل سرية وان تعمل بحذر الى ان يتم تسليح جميع اعضائها تسليحا كاملا والى ان تنظم ماليتها ، ثم تدعو القبائل المجاورة للنجف الى الثورة على الانكليز .ولكن حدث ان بعض المتسرعين المتهورين اطلقوا النار على فرقة خيالة من الهنود دخلت الكوفة في الثاني عشر من كانون الثاني في سنة 1918وكانت تقوم بتمرينات عسكرية خارج النجف فقتل جندي وجرح آخر. فقدم ضابط الارتباط السياسي الانكليزي المقيم في الشامية الكولونيل بلفور ففرض غرامة على النجف قدرها خمسون الف ليرة ذهبية وتسليم خمس مئة بندقية .وكانت وجهة نظر ( جمعية النهضة الاسلامية ) تتلخص في ان الانكليز الذين اناطوا بانفسهم حفظ النظام والقانون عاجزين عن قمع الفوضى التي اشاعها المتسرعون ، وليس لهم اي حق في حكم النجف او في فرض غرامة فادحة على سكانها في مقابل موت جندي هندي هم المسؤولون عن موته .وفي التاسع عشر من شهر اذار عقدت الجمعية اجتماعا اجمعت فيه غالبية الحضور على ان الظرف موات لقيام الثورة العامة ، واتفقوا على أن اغتيال الضابط ( مارشال) ( وهو غير الجنرال مرشال طبعا ) سيكون بمثابة اشارة تعطى للقبائل حول النجف ليبدؤوا مناوشة المكاتب البريطانية التي اتخذت في تلك المنطقة وعهد بتنفيذ ذلك الى جماعة قوامها حوالي عشرين رجلا ، كان عليهم ان يغتالوا مرشال ويخلقوا حالة من الاضطراب والفوضى في النجف اعتقادا من الجمعية ان هذا سيعبقه قيام ثورة عامة في الفرات الاوسط.15وتم اغتيال مارشالفامر الجنرال مارشال بضرب الحصار على النجف ، وبعد حصار استمر اربعين يوما استطاعت القوات البريطانية دخول النجف والقبض على الثائرين واعدامهم في تفاصيل ليس هنا مكان الحديث عنها . وقد كان علينا اذا اردنا سرد الاحداث سردا زمنيا متتابعا ان نؤجل ذكر هذا الحدث ، لأن احداثا سبقته ، ولكننا فضلنا ذكره هنا لنوالي ذكر الصدامات الاولى مع الانكليز ، السلمي منها والعسكري .16ونعود الان الى متابعة الاحداث الاولى:الواقع ان خطاب مبدر الفرعون كان تحديدا لمواقف الشيعة من القضية الوطنية . وعندما تكلم كان يعلم ان ما يتكلم به هو صدى لما يعتمل في نفوس الشيعة في كل بقعة عراقية لذلك كان واضحا صريحا باعلان ما اعلنه بان محاولة دغدغة عواطف الشيعة بذكر النجف وكربلا والزيارات هو شئ لا يثير اهتمام الشيعة في هذا الموقف اليوم ، فلم يقل كلمة واحدة في هذا الشأن ، بل تجاوزه الى الحديث عن العرب وحقوقهم والامة العربية وتطلعاتها .ولاشك ان الانكليز بوغتوا بهذا الموقف الجلي لاسيما وان المعبر عنه رجل في مقام مبدر الفرعون الذي يرأس عشيرة من اكبر عشائر العراق والذي يزن كل كلمة قبل ان ينطق بها .وقد كان كلامه الكلام العراقي الوحيد في ذلك المجتمع بحيث بدا أن الجميع موافقون على ما قال .17كان الانكليز يحكمون العراق حكما مباشرا رأسه الحاكم العام ارنولدولسون ، يتبعه في مركز كل لواء وكل قضاءحاكم انكليزي يدير شؤونه.واعتمادا على ما في ذهن الانكليز من ان الشيعة الذين خرجوا من الاضطهاد التركي سيرحبون بهم منقذين، تجاوزوا خطاب مبدر الفرعون وقرروا الاتصال بالشعب مباشرة واثقين بأن هذا الشعب الذي يعتقدون بأنهم انقذوه سيكون مقرا لهم بما يبغون من اساليب حكم العراق .فارسل الحاكم العام الى الحكام الانكليز في الالوية والاقضية طالبا منهم ان يجري كل منمهم في منطقته استفتاء على شكل الحكم الذي يريده العراقيون .18وكان الاستفتاء عبارة عن اسئلة معينة هي :1:- جنسية الحاكم الذي يريدونه2:- شكل الحكم3:- حدود العراقوفي يقيني ان الحاكم العام وضع السؤال الاخير لهدف بعيد بقصد تمزيق العراق وتحويله الى دويلات طائفية عنصرية، فقد كان في ظنه ان الشيعة - وقد عانوا ما عانوا - من الحكم التركي غير الشيعي - سيقتصرون في تحديد العراق على المنطقة التي يسكنونها وهم اغلبية الشعب العراقي . وبذلك يصبحون اسياد انفسهم بعيدين عن تسلط أي غريب عنهم .ويكون ذلك طبعا في ظل الحكم الانكليزي.ولكن الشيعة خيبوا ظنه في الاجابة عن هذا السؤال بالذات، فكان جواب الكاظمية مثلا بان حدود العراق : هي من شمال الموصل الى الخليجوالذي زاد في خيبة الانكليز هو ان جواب الكاظميةكان موقعا من كبار علمائها المراجع وهم : السيد مهدي الحيدري و الشيخ مهدي الخالصي والسيد حسن الصدر والسيد محمد مهدي الصدر والشيخ السلماسي والشيخ عبد الحسين آل ياسين .مع توقيع غيرهم من مختلف الطبقات .19ولكن الانكليز مع ذلك لم ييأسوا ، فهم يعرفون ان الكلمة الاخيرة الفاصلة هي للنجف مقر المرجعية الشيعية الاعلى وما يتبعها من العشائر الفراتية الكبرى.ورأى الحاكم العام ارنولد ولسون ان يباشر الامر بنفسه فكتب في 30 تشرين الثاني سنة 1918 الى نور بري حاكم النجف ان يدعو رؤساء العشائر ووجوه النجف ليلقاهم الحاكم العام ويذاكرهم في مستقبل العراق.فعل ولسون ذلك لانه موقن بأن المجتمعين سيرون فيه محررهم من الاضطهاد ، ويرون انفسهم وقد تحرروا على يديه مماشين له فيما يطلب اليهم .وجاء ارنلد ولسن الى النجف فالتقى النخبه النجفية منها والعشائرية وخطب فيهم واثقا انه سيكون لخطابه وقع السحر عليهم ، وان اقل ما سيطلبونه هو حاكم انكليزي للعراق !..وبالفعل فقد كان لخطابه وقع السحر ولكن في غير ما توقع ، فما ان انهى خطابه حتى انبرى له الشيخ محمد رضا الشبيبي مجيبا باسم الجميع : مطالبا بحكومة دستورية برئاسة ملك عربي .وقد كان ولسون يتوقع كل شئ الا هذا الجواب ، لذلك ثار غضبه وقاطع الشبيبي ضاربا المنضدة بقبضة يده.وحاول احد الحاضرين تلطيف الجو فاقترح تأخير الجواب ليدعو المجتمعون غيرهم فيتداولوا فيما بينهم ويرسلوا الجواب ، ولكن ولسون الذي لم يكن في حسبانه ان يلقى ما لقي ، ظل على غضبه واصر على ان يجتمعوا في الحال ويقرروا قررارهم الاجماعي ويبلغوه اليه .ولكن الاجتماع انفض دون الوصول الى النتيجة التي ارادها الحاكم الانكليزي العام(2)20المعاناة الشيعيةمن اجل ان ندرك حقيقة الموقف الشيعي ، المتسامي على الاحقاد حيال المصلحة العليا ، المترفع عن الاضغان امام خير الاوطان . لا بد لنا من ان نلم بعض الالمام بالمعاناة التي مر بها الشيعة خلال الحكم العثماني التي اشرنا اليها اشارة عابرة فيما تقدم من القول.ثم نرى كيف عامل الشيعة ظالميهم عندما حلت النكبات بهم . وكيف وقفوا مناصرين للدولة العثمانية عندما بدأت تتخطفها الاخطار__________________________________(2) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية م 4 ص 384- 385 ط 1990بدأت المعاناة الشيعية مع العثمانيين معاناة مذابح جماعية ، وكان بروزها بلا أي مقتض لها سوى اخماد الصوت الشيعي الذي بدأ يتذمر من انعدام الحرية الشيعية في جميع انحاء العالم الاسلامي ، وبأنه لا بد للشيعة من مكان في هذا العالم يمارسون فيه حريتهم كغيرهم من اصحاب المذاهب والاديان.21وقد نجح الصفويون في اعلان التشيع مذهبا رسميا لدولتهم فهاج ذلك هائجة الدول الاسلامية المسيطرة يوم ذاك وهي الدولة العثمانية والدولة الاوزبكية ودولة المماليك فتحالفت للقضاء على الدولة الصفوية الناشئة . ولكن ظروفا مصلحية حالت دون استمرار المماليك في هذا التحالف فبقي منحصرا في الاوزبك الذين اخذوا يهاجمون الصفويين من الشرق ، وفي العثمانيين الذين احذوا يهاجمونهم من الغرب في تفاصيل ليست من موضوعنا في هذه الدراسة .واعلن السلطان سليم العثماني الحرب لا على الدولة الصفوية وحدها ، بل على الشيعة في بلاده وفي كل مكان واعتبرهم غير مسلمين وساقها حربا مذهبية عليهم واستصدر من فقهاء دولته فتوى بكفرهم واستحلال دمائهم واستنادا الى هذه الفتوى اقدم على قتل اربعين الف شيعي (3) وفي الاحتلال العثماني الثاني للعراق سنة 1638 م (1048) الذي قام به السلطان مراد الرابع شن حربا قاسية على الشيعة قتل فيها خمسون الف شيعي (4) واصيبت مدينة كربلا سنة 1842 بانتقام نجيب باشا الذي هاجمها بجيش كبير اقتحمها واستباحها ، وقد زاد عدد القتلى على عشرين الفا من سكان المدينة(5).(ان مثل هذه الوقفات الدموية لا يمكن ان تكون عابرة ، انها في الوجدان الشعبي جرح عميق متوارث عبر الاجيال يتعذر اخضاعه للنسيان . بل كان التمييز الطائفي يجعل من المأساة حقيقة متجددة بكل آلامها واحزانها ، خصوصا عندما يكون التعامل حالة سلطوية عامة ومنهجا متداولا في الحكم رغم تبدل السلاطين والولاة والعهود )._____________________________________(3) دور علماء الشيعة في مواجهة الاستعمار ص 77 ط 1995 استنادا الى صفحات من تاريخ ايران ، وتطور حكومت در ايران ، ولمحات اجتماعية من تاريخالعراق(4) ن. م ص 78(5) ن . م ص 7822( في ضوء هذه الحقائق التاريخية كان المفترض ان يصبح الشيعة اقل شعوب الدولة العثمانية تفاعلا مع التحديات التي تتعرض لها . غير ان النتيجة جاءت معاكسة لذلك تماما. فلقد كان علماء الشيعة سباقين الى الفعل السياسي المؤثر الذي يدعم الدولة على التحديات الاستعمارية . انهم يتناسون مآسي الامس لانهم يجدون في تحديات اليوم خطرا يستهدف الاسلام والمسلمين ، وهذا ما شكل مفاجأة مذهلة للحكومة العثمانية عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى ) (6) .ففي هذه الحرب وقف الشيعة في العراق وقفة حازمة مع الدولة العثمانية فاعلن مجتهدوهم الجهاد فاستجابت لهم الجموع فقادوها بانفسهم الى ساحات القتال .وقبل ذلك عندما بدأت ايطاليا باحتلال ليبيا في 29 ايلول 1911 ( 8 1 شوال 1329) كان الاحتلال الايطالي يمثل تحديا مباشرا لكيان الدولة ، فكانت الاستجابة الشيعية نشطة ازاء الحدث اذ ما كادت الدولة تتبنى اعلان الجهاد حتى بادر علماء الشيعة الى فتواهم في وجوب الجهاد ومحاربة الاستعمار الايطالي . ( 7) .23كما قامت الجماهير الشيعية تشكل لجان الدفاع عن ليبيا وتجمع التبرعات حتى ان احد رجالهم تبرع بمبلغ خمسمائة ليرة ذهبية ( 8) وفي كربلا عقد الاهالي اجتماعا عاما عند ضريح الامام الحسين عليه السلام القيت فيه الخطب الحماسية ثم جرى جمع التبرعات وفي 12 تشرين الاول 1911 ( 18 شوال 1329 ) تظاهر اهل المدينة تأييدا للدولة وشهدت مدينة النجف تظاهرات جماهيرية القيت فيها الخطب الحماسية ( 9) كما اهتم الشعر الشيعي بالاحتلال الايطالي فنظم علماء الشيعة وشعراؤهم القصائد الرنانة التي تبين ابعاد التحدي الاستعماري وواجب المسلمين ازاء المشاريع الاستعمارية ( 10 )___________________________________________(6) ن . م ص 78-79بنصه(7) ن.م ص 52(8) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث ص188(9) تارخ العراق السياسي ج 2 ص 111(10) دور علماء الشيعة ص 53وارسلت الهيئة الدينية السيد مسلم زوين الى ليبيا لدراسة امكانية الاشتراك بالجهاد(11)24الاعداد للثورةالنهاية الفاشلة التي انتهى اليها اجتماع النجف ورجوع ارنولد ويلسون بالخيبة جعل الانكليز يعتقدون بخطئهم فيما توهموه من تعامل الشيعة معهم ، وما تصوروه من انهم يرون فيهم المنقذين .كما جعل الشيعة يكتشفون النوايا الحقيقية للانكليز من عزمهم على حكم العراق حكما مباشرا ، فانصرف كل من الفريقين ناظرا الى الفريق الآخر نظر العداء ، مخططا للايقاع به شر الايقاع .وكان سبيل الشيعة الوحيد هو سبيل الثورة واللجوء الى السلاح ، لذلك كان لا بد لهم من الاعداد لذلك والانصراف الى ما يقتضيه العمل الثوري المسلح من تجميع للقوى وتوحيد لها ، وكان ذلك متوقفا على الالتفاف حول زعيم له من القدرات الفكرية والنفوذ الشعبي ما يجعل كلمته نافذة واوامره ملزمة . وكان ذلك محصورا بالمرجعية الدينية الشيعية. فاتجهت الانظار الى الرجل الذي يمكن ان يكون مؤهلا لقيادة العمل الثوري المسلح فوجدوه في شخص الشيخ محمد تقي الشيرازي الذي كان يقيم في ذلك الوقت في سامراء ، فكتب المعدون للثورة الى نجله الشيخ محمد رضا ليعرض الامر على والده ثم لينتقل الوالد الىالنجف، فجاء الجواب بالموافقة (12)___________________________________________(11) تاريخ العراق السياسي العاصر ج 2 ص 112(12) دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ص 385 -86 م 4 ط 199025كربلالم يكن مستغربا ان يرى المعدون للثورة انتقال الشيخ الشيرازي الى النجف ولا موافقة الشيح على ذلك ، فالنجف هي المقر الطبيعي للمرجعية ولاقامة المرجع .ولكن بدا للجميع انه اذا كانت النجف كذلك فان الظرف الاستثنائي الذي يعيش فيه الشيعة اليوم يقتضي ان تكون مرجعية الثورة في كربلا . وهكذا كان فانتقل الشيرازي زعيم الثورة العتيد من سامراء الى كربلا .اما لماذا كانت كربلا عاصمة الثورة فلم يوضح الثوار في بياناتهم اسباب ذلك ، ولكن لنا ان نقول : ان السبب الرئيسي الاول هو ان كربلا التي احتضنت ارضها اشرف ثورة في الاسلام ، كانت هي الجديرة باحتضان هذه الثورة التي تستمد قواعدها من ثورة الحسين ...فمن يريد ان يثور بقوى محدوده ومال محدود - من يريد ان يثور بذلك على الانكليز الذين يملكون قوى لاحد لها وسلاحا لاحد له ومالا لاحد له ، والذين خرجوا بالامس منتصرين في اعظم حرب عرفها الكون .من يريد ان يفعل ذلك لابد ان تكون صورة الحسين ملء ذهنه في كل لحظة ، ولابد ان تكون كلمات الحسين ملء وعيه في كل آن ...لابد أن يكون في خاطره حيث اتجه سؤال علي الاكبر لأبيه الحسين : ألسنا محقين؟.وجواب ابيه له : بلى واللهورد علي الاكبر : اذن لا نبالي ان نموت محقينمن يريد ان يثور على الانكليز الذين لا تغرب الشمس عن ممتلكاتهم يجب ان يستوحي موقفه من اجواء كربلا .من اجواء اولئك القلة من الرجال الملتفين حول الحسين عليه السلام الذين أصر عليهم بأن يتركوه وحده لأن القوم لا يريدون غيره فخالفوا أمره لاول مرة في حياتهم وابوا ان يموت الحسين عليه السلام قبل ان يموتوا !..كانت كربلا ارض الثورة الاسلامية الكبرى ، ثم كانت ارض الثورة العراقية الكبرىوفشلت الثورة الاولى عسكريا وابيد رجالها جميعا ، ولكنها انتصرت هدفا وقصدا فزلزلت الدولة التي كانت تحسب انها لا تتزلزل فلم تعش اكثر من عمر رجل واحد ، واوقفت الردة التي بدأها رجال الدولة بالخروج من روح الاسلام وتحطيم اقدس رموزه ، فاهانوا من كرمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم حين قال : لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ، فرد عليه شاعر الدولة :ذهبت قريش بالمكارم كلها ** واللؤم تحت عمائم الانصاروشتموا على المنابر من كان من محمد في الصميم ، كان منه في الصميم نسبا ولحمة وتوجها ، وكان في مكانة تجعله جزأ لا يتجزأ من محمد(ص)، سواء كان ذلك بروابط القربى او الروابط الرسالية المقدسة .فكانت الشتيمة موجهة الى محمد صلى الله عليه وآله وسلم نفسه !..وفشلت الثورة الثانية عسكريا ولكنها انتصرت كذلك هدفا وقصدا ، فأفهمت الانكليز ان العراق لايحكم حكما مباشرا منهم .26كربلا تحتحضن الثورةرأينا فيما تقدم ان السؤال الاول في اسئلة الاستفتاء الانكليزي هو السؤال عن جنسية الحاكم الذي يريده العراقيون .والسائلون بما في اذهانهم من التوهم بتعاون الشيعة معهم ، كانوا يحسبون بأن الجواب سيكون : نريد حاكما انكليزيا . وقد رأينا كيف انهم خابوا في النجف ، كما خابوا في غير النجف ، ولكن كانت لاتزال هناك مناطق عراقية اخرى لم تستف بعد ، لذلك اعتمد الثوار في استفتائهم الاسلوب نفسه الذي اعتمده الانكليز في استفتائهم ، فكان اول سؤال وجهوه الى الشيخ الشيرازي هو :ما يقول شيخنا وملاذنا حجة الاسلام والمسلمين آية الله في العالمين الشيخ الميرزا محمد تقي الحائري الشيرازي متع الله المسلمين بطول بقائه في تكليفنا الشرعي معشر المسلمين بعد منحنا من الدولة المفخمة البريطانية العظمى انتخاب امير لنا نستظل بظله ونعيش تحت رايته ولوائه ، فهل يجوز لنا انتخاب غير المسلم للامارة والسلطنة علينا ام يجب علينا اختيار المسلم .بينوا تؤجروا.27فكان جواب الشيخ على الاستفتاء بهذا النص :بسم الله الرحن الرحيمليس لأحد من المسلمين ان ينتخب ويختار غير المسلم للامارة والسلطنة على المسلمين (13)وكان الغرض من هذه الفتوى قطع الطريق على الانكليز لمواصلة الاستفتاء. والمقصود بغير المسلم سواء بالاستفتاء والجواب هو : ( الانكليزي) ، اذ كان الحاكم العام الحالي انكليزيا ، وكان المطلوب ان يستمر انكليزيا ، وان يحكم العراق حكما انكليزيا مباشرا .وهكذا اطلقت كربلا اول اطلاقة ثورية في وجه المستعمرين. وهكذا كانت مرتكز الاطلاقات والانطلاقات المتتابعة التي فاجأت الانكليز بما لم يكن يحسبون بأنه يفاجؤهم .ولينتشر نص الفتوى في كل مكان فقد طبع منها عشرات النسخ ووزعت في كل مدينة وقرية .ولما كانت الثورة قد اصبحت محتمة فقد ارتئى انشاء مكتبين لها : مكتب في كربلا برئاسة السيد هبة الدين الشهرستاني ، ومكتب في النجف برئاسة الشيخ محمد رضا الشبيبي .__________________________________________(13)دائرة المعارف الاسلامية الشيعية ص 386 ط1990وقد كان انشاء المكتبين الثوريين في النجف وكربلاء انما يراد به تسيير ما يمكن ان نسميه : الشؤون الادارية لامور الثورة .28اما الشيخ الشيرازي فقد ظل في موقعه في كربلا يوجه ويهيء فمن ذلك انه انشأ مجلسا استشاريا مؤلفا من خمسة اشخاص يساعده في المهمات ، وهكذا غدت كربلا عاصمة شعبية للعراق تتجه اليها الانظار وتوجه منها التعليمات والاوامر الى كل مكان . فمن ذلك انها ارسلت رسولا الى بغداد عقد ندوات فيها موضحا ما يعد في كربلا ، فارسلت بغداد رسولا الى كربلا زيادة في الاستيضاح فراى الجميع ان الثورة غدت امرا محتوما ، وعاد رسول بغداد اليها يخبر بما راى وسمع .29كربلا عاصمة الثورةبتعيين المجلس الاستشاري الى جانب الرجل الذي صار قائدا فعليا للثورة بمجرد اصدار فتواه الاولى برفض الحكم الانكليزي المباشر ، ومعنى ذلك التمرد على الفكرة الانكليزية ومقاومتها .باصدار الفتوى وتعيين المجلس اصبحت كربلا لا مجرد عاصمة شعبية للعراق ترتادها جماعات الشعب للتزود منها بالآراء والافكار والتوجيهات ، بل اصبحت مضافا الى ذلك عاصمة الحكم الثوري الفعلي المقرر والمنفذ ، واصبح الكربلائيون سياج العاصمة وسياج حكمها يحملون من ذلك عبئا ضخما كانوا اكفاء له ، وبذلك كتبت لكربلا صفحة من تاريخ الامجاد النضالية الثورية ، تضاف الى السجل الضخم الذي كتب لها منذ قال الحسين لاهله ولصحبه عليه وعليهم السلام حين وصلها : انزلوا ، ها هنا مناخ ركابنا ومحط رحالنا ومقتل رجالنا ومسفك دمائنا.30وكان اول تدبير اتخذته القيادة العامة ان دعت الى مؤتمر عام عقد في منزل الزعيم القائد تقرر فيه بالاجماع الاصرار على طلب الاستقلال التام ، وتقديم هذا الطلب الى السلطات البريطانية مدعومة بمظاهرات سلمية ، فان استجابت السلطات - وهي لن تستجيب - تحقق المطلوب ، وان لم تستجب اعلنوا الثورة المسلحة الشاملة .ثم توجهوا مجتمعين الى مقام الثائر الاكبر الحسين بن علي عليهما السلام معتبرين ثورتهم امتدادا لثورته واستجابة لدعوته ، فادوا الزيارة مجتمعين وعاهدوا الله ورسوله امام ضريح الحسين عليه السلام على ان يخلصوا في ثورتهم ويتفانوا في تحقيق اهدافهم الاستقلالية وان لا يتراجعوا .ثم انطلقوا كل الى منبته متهيئين للساعة الحاسمة .وجاءت الساعة الحاسمة فكانوا أكفاء ها .تلك كربلا ، وتلك ذكرياتها ، ذكريات البطولة
No comments:
Post a Comment